خلال ساعات قليلة يتوافد الملايين لبيت الله الحرام لأداء مناسك الحج من كل أنحاء العالم، وللحج مناسكه وروحنياته الخاصة، لكنه يعد مشقة على بعض الحجاج، وخصوصاً من كبار السن والمصابين ببعض الأمراض المزمنة كالسكر، ويتوجب على الحاج في هذه الحالة أخذ بعض الاحتياطات اللازمة. لذا يقدم دكتور عبدالرحيم مسلم، استشاري الامراض الباطنية، والغدد صماء والسكر، بعض النصائح الطبية التي يجب الالتزام بها الحاج المصاب بمرض السكر.. يؤكد مسلم، في البداية على المريض المصاب بالسكر، ضرورة زيارة طبيبة المعالج لاستشارته حول الإرشادات الضرورية خلال فترة الحج، وأخذ التطعيمات الضرورية، مثل تطعيم الحمى الشوكية وتطعيم الإنفلونزا. ويوضح أهمية تجهيز حقيبة خاصة يوضع بها بطاقة توضح بعض المعلومات عن المريض وحالته الصحية، وتفيد بأنه مصاب بالسكر، وكمية كافية من علاج الأنسولين، وإبر الحقن، وجهاز قياس السكر في الدم لفحص نسبته في الدم عدة مرات يوميا خلال فترة الحج. وينصح بضرورة أن يحتفظ الحاج ببعض قوالب من السكر التي قد يحتاجها عند الانخفاض المفاجىء للسكر في الدم، والتزود بكميات كبيرة من الماء. ويوضح أهمية التعرف على مكان أقرب مركز صحي مجاور لمكان إقامة المريض في المشاعر المقدسة، للتوجه إليه عند الشعور ببعض الأعراض المرتبطة بالمرض. ويؤكد مسلم على أهمية الانتظام في تناول الوجبات الغذائية وعدم تأخيرها لمريض السكر، وتناول الوجبات الصغيرة والخفيفة قبل الشروع في الأعمال الشاقة كالطواف والسعي والرمي. ويضيف أثناء أداء فريضة الحج، لا بد من وجود مرافق لمريض السكري لديه معلومات كافية عن المرض، وعلى المريض لبس الملابس والجوارب القطنية, والعناية الكبيرة بلبس حذاء طبِّي خاص لمرضى السكَّري، وأن لا يمشي حافي القدمين، لإن الإصابة بالسكر تؤدي إلى فقدان الإحساس بالألم نتيجة تلف أعصاب القدمين مما يجعلها عرضة للجروح والالتهابات، وينصح بضرورة الاهتمام بنظافة القدمين وغسلها يوميًا بالماء والصابون، وخصوصا ما بين الأصابع، وعدم إهمال جروح القدم مهما كانت بسيطة. ويقول على مريض السكر أثناء الطواف والسعي، لابد وأن يتناول كمية كافية من الماء قبل البدء بهما، وأخذ قدر من الراحة ما بين الأشواط، وتناول قطعة من السكر في حالة الشعور بأعراض انخفاض السكر في الدم. وينصح أنه يجب على الحاج قياس نسبة السكر في الدم قبل الطواف والسعي وبين الأشواط، مما يساعد على عدم التعرض للهبوط المفاجئ في السكر، ومرعاة استخدام شمسية للوقاية من اشعة الشمس المباشرة، والحرص على تناول كميات كبيرة من الماء لكي يعوض كمية السوائل التي يفقدها. ويضيف يشعر الحاج المصاب بالسكر بكثير من الإجهاد، ولذا يجب ملاحظة أعراض انخفاض السكر في الدم؛ كتصبب العرق، والرعشة، والشعور بالدوخة والدوار، والصداع، وصعوبة في التركيز والرؤية، وثقل اللسان وتعثر القدرة على الكلام، وتغير المزاج، لكي يستطيع أن يتعامل مع هذه الأعراض سريعاً قبل أن تتفاقم حالته الصحية. وينصح في حالة انخفاض نسبة السكر بشكل ملحوظ، يجب التوقف عن السير وأخذ كمية من العصائر ووجبة خفيفة، وعند ارتفاع نسبة السكر في الدم أكثر من 250 ملغم/ مل يجب فحص البول بمادة الأسيتون، فإذا كانت موجبة يجب مراجعة أقرب مركز صحي في الأماكن المقدسة لأخذ المحاليل عن طريق الوريد.