يبدو أن عاصفة الربيع العربى هبت على عاصمة المال والأعمال فى العالم " هونج كونج ".. فالمعروف عن هذه البلد أنه أشبه بمركز تجارة عالمى ، حيث تتواجد فيه الشركات والمجموعات الاستثمارية العملاقة ويوجد مركز تجارة عالمى ، لما به من تسهيلات وحوافز استثمار ليس لها مثيل فى العالم .. ومن النادر أن تسمع حديثا فى السياسة فى هذا البلد .. باستثناء الخلافات مع الصين والرغبة فى الاستقلال عن الصين تماما . وخلال اليومين الماضيين تزايدت الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية واليوم طوق آلاف المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية مقر حكومة هونج كونج استعدادا لمواجهة مع الشرطة بعد الإسراع بوتيرة مساعي رجال الأمن إغلاق قلب المركز المالي العالمي. كما أغلق مئات من رجال الشرطة الشوارع والممرات في حي " أدميراليتي" في هونج كونج وتزايد التوترات مع اعتقال عدد من أعضاء البرلمان ومصادرة معدات سمعية وأثار ذلك مخاوفا من أن تكون الشرطة تستعد لحملة قمع كبيرة قبل أن يفتح سوق المال في هونج كونج معاملاته غدا الإثنين. وحث زعماء ومؤيدو حركة (احتلال وسط هونج كونج بالحب والسلام) المواطنين على الانضمام للاحتجاج للضغط على بكين للسماح بإجراء انتخابات حرة في المستعمرة البريطانية السابقة. وكان كثير منهم يرتدي قبعات بلاستيكية ونظارات واقية لحماية أنفسهم من مسحوق الفلفل الذي تستخدمه الشرطة لتفريق المحتجين. وقال جيمي لاي إمبراطور النشر وهو من الداعمين الرئيسيين للحركة المطالبة بالديمقراطية إنه يريد أكبر حشد ممكن بعد أسبوع من المظاهرات الطلابية لإحباط أي قمع للاحتجاج الذي تصفه السلطات بأنه غير قانوني. وأضاف لاي الذي كان يرتدي أيضا قبعة بلاستيكية ونظارة واقية إنه كلما زاد عدد المشاركين أصبح من الأكثر ترجيحا عدم قدرة الشرطة على إخلاء المكان. وقال "أعتقد أن المزيد من سكان هونج كونج سيشاركون في وقت لاحق اليوم الأحد". وعادت هونج كونج من الحكم البريطاني إلى نفوذ الصين في 1997 بموجب صيغة سميت "دولة واحدة ونظامان" وبقدر كبير من الحكم الذاتي والحريات لا تتمتع به الصين نفسها. لكن بكين رفضت الشهر الماضي مطالب مواطني هونج كونج بأن يختاروا زعيمهم القادم في جو من الحرية في عام 2017 ما فجر تهديدات من جانب النشطاء بإغلاق حي المال الرئيسي. وتريد الصين أن تقتصر الانتخابات على عدد قليل من المرشحين الموالين لبكين. ومن المتوقع أن تتصاعد الموجهات فى ظل إصرار الحكومة المركزية فى الصين على موقفها، فى حين يرى المتظاهرون أن العودة للحكم البريطانى أفضل من القمع الصينى .