فى عام 2002 وافق رئيس الوزراء على إنشاء مشروع الصرف الصحى بمركز المنشاة والعسيرات بسوهاج باعتماد 116 مليون جنيه، ورغم أن المشروع يخدم حوالى 40 قرية فإنه توقف تماماً عن العمل، وأصبح فى طى النسيان. يقول الدكتور عمر أبوالحسن، مدرس بمركز البحوث بسوهاج، كانت فرحتنا كبيرة عندما بدأ تنفيذ المشروع لخدمة أكثر من نصف مليون نسمة بالمنشاة والعسيرات، إلا أننا فوجئنا بدون سابق إنذار بتوقف المشروع بعد عامين من العمل به، ولا نعرف السبب! ويضيف أبوالمواهب جابر، محاسب بشركة المطاحن، أن شركة المقاولات المصرية «مختار إبراهيم سابقاً» قامت بإسناد المشروع من الباطن لبعض المقاولين، ولكن سرعان ما توقف العمل رغم تجهيز المواسير الداخلية بشوارع المدن ومعاناة المواطنين اليومية من الحفر والمطبات وعدم قيام الشركات المنفذة للمشروع بإعادة الشىء إلى أصله، فأصبحت تلك الحفر والمطبات علامة مميزة لشوارع القرى الرئيسية وكذلك المدن وعندما سألنا المسئولين تبادلوا الاتهامات حول التقصير فى إتمام المشروع. ويشير هشام الكلحى، نائب رئيس لجنة الوفد بالعسيرات، إلى أن المواسير والمعدات التى أحضرتها الشركة أصبحت عرضة للسرقة من قبل بعض اللصوص، وتكتفى الشركة بتحرير محاضر بمراكز الشرطة عندما تسمح بسرقة بعض معداتها مما يعد إهداراً للمال العام. أما الدكتور عصمت رضوان، مدرس بجامعة الأزهر، فيقول إن تأخير هذا المشروع المهم جعل بعض المواطنين يقومون بحفر «قيسونات» و«طرنشات» بالشوارع وبما يخالف قانون البيئة كما أن قرى هذين المركزين خاصة يكثر بها مرض الفشل الكلوى بصورة لافتة للنظر، والدليل على ذلك أن مستشفى المنشاة المركزى أكثر المستشفيات المركزية فى عملية الغسيل الكلوى، مما يجعل البعض يقول إن مياه الشرب اختلطت مع الصرف الصحى. حمل أهالى مركزى المنشاة والعسيرات المسئولية كاملة على اللواء محمود عتيق، محافظ سوهاج، الذى لم يحاول علاج المشكلة، أو يكلف لجنة من شركة مياه الشرب والصرف الصحى لمعرفة أسباب زيادة معدلات الفشل الكلوى فى هذين المركزين والقرى التابعة لهما، ويناشدون المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، التدخل لحل المشكلة المزمنة التى باتت تؤرق المواطنين.