90 مليون مصرى كانوا مع «السيسى» فى اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، اصطحبهم معه داخل قلبه الكبير، وأصروا على أن يحلقوا حوله، وهو يلقى خطابه الأول أمام اجتماع الدورة رقم «69»، التى كانت تستحق أن يطلق عليها دورة مصر احتفاء بمصر الجديدة التي طرح خريطتها رئيس مصر أمام زعماء العالم، لم يفاجأ مصرى واحد أصيل بالحفاوة والتقدير اللذين قوبل بهما رئيس مصر فى الأممالمتحدة وفى لقاءاته التى عقدها مع الزعماء والرؤساء والتى بلغت 40 لقاء اختتمها بلقاء الرئيس الأمريكى أوباما بناء علي طلب البيض الأبيض. الرئيس السيسى خاطب مصر من داخل الأممالمتحدة، تدفقت الكلمات من قلبه بإحساس العاشق لمصريته الفخور بشعبه الذى صنع التاريخ مرتين.. مرة عندما ثار ضد الفسادوسلطة الفرد، والمرة الثانية عندما ثار ضد فئة استغلت الدين وفضلت مصالحها علي مصالح الشعب. وبعظمة المصرى الأصيل هتف السيسى وسط هذا الجمع من رؤساء الدول والحكومات تحيا مصر.. تحيا مصر وضجت القاعة بالتصفيق الحاد وردد الجميع وراءه تحيا مصر، وهو استفتاء علي عودة مصر إلى موقعها الإقليمى، ووجه الرئيس التحية إلى المصريين فى الداخل ومصريى المهجر الذين رافقوه حتى مقر اجتماع الأممالمتحدة وباب الفندق الذى كان يقم فيه بعد أن حضروا من ولايات تبعد آلاف الكيلو مترات عن نيويورك. مصريون وعرب تركوا أعمالهم، قضوا الأيام الخمسة لزيارة الرئيس للأمم المتحدة فى شوارع نيويورك يتلقون التهانى من الشعوب المحبة لتعافى مصر من مرضها وإن دل ذلك فإنه يدل علي استفتاء جديد علي شعبية الرئيس السيسى، وعلي نبذ المصريين للجماعة الإرهابية التي خاب مسعاها فى احراج الرئيس أمام العالم مرتين الأولى عندما حاولت اظهار عدم الاستقرار فى مصر يوم سفر الرئيس وإرتكبت بعض الأعمال الإجرامية والثانية عندما قام حليفها الفاشل اردوغان بالإساءة إلي مصر فى خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وخاب مسعى الإرهابية وحليفهم، وكشف اردوغان أنه يحرض علي الفوضى، وبث الفرقة ويدعى الأكاذيب للإضرار بشعوب المنطقة، وردت عليه الدبلوماسية المصرية أبلغ رد، وألغى وزير الخارجية سامح شكرى لقاء كان سيتم بينه وبين نظيره التركى، وقررت مصر الاحتفظ بعلاقتها مع الشعب التركى، كما تحتفظ بعلاقتها مع الشعب القطرى، أمير قطر كان أفضل من الرئيس التركى، فقد قام الأمير تميم بمصافحة الرئيس السيسى خلال حفل الغداء الذى أقامه بان كى مون السكرتير العام للأمم المتحدة للرؤساء، ويسعى زعماء عرب للصلح بين مصر وقطر، ومصر الكبيرة، العظيمة ليس لديها مانع، فى أن تفتح باب الغفران لقطر، كما تفتح أحضانها للأمة العربية، والدليل علي ذلك أن الرئيس السيسى تبنى فى خطابه أمام اجتماع الأممالمتحدة كل قضايا العرب وافريقيا، وجدد دعم مصر للشعب الفلسطينى، كما تحدث عن أزمات ليبيا وسوريا واليمن والعراق. أرسل السيسى من داخل الأممالمتحدة دعوة للسلام والقيم الإنسانية، والتعايش والتعاون المشترك بين الشعوب المحبة للسلام، ودعا العالم إلي محاربة الإرهاب باعتباره ظاهرة لا دين لها ولا وطن، ورفض ربطها ب«الاسلام أو بأى دين آخر». وأكد أن الإرهاب لا يفرق بين مجتمع متقدم وآخر نام، ومواجهته تبدأ بتجفيف منابع دعمه. وطرح الرئيس خريطة مصر الجديدة وهو فخور بشعبه قائلاً: نحن نبنى دولة مدنية ديمقراطية من خلال المبادئ التي توافقت عليها القوى الوطنية.. نبنى مصر الجديدة التي تحترم الحقوق والحريات وتؤدى الواجبات وتحترم سلطة القانون وتكفل حرية العقيدة وتسعى لتحقيق النمو والازدهار، واحترام سلطة القضاء، وتفعيل مبدأ الفصل بين السلطات. مصر ترتدى ثياب المجد من جديد، وتنفض عنها أرداء الذل والمهانة التي حاولت جماعة إرهابية فرضها عليها، صوت مصر جلجل فى العالم لتعلن تعافيها وانطلاقها فى موكب المجد.