تسود حالة من التفرق والتشرذم السياسي صفوف التيار الناصرى، فتعاقب عصر الحريات بعد عهد الكبت الذي فرضه مبارك كان شرخاً في جدار بعض الأحزاب التى لم تستطع أن تقوى شوكتها في الشارع المصري بتلك الصورة المفاجئة وأودى بها إلى التفتت والانقسام. فعلى الرغم من الشعبية التى يتمتع بها التيار الناصري في الشارع المصري إلا أنه بدأ يخسر من رصيده لدى الشعب المصرى بسبب ضعف أدائه السياسي في الحياة الحزبية. فقد نجح طوفان التحالفات الانتخابية فى تقسيم هذا التيار، إضافة إلى ضعف الأحزاب المكونة للاتجاه الناصري، لتكون استقالة المهندس عبدالحكيم عبدالناصر، نجل الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، من التيار الشعبى المصرى بكورة هذا الانقسام والتفكك ليتبعه بعد ذلك تقسيم الأحزاب الناصرية بين التحالفات الانتخابية استعدادا للبرلمان المقابل. انقسمت الأحزاب الناصرية فى إطار التحالفات الحالية لدخول البرلمان المقبل إلى أحزاب استبعدت الانضمام لتحالف التيار المدني الديمقراطي، الذي يقوده حمدين صباحي، حيث استقر الحزب العربي الناصري على خوض الانتخابات من خلال تحالف الجبهة المصرية، واتجهت أحزاب الوفاق القومي والمؤتمر الشعبي الناصري والمؤتمر الناصري العام الى خوض الانتخابات من خلال تحالف العدالة الاجتماعية، لينضم حزب الكرامة والتيار الشعبي "تحت التأسيس" إلى تحالف التيار الديمقراطى. وفى هذا السياق، قال محمد أبو العلا، رئيس الحزب العربي الناصري، إن الأحزاب الناصرية تعانى من ضعف فى مواردها المالية الأمر الذى تسبب فى إضعاف دور تلك الأحزاب على الساحة السياسية، لافتا إلى أن عضوية الاحزاب الناصرية تعتمد بشكل كبير على العمال والفلاحين الامر الذى يجعل منافسه تلك الأحزاب على المقاعد فى البرلمان المقبل مستحيلاً. أشار أبو العلا إلى أن الأحزاب الحالية جميعها تعانى من ضعف فى تنظيماتها السياسية، نظرا لضعف الحياة السياسية ومشاركة الأحزاب بها، مشيرا إلى أن الصيغة الحالية ستؤدى إلى اكتساح المال السياسي فى البرلمان المقبل. وتابع رئيس الحزب العربي الناصري أن هناك أحزاباً تدعى أنها ناصرية على الرغم من تعارض برنامجها الحزبي مع أهداف الاتجاه الناصري. أكد السفير معصوم مرزوق، عضو لجنة إدارة حزب التيار الشعبى "تحت التأسيس"، أن العصر الحالي هو العصر الناصري بامتياز، مشيرا إلى أن الأحزاب كلها تعانى من الضعف وليس الأحزاب الناصرية فقط، قائلا "الأحزاب كانت فى حضانة الحزب الوطنى وتخطو الآن أولى خطواتها فى المشاركة السياسية". وأوضح مرزوق أن أحد أهم الأسباب التى تفرقت بسببها الاحزاب الناصرية هى ضعف الإمكانات المالية لتلك الأحزاب، مطالبا الدولة بدعم الأحزاب جمعيها لتكوين حياة حزبية قادرة على مراقبة السلطة التنفيذية على أن تكون الحياة الحزبية قائمة على الاستقلالية وليس التبعية. فيما رأى عبدالعزيز الحسينى، القيادى بحزب الكرامة، أن التيار الناصري موجود فى الشارع المصري ولكن التشكيلات الناصرية تعانى من الضعف، مشيرا إلى أن هذا الضعف يؤثر على أعمالها السياسية باعتباره السبب الرئيسي في ضعف الحياة الحزبية. أضاف الحسيني أن المجتمع الحزبي تم تجريفه أيام مبارك ويحتاج وقتاً لاستعادة دوره مرة أخرى، متوقعا أن يكون البرلمان المقبل "برلمان شظايا" دون وجود أغلبية لحزب معين به لأن الاحزاب جميعها لن تستطيع التمثيل فيه بشكل جيد بسبب سيطرة المرشحين المستقلين.