غادر سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي القاهرة، يوم الأحد الماضي قاصداً مدينة نيويورك بالولايات المتحدةالأمريكية. وذلك لإلقاء كلمة مصر أمام المجتمع الدولى، والتي كان محددا لها سلفا اليوم الخميس. كما ستتضمن هذه الزيارة عدة لقاءات مع شخصيات دولية وزعماء، علي هامش الاجتماعات التي بدأت يوم الاثنين الماضي. وبالفعل فقد تقابل سيادة الرئيس مع بعض الملوك والرؤساء ومازالت الاجتماعات واللقاءات تتوالى. ويعنيني في المقام الأول التصريحات التي ادلي بها سيادة الرئيس الي وكالة الأسوشيتد برس الأمريكية قبل مغادرة البلاد، فقد جاء في أحد تصريحات سيادته إنه لا مانع من قبول التيارات الدينية (السياسية والاجتماعية)، وعلي رأسهم شباب الإخوان الذين لن تتلطخ أيديهم بالدماء، ولكن بشرط أن يعلنوا نبذ العنف. ومع الأسف الشديد كان رد إخوان الشياطين علي سيادة الرئيس عنيفاً وشديداً، إذ وقعت في ذات يوم سفر سيادته وبعد هذه التصريحات عدة انفجارات شديدة في عدد من المحافظات، أهمها التفجير الذي وقع في منطقة بولاق أبو العلا، والذي راح ضحيته ضابطان ومجند والعديد من المصابين. والبادي ان القصد من هذه التفجيرات التي وقعت عند سفر سيادة الرئيس لم يكن مجرد الرد علي تصريحات سيادته فحسب، وإنما كان القصد هو إثبات الوجود لدي العالم الخارجي وبأنهم ما يزال لديهم القوة والتأثير في البلاد. دول الغرب عامة وأمريكا بصفة خاصة مازالوا يأملون في إعطاء فرصة لإخوان الشياطين، حتي يتمكنوا من الوثوب مرة أخري الي السلطة في البلاد، أملاً في تنفيذ مخطط الغرب المسموم من تفتيت وتقسيم منطقة الشرق الأوسط واقتتال المسلمين مع بعضهم والقضاء علي أنفسهم. ولكن، إذا كان هذا هو امل الغرب، فإني أشك أن شعب مصر سيتيح الفرصة مرة أخري لإخوان الشياطين، أو من هم علي شاكلتهم للوثوب مرة أخري الي حكم البلاد. وتأكيداً لرغبة الغرب في إعطاء فرصة أخري لإخوان الشياطين، هو تصريح سيادة الرئيس لذات الوكالة من أنه لا يستطيع التدخل في شئون القضاء المصرى، هذا التصريح يبدو منه أن هناك رغبة لدي أمريكا ودول الغرب في الإفراج عن بعض المقبوض عليهم والمحكوم عليهم من التابعين لإخوان الشياطين، فالغرب مازال حتي يومنا هذا يسعي إلي الاستعانة بإخوان الشياطين ومن هم علي شاكلتهم وأعوانهم في تنفيذ مخططهم المسموم في البلاد. أكتب هذا المقال قبل لقاء الرئيس السيسي المرتقب مع الرئيس أوباما علي هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الخميس، وللحقيقة فإني أتصور أن هذا اللقاء إن تم لن يأتي بجديد في المواقف، فمصر ممثلة في الرئيس السيسي تصر علي أن جماعة إخوان الشياطين جماعة إرهابية ولابد من محاربتها مثل محاربة تنظيم داعش والقاعدة، وعلي العكس فإن الرئيس أوباما لا يري هذا. ولمن لا يعرف، فإن داعش هي في الأصل صنيعة أمريكية وأن كل ما حدث هو أن داعش ظنت من نفسها شيئاً، فأعلنت عن تأسيس الدولة الإسلامية الكبرى واستولت علي بعض آبار البترول، وهذا في حد ذاته يعتبر تهديداً لدول الغرب وأمريكا. ولكن مع الأسف الشديد، فإن ما قيل أو يقال عن داعش وضرورة تكتل الدول لمحاربتها، كل هذا كلام فارغ. داعش هي صنيعة أمريكية وهي البديل لإخوان الشياطين في منطقة الشرق الأوسط، فحينما اهتزت صورة إخوان الشياطين، سارعت أمريكا ودول الغرب بإنشاء تنظيم داعش، حتي يكون البديل لإخوان الشياطين. وبالتالى، فلا يمكن لأمريكا ودول الغرب القضاء علي داعش، ولكن ما يحدث الآن هو في حقيقة الأمر مجرد تأديب وتهذيب مع شد للأذن بقوة، لكي تعود تلك التنظيمات الي المخطط المرسوم لها، وهو اشاعة الفوضى في منطقة الشرق الأوسط. حفظ الله مصر، وأعاد الرئيس السيسي مرفوع الرأس، موفور الكرامة، منصوراً بإذن الله.