وزير التعليم العالي: الجامعات والمعاهد تدعم خطط التنمية وتحقيق رؤية مصر    رئيس الوزراء يستعرض مقترحاً للاستغلال الأمثل سياحياً ل«مسار العائلة المقدسة»    إزالة 88 حالة تعد ضمن المرحلة الأولى للموجه ال 26 بأسوان    الإسكان: تفاصيل طرح سكن لكل المصريين 7 غدا ومميزات المبادرة    رئيس الوزراء يستقبل ولي عهد إمارة الفجيرة لاستعرض الفرص الاستثمارية    الرمادي يمنح لاعبي الزمالك راحة غداً من التدريبات    جنايات الإسكندرية تقضي بإعدام عامل قام بقتل أحد الأشخاص وشرع في قتل آخر    محمد رمضان يروج لأحدث أغانية |فيديو    ياسمين صبري تشارك متابعيها كواليس «فوتوسيشن» جديد    في جراحة دقيقة وعاجلة.. فريق طبي ينقذ يد مريض من البتر ب مستشفى السنبلاوين العام    بروتوكول تعاون بين جامعة جنوب الوادي وهيئة تنمية الصعيد    اتحاد الكرة يستقر على تغيير ملعب نهائي كأس مصر للسيدات    المحاولة الخامسة منذ 2008.. توتنهام يبحث عن منصات التتويج أمام مانشستر يونايتد    أول رد من بيراميدز على تصريحات سويلم بشأن التلويح بخصم 6 نقاط    إقبال منخفض على شواطئ الإسكندرية بالتزامن مع بداية امتحانات نهاية العام    باكستان والهند توافقان على سحب قواتهما إلى مواقع وقت السلم    بث مباشر.. الأهلي 13-11 الزمالك.. دوري السوبر للسلة    وزير السياحة: إنقاذ "أبو مينا" الأثرية يحظى بإشادة اليونسكو بفضل توجيهات السيسي- صور    غدا.. طرح الجزء الجديد من فيلم "مهمة مستحيلة" في دور العرض المصرية    الجيش السوداني يعلن تطهير الخرطوم من المتمردين    شروع في قتل عامل بسلاح أبيض بحدائق الأهرام    المشرف على "القومي للأشخاص ذوي الإعاقة" تستقبل وفدًا من منظمة هيئة إنقاذ الطفولة    خالد عبدالغفار يبحث تعزيز التعاون مع وزيري صحة لاتفيا وأوكرانيا    وفاة عجوز بآلة حادة على يد ابنها في قنا    رئيس الوزراء: نتطلع لتفعيل المجلس الأعلى التنسيقي المصري السعودي    وزير الدفاع يشهد مشروع مراكز القيادة التعبوي للمنطقة الغربية العسكرية    رئيس جامعة أسيوط يتابع امتحانات الفصل الدراسي الثاني ويطمئن على الطلاب    عبد المنعم عمارة: عندما كنت وزيرًا للرياضة كانت جميع أندية الدوري جماهيرية    جدل لغز ابن نجم شهير.. هل موجود أم لا ؟ | فيديو    «الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية» يوضح مواصفات الحجر الأسود؟    بعد 9 سنوات.. تطوير ملاعب الناشئين في نادي الزمالك    «زهور نسجية».. معرض فني بكلية التربية النوعية بجامعة أسيوط    وزير الصحة: مصر تقود مبادرة تاريخية لدعم أصحاب الأمراض النادرة    طريقة عمل البصارة أرخص وجبة وقيمتها الغذائية عالية    بالصور.. يسرا وهدى المفتي من كواليس تصوير فيلم الست لما    مصرع شخص سقط من سطح عقار في الدقهلية    استمارة التقدم على وظائف المدارس المصرية اليابانية للعام الدراسى 2026    جامعة القاهرة تستقبل وفدا صينيا بمستشفى قصر العيني الفرنساوي    5 فرص عمل للمصريين في مجال دباغة الجلود بالأردن (شروط التقديم)    محافظ بورسعيد: المحافظة ظلمت بسبب إدراجها ضمن المدن الحضرية    محافظة القدس تحذر من دعوات منظمات «الهيكل» المتطرفة لاقتحام المسجد الأقصى    سالم: نجهز ملف كامل حول أزمة القمة قبل الذهاب للمحكمة الرياضية.. ومتمسكون بعدالله السعيد    بعد دخول قائد الطائرة الحمام وإغماء مساعده.. رحلة جوية تحلق بدون طيار ل10 دقائق    مهرجان كان يمنح دينزل واشنطن السعفة الذهبية بشكل مفاجئ |صور    "أونروا": المنظمات الأممية ستتولى توزيع المساعدات الإنسانية في غزة    الإفتاء توضح فضل صيام التسع الأوائل من ذي الحجة.. وغرة الشهر فلكيًا    شقق متوسطى الدخل هتنزل بكرة بالتقسيط على 20 سنة.. ومقدم 100 ألف جنيه    السفير المصري ببرلين يوجه الدعوة للشركات الألمانية للاستثمار في مصر    تشديد للوكلاء ومستوردي السيارات الكهربائية على الالتزام بالبروتوكول الأوروبي    ب48 مصنعاً.. وزير الزراعة: توطين صناعة المبيدات أصبح ضرورة تفرضها التحديات الاقتصادية العالمية    مكتب الإعلام الحكومي بغزة: تصريحات يائير جولان إقرار واضح بجريمة الإبادة الجماعية ضد شعبنا    "أمين عام مجمع اللغة العربية" يطلب من النواب تشريع لحماية لغة الضاد    هل يجوز الحج عمن مات مستطيعًا للعبادة؟.. دار الإفتاء تُجيب    ماذا تفعل المرأة إذا جاءها الحيض أثناء الحج؟.. أمينة الفتوى ترُد    الحبس 3 سنوات لعاطلين في سرقة مشغولات ذهبية من شقة بمصر الجديدة    عاجل- الصحة العالمية تُعلن خلو مصر من انتقال جميع طفيليات الملاريا البشرية    مصر كانت وستظل في مقدمة المدافعين عن فلسطين.. ورفض التهجير موقف لا يقبل المساومة    الإفتاء: لا يجوز ترك الصلاة تحت اي ظرف    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدكتور أحمد بدوي مدير مركز مراقبة التفجيرات النووية بالمعهد القومي للبحوث الفلكية ل«الوفد»:
مسار قناة السويس الجديد آمن والضبعة أفضل موقع للمفاعل النووي
نشر في الوفد يوم 24 - 09 - 2014

قال الدكتور أحمد بدوي أستاذ الزلازل وعضو اللجنة الاستشارية العلمية لإدارة الأزمات والكوارث بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرارات إن المخاطر الطبيعية كظواهر موجودة ولكن يمكن التقليل من آثارها وخسائرها بأقل الخسائر الممكنة عبر إدارة الأزمات.
وأوضح في حوار ل«الوفد» أن الإرادة السياسية مطلوبة للحد من المخاطر وليس مواجهة المخاطر في حد ذاتها، وأكد أن مصر من الدول السباقة في المنطقة في رصد وتحليل المخاطر فنحن لدينا أقدم شبكة علي مستوي الوطن العربي والشرق الأوسط لرصد الزلازل منذ عام 1903.
ونبه الي إجراء سيناريوهات في العامين الماضيين لإخلاء بعض المدارس عند حدوث كوارث طبيعية مثل السيول والزلازل، ودعا الي رفع مرونة المجتمع المصري في مواجهة الأزمات بحيث يستطيع تلقي الصدمات في حالة الأزمات والكوارث، وشدد علي أن النشاط الزلزالي في مصر من النوع المتوسط ولكن نحتاج الي مزيد من الجهد والي توافر الإرادة السياسية والتدابير المالية والمناهج الدراسية حول المخاطر الطبيعية، وذكر أن موقع الضبعة هو أفضل المواقع لإنشاء مفاعل نووي في مصر وهو بعيد عن أماكن الزلازل وتم اختياره بناء علي دراسات وأبحاث جيولوجية عديدة، كما تم اختيار مسار قناة السويس الجديدة بعد عمل الدراسات الجيولوجية والجيوفيزيقية والهيدرولوجية وبالتالي هو مسار آمن لتوسيع المجري الملاحي لقناة السويس.
بداية.. لماذا لا يوجد بمصر جهاز لإدارة الأزمات والكوارث؟
- يوجد بالفعل قطاع لإدارة الأزمات والكوارث تابع لمركز معلومات رئاسة الوزراء والإدارة من العلوم الحديثة جدا اتهم بها العلم بعد أن تكبد العنصر البشرى على مستوى المعمورة كثيرا من الخسائر الاقتصادية والمالية والبشرية جراء مخاطر عدة سواء كانت هذه مخاطر طبيعية أو غير طبيعية، كان للامم المتحدة السبق قبل التسعينيات للحد من الكوارث والتى بدأت منذ عام 1988 حتى عام 1999 ثم ظهرت الاستراتيجية الدولية للحد من المخاطر وهناك إطار عمل «اليوجو» الذى ينتهى 2015 والذى ينتهى العقد الأول منه فى الأيام الحالية ونحن نفكر فى الاجتماع الدولى فى 2015، أن يكون هناك إطار آخر للعمل للحد من المخاطر.
إدارة الكوارث
ما هى الخطوات أو المراحل التى يتم اتباعها لمواجهة الكوارث والأزمات فى مصر؟
- إدارة الأزمات من العلوم الحديثة وتقسم مراحل ادارة الأزمات الى ثلاث مراحل رئيسية أولاها مرحلة ما قبل الأزمة ثم مرحلة اثناء الأزمة ومرحلة ما بعد الأزمة.
ويتابع.. مرحلة ما قبل الأزمة وهى مرحلة الاستعداد والعالم كله اليوم للاسف الشديد لم يعطها الحق الكافى والتمويلات الكافية والمجهود الكافى، فهذه المرحلة هى التى تجعل الأمم كلها مستعدة لتلقى أو التصدى لأزمات متعاقبة وكلما زاد فيها المجهود والأبحاث والخطط والتدريب على مواجهة الأزمات قصرت فترة الأزمة قصرت وتصبح صغيرة جدا وتجعل مرحلة ما بعد الأزمة والتى من خلالها تتم إعادة الأمور الى نصابها أقل التكاليف، فكل برامج الأمم المتحدة الآن سواء البرامج العالمية للتنمية والانماء أو برامج الصحة العالمية تبذل الكثير من الجهود للاعتناء بهذه المرحلة فهى مرحلة اساسية ونحن لا نريد أن ندير أزمة أو نختلقها وإنما نريد أن نحد من مخاطر أزمة إذا حدثت وبالتالى هذه هى أهم مرحلة لوضع الخطط والسيناريوهات والاستراتيجيات لطبيعة المخاطر.
أول خطوات العمل هو التعرف على المخاطر المحيطة بالمنطقة التى نريد فيها إدارة الأزمة وتحديد نوعها بالإضافة الى تحليلها ودراسة مدى تكراريتها ثم نختار أنسب المواقع لوضع المنشآت بتلك المنطقة ونختار شكل المنشأة وشكل المشروع الذى سيقام فيها حتى نستطيع تحقيق أهداف التنمية المستدامة التى هى من حق الأجيال القادمة فى الموارد الطبيعية الموجودة فى البلد وهذا هو الهدف الأسمى الذى تسعى حكومات العالم كله الى تحقيقه من أجل حماية الشعوب.
هل هناك فرق بين المخاطر الطبيعية والمخاطر من صنع البشر؟
- نعم.. أكبر خطر يقابلنا هى المخاطر الطبيعية وبالتالى يجب التعرف عليها والغرض ليس رصد الخطر ولكن الحد من العواقب التى تليه، إذا نظرنا الى كوكب الأرض فقد خلقه الله سبحانه وتعالى من 4.5 بليون سنة أى منذ 4 آلاف و500 مليون سنة مرت الأرض بمجموعة كبيرة جدا من التغيرات الجيولوجية وسادها عصور الديناصورات والجليد والمعادن وهي عصور مختلفة جدا حتى اكتمل نموها وتطورها لعمارتها بهذا الخلق الذى استخلفه الله فى الأرض منذ مليون عام فإذا قارنا عمر الإنسان بعمر الأرض فلا يوجد مقارنة وهذا يدل على أن المخاطر الطبيعية والكوارث كظواهر موجودة ولن يمنعها بشر.
ومن أبجديات الإدارة والمعايشة أن أعرف طبيعة المكان الذى أعيش فيه بمعنى التعرف على المخاطر وأماكنها بحيث إننا عندما نقوم بإعمار الأرض بالمشروعات نضعها فى أماكن بعيدة عن المخاطر أى لا نضع منشأة مهمة فى مقر سيل أو محطة نووية فى منطقة نشاط زلزال مثلا هذا المفهوم كان غائبا فى الفترة السابقة.
هل التخطيط وتحديد الاماكن البعيدة عن المخاطر موجود فى الوقت الحالى؟
- حاليا المنشآت المهمة والحيوية توضع فى الاعتبار، فمثلا عندما قمنا بإنشاء السد العالى تم عمل دراسة لأنسب المواقع وشكل المنشأ وهذا جعل عبقرية فى التصميم بانه سد ترابى ركامى وليس منشأ بالطوب والرمل ولكنه من نفس نوع الحجر الرملى الموجود فى المنطقة وبدأ مسار النيل يغلق ثم أقيم به مسارات المياه والتوربينات وبالتالى عندما تحدث أى حركة أرضية زلزال أو غيره سوف يتحرك الجسم وما يحيطه من صخور وحجر رملى ككتلة واحدة فهو منشأ ليقاوم الزلازل حتى درجة 9 رختر وهذا ما لم يحدث فى تاريخ مصر هذا مثال بالنسبة للمصرى الحديث، أما إذا نظرنا الي الأهرام وشكل اختيار الهرم قبل إنشاء السد العالى وفيضان النيل نجد أن مكان الهرم اختير على هضبة عالية لتجنب الفيضان وهذا هو الخطر الذى تعرف عليه المصرى القديم عند اختيار المكان بالإضافة الى انه اختار الشكل المعمارى «هرم» بحيث إن ارتفاع هذا المنشأ يساوى 66 % من طول ضلع القاعدة المربع وهذا يقاوم الزلازل حتى شدة 9 رختر وهذا يؤكد ان المصرى الحديث عاش وتعايش مع المخاطر الطبيعية.
التنمية المستدامة
وماذا عن التنمية المستدامة لإدارة الأزمات والمخاطر؟
- خارطة الطريق للتنمية المستديمة تتطلب اختيار أنسب المواقع بعيدة عن الخطر، نختار شكل المنشأ والتى نسميها خصائص المشروع الذى نريد إنشاءه حتى نحقق الاستدامة فى التنمية التي أصبحت تدرس فى جميع مدارس العالم، وهذان المثالان للمصرى الحديث والقديم يمنحان علامات مضيئة على الطريق على اننا لن نستطيع وقف الطبيعة ومخاطر الطبيعة والتى هى القوة الكامنة فيها إلا أننا نستطيع أن نتعايش معها وتكون بأقل الخسائر الممكنة وأعتقد أن الإدارة الناجحة لأى أزمة بأن نتعرف على هذا العدو وخصائصه وقدراته وبالتالى أكون مستعدا وأستثمر من أجل غد أكثر أمانا وتطورا ونموا للاجيال القادمة، وتحتم علينا الحقيقة اليوم بأن ندير الموارد للمحافظة على حق الأجيال القادمة في التنمية المستدامة بأن نختار هذه الاستراتيجيات أو الآليات للمحافظة على الارواح والممتلكات بهذه الطريقة، تم الاتفاق على ان دولارا واحدا يتم استخدامه فى هذه الآليات يوفر 7 دولارات فى المواجهة وتأتى بعد ذلك مرحلة المواجهة ومرحلة إعادة الأمور الى نصابها وأدعو جميع المسئولين بان يكون هناك إرادة سياسية لبذل مجهود للحد من المخاطر وليس مواجهة المخاطر فى حد ذاتها ولا ننتظر حتى حدوث الأزمة.
تحليل المخاطر
هل هناك خطط تم وضعها لتنفيذ ذلك ؟
** مصر حاليا من الدول السباقة فى المنطقة من حيث رصد وتحليل المخاطر فنحن لدينا أقدم شبكة على مستوى الوطن العربى والشرق الأوسط لرصد الزلازل منشأة منذ عام 1903 فنحن أول دولة فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كان لدينا رصد للزلازل بالإضافة الى أن لدينا شبكات للإنذار المبكر بالسيول ومخاطرها بالمحافظات المتأثرة بالسيول مثل جنوب وشمال سيناء والبحر الأحمر، لدينا خطط قومية وضعت من خلال مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بقطاع ادارة الأزمات لمواجهة الأزمات والكوارث التى تصيب مصر وتم التعرف عليها وتصنيفها الى 15 نوعا من أنواع الكوارث ووضع خطط لأكثر من 80% من هذه الكوارث والأزمات على مستوى المحافظات، فكل محافظة اليوم لديها خطة لإدارة الحرائق الكبرى والسيول والزلازل وخطة لإدارة الكوارث النيلية والتلوث فى مياه النيل.
هل تهتمون فقط بالكوارث الطبيعية؟
- لا.. نهتم بالكوارث الطبيعية والكوارث من صنع البشر أيضا لأن معظم الكوارث الطبيعية تكون خسائرها أكبر بكثير وفى العامين الأخيرين 2012 و2013 تم عمل سيناريوهات إخلاء بعض المدارس خلال العام الدراسى الماضى فى محافظات بنى سويف والإسماعيلية والشرقية وبورسعيد والفيوم بحيث يعلم الطلبة إذا حدث حريق أو زلزال ماذا سيفعل وكانت هذه من التجارب الناجحة جدا فى معظم المحافظات ونحن نحاول بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم ان يكون يتم تدريس مناهج للتلاميذ ثم يتبعها «كورسات» فى الجامعات عن ثقافة رفع الوعى المجتمعى لإدارة المخاطر للحد من آثارها بحيث لا ننتظر حتى تحدث الكوارث وتكون تصرفاتنا فقط رد فعل ولكننا نكون دائما مستعدين.
ما الغرض الحقيقى من قطاع الأزمات؟
- الغرض من قطاع إدارة الأزمات هو رفع مرونة المجتمع المصرى فى مواجهة الأزمات بحيث يستطيع تلقى الصدمات فى حالة الأزمات والكوارث دون خسائر كبيرة لأن الغرض حماية البشر لأنهم صناع الحضارات وليس العكس.
ما هى الخسائر الاقتصادية التى تتكبدها الدولة إذا لم تكن مستعدة لتلقى الأزمات والكوارث؟
- إذا تحدثنا عن دولة مستعدة ودولة غير مستعدة للازمات سأعطى مثالا صغيرا ما حدث فى زلزال «بام» فى إيران عام 2006 والذى كانت قوته 6.2 بمقياس ريختر وبلغ عدد الضحايا 220 ألف قتيل ونفس الزلزال حدث فى اليابان ولم يكن هناك قتلي وكان فقط 4 جرحى وحدث فى كاليفورنيا فلم يكن هناك قتلي على الإطلاق وكان هناك فقط جريحان فالفرق هنا من المستعد أكثر للأزمة وبالتالى واضح الفجوة الكبيرة بين الدول المستعدة لمواجهة المخاطر والدول غير المستعدة فالاستثمار اليوم فى الاستعداد لأننا فى تلك المرحلة لدينا وقت طويل لكى أستعد لكن فى المواجه الوقت قصير جدا ويكون هناك ضغوط كثيرة، كما أن الاستراتيجية الدولية للحد من الكوارث بالامم المتحدة تعتنى اليوم برفع درجة وعى الشعوب ومرونة المجتمعات البشرية لمواجهة الكوارث حتى تقلل من المخاطر والآثار الناجمة عن الكوارث بقدر المستطاع.
هل لدينا فى مصر خطط للاستعداد لمواجهة الكوارث من زلازل وبراكين؟
- النشاط الزلزالى فى مصر من النوع المتوسط ولدينا خطة قومية لمواجهة آثار الزلازل فقد تم عمل تدريب كما قلنا فى السابق لبعض المدارس حتى انه اليوم أصبح لكل تلميذ رقم معروف به متى سيخرج إذا حدث إخلاء للفصل أو المدرسة فى حالة حدوث زلزال وهذه الثقافة جديدة على المجتمع المصرى وطبعا المشوار طويل ولكن طريق الألف ميل يبدأ بخطوة، كما بدأنا بالفعل تدريبا فى بعض المؤسسات الصناعية والمستشفيات والمصانع ومصر كدولة عضو فى الاستراتيجية الدولية للحد من المخاطر عليها التزامات لابد من تنفيذها وبدأنا بالفعل فقد تم انشاء اللجنة القومية لإدارة الأزمات والكوارث على المستوى القومى وهى تمثل المنتدى الوطنى الذى يتابع على مستوى المحافظات والوزارات أما بالنسبة لجهود الحد من المخاطر ودرجات الاستعداد فنحن نتمنى ألا تحدث كوارث كبيرة لأن الجهود المبذولة تحتاج الى المزيد بالإضافة الى الإرادة السياسية والتدابير المالية وتوفير مناهج و«كورسات» تدرس فى الجامعات.
كيف تتم إدارة الأزمات فى مختلف المحافظات؟ هل يوجد إدارات بالمحافظات ام أن الإدارة مركزية؟
- حتى هذه اللحظة المنظومة المؤسسية غير مكتملة ولكن هناك مشروعا سوف يكتمل فى وقت قريب بأن يتبع القطاع فى كل محافظة وكل وزارة إدارة الأزمات.
هل تم عمل خطة لتنفيذ ذلك المشروع؟
- هناك دراسة تم الانتهاء منها فى مارس الماضى بالمركز الوطنى لإدارة الأزمات والكوارث ومجلس الوزراء ثم يتبعها فى كل الوزارات والمحافظات مكاتب أخرى وحاليا المكاتب موجودة ولكن تتبع إداريا المحافظة ونحن نريد من خلال المشروع ان تتبع تلك المكاتب المركز الرئيسى إداريا وماليا وفنيا حتى نتحرر من المحليات والمحافظات ولكن فى الوقت الراهن هناك غرفة عمليات مركزية موجودة بمركز معلومات مجلس الوزراء يتبعها 27 غرفة فى كل المحافظات وتمت متابعة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية فى الفترة السابقة ومن خلال «الفيديو كونفرنس» حيث تتم مشاهدة ال27 محافظة والتحدث مع المحافظة لمتابعة الموقف
هل مصر معرضة فى الفترة القادمة الى زلازل؟
- مصر من الدول القليلة جدا على مستوى العالم التى تاريخها الزلزالى مسجل لأكثر من خمسة آلاف عام ونحن نفخر أننا نأتى فى المرتبة الثانية بعد الصين، تاريخنا الزلزالى معروف ومحدد فالزلازل فى مصر من النوع المتوسط وتكراريتها تحدث كل 147 عاما بالإضافة الى أنه لا توجد أحزمة زلازل قريبة من مصر ولكم نتأثر من وقت لآخر ببعض النشاط فى منطقة البحر المتوسط والبحر الأحمر إلا أن الزلازل مثل أى أخطار طبيعية فليست المشكلة فى حدوث الزلزال المشكلة فى درجة استعداد المجتمعات البشرية ودرجة مقاومة المنشآت لهذه المخاطر وهذه خطوة أولى تجعلنا عندما نخطط لمصر تخطيطا تنمويا شاملا ومتكاملا ومستداما بأننا عرفنا الأماكن التى يوجد بها النشاط الزلزالى فنبعد بقدر المستطاع عن هذه الأماكن ونضع المنشآت الحيوية ومشروع الضبعة خير دليل لأنه بعد كثير من الدراسات تبين أن هذا المكان أنسب مكان لإنشاء مفاعل نووى فى مصر وطبقا للعمر الافتراضى لكل منشأة يتم عمل الدراسات الخاصة بكل موقع حتى ولو منزل قد تكون التكلفة لا تتعدى 2% من القيمة الاستثمارية للمشروع لكن تجعلنا نوفر أكثر مواجهة المخاطر.
ولكن للأسف ثقافة التأمين ضد المخاطر غير موجودة، وأدعو شركات التأمين ليس فقط على مستوى مصر بل على مستوى العالم الاعتناء بتلك الثقافة لأن الخطر موجود ووثيقة التأمين تعتمد على قوة الخطر وشدته وتكراريته فى كل مكان، كما أدعو الاتحاد المصرى للتأمين ان يفكر بان يكون هناك وثيقة ضد المخاطر فما المانع أن أقوم بعمل وثيقة تأمين ضد المخاطر المحيطة بمنشأ تكلف ملايين الجنيهات كما يجب على المسئولين فى كل منطقة تحديد نوعية المخاطر بالمنطقة حتى يكون هناك تعاون بين الخبراء ومتخذى القرار والتنفيذيين وما بين شركات التأمين ولو حدثت أى كارثة ترعي شركات تأمين هذا المكان وهذا من الحلول التى يجب ان تتخذ فى الاعتبار.
هل كان لكم دور فى مشروع قناة السويس الجديدة؟
- مشروع قناة السويس حيوي تمت دراسة مسار القناة واختياره بعد عمل الدراسات الجيولوجية والجيوفيزيقية والهيدرولوجية والتى تم عملها منذ فترة طويلة لأن هذا المشروع كان حلما كبيرا والقرار الذى تم اتخاذه لإتمام هذا المشروع اتخذ بناء على قاعدة أمنية ومؤسسية سليمة جدا وهذا المسار كان أنسب المسارات الذى نستطيع توسيع مقر قناة السويس من خلاله أو عمل ممر ملاحى آخر فى الاتجاهين ويقلل من فترات الانتظار فى البحيرات المرة سواء فى الجزء الجنوبى أو الشمالى.
نحن مقبلون على فصل الشتاء.. ما هى الاستعدادات التى تم اتخاذها لمواجهة السيول؟
- مخرات السيول يجب احترامها والبعد عنها، كما يجب على المحليات والمحافظات بتطهير مخرات السيول فى أوقاتها فمواسم السيول والأمطار فى مصر معروفة ومحددة، كما أن هيئة الأرصاد الجوية تعطينا مؤشرات قبلها ب72 ساعة بأن هناك فرصة لنزول الأمطار والعشر محافظات التى بها مخرات سيول يجب أن تنسق مع وزارة الموارد المائية والرى والمحافظات لتطهير كل المخرات وازالة العوائق والمشروعات التى تم بناؤها على مخرات السيول فليس هناك أى خيار غير الإزالة لتلك المبانى والمشروعات وألا ننتظر الكارثة ولابد من تجريم أى إنشاء على مخرات السيول ويكون هناك تشريع لذلك.
هل هناك خطط لإدارة السيول؟
- طبعا.. هناك خطة قومية لإدارة السيول فى المحافظات التى بها مخرات للسيول فمصر ينزل عليها 650 مليون متر مكعب من السيول فى العام، وتقوم الجهات المعنية بتطهير كل المخرات والبرابخ بالاتفاق مع مركز المعلومات ولكن قد يغير السيل اتجاهه وبالتالى يدمر أشياء كثيرة فى غياب الرقابة والضمير تم بناء مدن على مخرات السيول مثل سوهاج الجديدة ولو جاء السيل ودمر هذه المدن يلقى العبء على وزارة الموارد المائية والرى لمعالجة ذلك بحيث انهم يحاولون إيجاد مسارات بديلة للسيل وهذا يحدث بسبب غياب الرؤية وعدم التنسيق بين الوزارات المعنية يسبب الكثير من الكوارث
سيرة ذاتية
أستاذ الزلازل والحد من أخطارها، وعضو اللجنة الاستشارية العلمية لإدارة الأزمات والكوارث والحد من أخطارها بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار.
مدير مركز مراقبة التفجيرات النووية بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية سابقا.
يشغل عدة مناصب أخرى هي أستاذ جيوفيزياء الزلازل بكلية العلوم بجامعة الإسكندرية - عضو فريق العمل (ب) منظمة معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية - عضو الجمعية الجيوفيزيقية المصرية والجمعية المصرية لهندسة الزلازل.
شارك الدكتور أحمد بدوي كباحث رئيسي في عدة مشروعات وطنية ودولية حول تقييم مخاطر الزلازل بمصر ومنطقة حوض البحر الأبيض المتوسط.
يشرف ويشارك في الإشراف على 25 رسالة ماجستير و15 رسالة دكتوراه في الجيوفيزياء التطبيقية والحد من مخاطر الزلازل، عضو هيئة التحكيم في 7 مجلات علمية دولية في مجال الزلازل والجيوفيزياء التطبيقية.
حصل الدكتور أحمد بدوي على جائزة الدولة التشجيعية في العلوم الجيولوجية عام 2002، وله أكثر من 75 بحثا ومقالا علميا منشورة بالمجلات الدولية والمحلية حول الزلازل والحد من أخطارها في مصر والمنطقة العربية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.