محافظ سوهاج يتفقد طريق الحواويش بأخميم تمهيدا لتطويره ورصفه بطول 3.5 كيلو    «حلم الولاية الثالثة».. هل يخضع دستور أمريكا لأحلام ترامب؟    الانتصارات السياسية فى أحضان الإنجازات الحضارية    تنسيق مروري كامل لتسهيل حركة أعضاء الأهلى للمشاركة في الانتخابات    آرسنال يخطط للتجديد مع ساكا ليصبح الأعلى أجرًا في تاريخ النادي    أحمد السيد: زيزو أفضل من تريزيجيه.. وجراديشار ليس على مستوى الأهلي    مصرع 3 أشخاص فى انقلاب سيارة بترعة على طريق خط 13 بنها طوخ.. صور    اعتماد حركة قيادات الإدارة المحلية لعام 2025 بالفيوم    مصرع شخص وإصابة اثنين آخرين إثر انقلاب سيارة بطريق الخارجة - أسيوط    النائبة شيرين عليش: المتحف الكبير رمز الحضارة وتأكيد ريادة مصر الثقافية    عاجل- مدبولي يعيّن الدكتور محمد عبد الوهاب أمينًا عامًا للجنة العليا للمسئولية الطبية وسلامة المريض    محافظ الدقهلية يتابع من مركز سيطرة الشبكة الوطنية محاكاة التعامل مع مياه الأمطار وحركة المواقف ومستوى النظافة    «الخطيب أخي وأوفينا بما وعدنا به».. خالد مرتجي يزف بشرى لجماهير الأهلي    ريال مدريد: رفض الطعون المقدمة بشأن دوري السوبر.. وسنطلب تعويضات من يويفا    محافظ شمال سيناء يستقبل عدداً من مواطني إزالات ميناء العريش    رئيس جامعة حلوان: الاستثمار في التكنولوجيا استثمار بالمستقبل    إسطنبول.. عروض شعبية وعسكرية بمناسبة عيد الجمهورية    انتشال جثة شاب لقى مصرعه غرقا في بحر شبين بالمحلة    تواصل «بداية جديدة لبناء الإنسان.. ومجتمعنا أمانة» بجامعة قناة السويس    هل يدخل فيلم فيها إيه يعنى بطولة ماجد الكدوانى نادى المائة مليون؟    فلسطين حاضرة في الدورة 26 من مهرجان روتردام للفيلم العربي مع "سيدة الأرض"    انطلاق الاختبارات التمهيدية للمرشحين من الخارج في المسابقة العالمية للقرآن الكريم    فلكيًا.. موعد بداية شهر رمضان 2026- 1447ه في مصر وأول أيام الصيام (تفاصيل)    مصر تشارك في اجتماع مصايد الأسماك والاستزراع المائي بالاتحاد الإفريقي في أديس أبابا    «نرعاك في مصر» خدم أكثر من 24 ألف مريض من 97 دولةً بإيرادات تجاوزت 405 ملايين دولار    كليتى العلوم وتكنولوجيا التعليم ببنى سويف يحصلان على جائزة مصر للتميز الحكومى    بايسانوس.. فيلم وثائقي عن الشتات الفلسطيني في تشيلي بمهرجان القاهرة السينمائي    نجل مكتشف مقبرة توت عنخ آمون بالأقصر: عمر والدي كان 12 عامًا وقت الاكتشاف    محمد شبانة: كنت سأنتقد الرابطة لو استجابت لتأجيل الدورى للمنتخب الثانى!    المحكمة تقضي بعدم الاختصاص في قضية علياء قمرون    حماس تدعو في بيان الوسطاء والضامنين إلى تحمل مسؤولياتهم والضغط الفوري على إسرائيل للالتزام التام بوقف إطلاق النار    محافظ سوهاج يفتتح حديقة ميدان الشهداء العامة بالمنشاه    التنسيق الحضاري: توثيق 365 شارعًا بعدة محافظات ضمن مشروع حكاية شارع    حادث المنشية.. والذاكرة الوطنية    حالة الطقس في الكويت.. أجواء حارة ورياح شمالية غربية    مصرع طفلة صدمتها سيارة أثناء عودتها من الحضانة فى البدرشين    عاجل| تعطيل خدمات البنوك الرقمية يومي الخميس والجمعة    صحة المنيا: قافلة حياة كريمة تقدم خدماتها الطبية ل957 مواطنًا بقرية منبال بمركز مطاي    المشدد 15سنة لمتهم للاتجار بالمخدرات في السلام    ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين إلى 256 بعد استشهاد صحفي في غارة إسرائيلية    بينها «طبق الإخلاص» و«حلوى صانع السلام» مزينة بالذهب.. ماذا تناول ترامب في كوريا الجنوبية؟    هل فلوس الزوجة ملكها وحدها؟ دار الإفتاء تحسم الجدل حول الذمة المالية بين الزوجين    جيش الاحتلال الإسرائيلي يزعم اغتيال مسئول بحزب الله في لبنان    "أتوبيس الفن الجميل" يصطحب الأطفال في جولة تثقيفية داخل متحف جاير أندرسون    رئيس اتحاد الناشرين العرب: المبادرات الثقافية طريقنا لإنقاذ صناعة الكتاب العربي    أسقفا الكنيسة الأنجليكانية يزوران قبرص لتعزيز التعاون الإنساني والحوار بين الكنائس    كأس العالم للناشئين - مدرب إيطاليا: علينا التأقلم سريعا مع المناخ في قطر    تحليل: 21% من السيارات الجديدة في العالم كهربائية بالكامل    "ADI Finance" توقع اتفاقية تمويل إسلامي بين البنك الأهلي لدعم أنشطة التأجير والتمويل العقاري    كيف تُعلّمين طفلك التعبير عن مشاعره بالكلمات؟    وزير الشئون النيابية: الرئيس السيسي أولى ملف مكافحة الفساد أولوية قصوى    إعصار ميليسا يصل الساحل الجنوبي لشرقى كوبا كعاصفة من الفئة الثالثة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 29-10-2025 في محافظة الأقصر    الدكتور أحمد نعينع يكتفى بكلمتين للرد على أزمة الخطأين    الأمين العام للإنتوساي تشيد بدور مصر في تعزيز التعاون الدولي ومواجهة الأزمات    رعم الفوز على النصر.. مدرب اتحاد جدة: الحكم لم يوفق في إدارة اللقاء    الخارجية تشكر الرئيس السيسى على ضم شهدائها للمستفيدين من صندوق تكريم الشهداء    طريقة عمل طاجن البطاطا بالمكسرات.. تحلية سريعة في 20 دقيقة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدكتور أحمد بدوي مدير مركز مراقبة التفجيرات النووية بالمعهد القومي للبحوث الفلكية ل«الوفد»:
مسار قناة السويس الجديد آمن والضبعة أفضل موقع للمفاعل النووي
نشر في الوفد يوم 24 - 09 - 2014

قال الدكتور أحمد بدوي أستاذ الزلازل وعضو اللجنة الاستشارية العلمية لإدارة الأزمات والكوارث بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرارات إن المخاطر الطبيعية كظواهر موجودة ولكن يمكن التقليل من آثارها وخسائرها بأقل الخسائر الممكنة عبر إدارة الأزمات.
وأوضح في حوار ل«الوفد» أن الإرادة السياسية مطلوبة للحد من المخاطر وليس مواجهة المخاطر في حد ذاتها، وأكد أن مصر من الدول السباقة في المنطقة في رصد وتحليل المخاطر فنحن لدينا أقدم شبكة علي مستوي الوطن العربي والشرق الأوسط لرصد الزلازل منذ عام 1903.
ونبه الي إجراء سيناريوهات في العامين الماضيين لإخلاء بعض المدارس عند حدوث كوارث طبيعية مثل السيول والزلازل، ودعا الي رفع مرونة المجتمع المصري في مواجهة الأزمات بحيث يستطيع تلقي الصدمات في حالة الأزمات والكوارث، وشدد علي أن النشاط الزلزالي في مصر من النوع المتوسط ولكن نحتاج الي مزيد من الجهد والي توافر الإرادة السياسية والتدابير المالية والمناهج الدراسية حول المخاطر الطبيعية، وذكر أن موقع الضبعة هو أفضل المواقع لإنشاء مفاعل نووي في مصر وهو بعيد عن أماكن الزلازل وتم اختياره بناء علي دراسات وأبحاث جيولوجية عديدة، كما تم اختيار مسار قناة السويس الجديدة بعد عمل الدراسات الجيولوجية والجيوفيزيقية والهيدرولوجية وبالتالي هو مسار آمن لتوسيع المجري الملاحي لقناة السويس.
بداية.. لماذا لا يوجد بمصر جهاز لإدارة الأزمات والكوارث؟
- يوجد بالفعل قطاع لإدارة الأزمات والكوارث تابع لمركز معلومات رئاسة الوزراء والإدارة من العلوم الحديثة جدا اتهم بها العلم بعد أن تكبد العنصر البشرى على مستوى المعمورة كثيرا من الخسائر الاقتصادية والمالية والبشرية جراء مخاطر عدة سواء كانت هذه مخاطر طبيعية أو غير طبيعية، كان للامم المتحدة السبق قبل التسعينيات للحد من الكوارث والتى بدأت منذ عام 1988 حتى عام 1999 ثم ظهرت الاستراتيجية الدولية للحد من المخاطر وهناك إطار عمل «اليوجو» الذى ينتهى 2015 والذى ينتهى العقد الأول منه فى الأيام الحالية ونحن نفكر فى الاجتماع الدولى فى 2015، أن يكون هناك إطار آخر للعمل للحد من المخاطر.
إدارة الكوارث
ما هى الخطوات أو المراحل التى يتم اتباعها لمواجهة الكوارث والأزمات فى مصر؟
- إدارة الأزمات من العلوم الحديثة وتقسم مراحل ادارة الأزمات الى ثلاث مراحل رئيسية أولاها مرحلة ما قبل الأزمة ثم مرحلة اثناء الأزمة ومرحلة ما بعد الأزمة.
ويتابع.. مرحلة ما قبل الأزمة وهى مرحلة الاستعداد والعالم كله اليوم للاسف الشديد لم يعطها الحق الكافى والتمويلات الكافية والمجهود الكافى، فهذه المرحلة هى التى تجعل الأمم كلها مستعدة لتلقى أو التصدى لأزمات متعاقبة وكلما زاد فيها المجهود والأبحاث والخطط والتدريب على مواجهة الأزمات قصرت فترة الأزمة قصرت وتصبح صغيرة جدا وتجعل مرحلة ما بعد الأزمة والتى من خلالها تتم إعادة الأمور الى نصابها أقل التكاليف، فكل برامج الأمم المتحدة الآن سواء البرامج العالمية للتنمية والانماء أو برامج الصحة العالمية تبذل الكثير من الجهود للاعتناء بهذه المرحلة فهى مرحلة اساسية ونحن لا نريد أن ندير أزمة أو نختلقها وإنما نريد أن نحد من مخاطر أزمة إذا حدثت وبالتالى هذه هى أهم مرحلة لوضع الخطط والسيناريوهات والاستراتيجيات لطبيعة المخاطر.
أول خطوات العمل هو التعرف على المخاطر المحيطة بالمنطقة التى نريد فيها إدارة الأزمة وتحديد نوعها بالإضافة الى تحليلها ودراسة مدى تكراريتها ثم نختار أنسب المواقع لوضع المنشآت بتلك المنطقة ونختار شكل المنشأة وشكل المشروع الذى سيقام فيها حتى نستطيع تحقيق أهداف التنمية المستدامة التى هى من حق الأجيال القادمة فى الموارد الطبيعية الموجودة فى البلد وهذا هو الهدف الأسمى الذى تسعى حكومات العالم كله الى تحقيقه من أجل حماية الشعوب.
هل هناك فرق بين المخاطر الطبيعية والمخاطر من صنع البشر؟
- نعم.. أكبر خطر يقابلنا هى المخاطر الطبيعية وبالتالى يجب التعرف عليها والغرض ليس رصد الخطر ولكن الحد من العواقب التى تليه، إذا نظرنا الى كوكب الأرض فقد خلقه الله سبحانه وتعالى من 4.5 بليون سنة أى منذ 4 آلاف و500 مليون سنة مرت الأرض بمجموعة كبيرة جدا من التغيرات الجيولوجية وسادها عصور الديناصورات والجليد والمعادن وهي عصور مختلفة جدا حتى اكتمل نموها وتطورها لعمارتها بهذا الخلق الذى استخلفه الله فى الأرض منذ مليون عام فإذا قارنا عمر الإنسان بعمر الأرض فلا يوجد مقارنة وهذا يدل على أن المخاطر الطبيعية والكوارث كظواهر موجودة ولن يمنعها بشر.
ومن أبجديات الإدارة والمعايشة أن أعرف طبيعة المكان الذى أعيش فيه بمعنى التعرف على المخاطر وأماكنها بحيث إننا عندما نقوم بإعمار الأرض بالمشروعات نضعها فى أماكن بعيدة عن المخاطر أى لا نضع منشأة مهمة فى مقر سيل أو محطة نووية فى منطقة نشاط زلزال مثلا هذا المفهوم كان غائبا فى الفترة السابقة.
هل التخطيط وتحديد الاماكن البعيدة عن المخاطر موجود فى الوقت الحالى؟
- حاليا المنشآت المهمة والحيوية توضع فى الاعتبار، فمثلا عندما قمنا بإنشاء السد العالى تم عمل دراسة لأنسب المواقع وشكل المنشأ وهذا جعل عبقرية فى التصميم بانه سد ترابى ركامى وليس منشأ بالطوب والرمل ولكنه من نفس نوع الحجر الرملى الموجود فى المنطقة وبدأ مسار النيل يغلق ثم أقيم به مسارات المياه والتوربينات وبالتالى عندما تحدث أى حركة أرضية زلزال أو غيره سوف يتحرك الجسم وما يحيطه من صخور وحجر رملى ككتلة واحدة فهو منشأ ليقاوم الزلازل حتى درجة 9 رختر وهذا ما لم يحدث فى تاريخ مصر هذا مثال بالنسبة للمصرى الحديث، أما إذا نظرنا الي الأهرام وشكل اختيار الهرم قبل إنشاء السد العالى وفيضان النيل نجد أن مكان الهرم اختير على هضبة عالية لتجنب الفيضان وهذا هو الخطر الذى تعرف عليه المصرى القديم عند اختيار المكان بالإضافة الى انه اختار الشكل المعمارى «هرم» بحيث إن ارتفاع هذا المنشأ يساوى 66 % من طول ضلع القاعدة المربع وهذا يقاوم الزلازل حتى شدة 9 رختر وهذا يؤكد ان المصرى الحديث عاش وتعايش مع المخاطر الطبيعية.
التنمية المستدامة
وماذا عن التنمية المستدامة لإدارة الأزمات والمخاطر؟
- خارطة الطريق للتنمية المستديمة تتطلب اختيار أنسب المواقع بعيدة عن الخطر، نختار شكل المنشأ والتى نسميها خصائص المشروع الذى نريد إنشاءه حتى نحقق الاستدامة فى التنمية التي أصبحت تدرس فى جميع مدارس العالم، وهذان المثالان للمصرى الحديث والقديم يمنحان علامات مضيئة على الطريق على اننا لن نستطيع وقف الطبيعة ومخاطر الطبيعة والتى هى القوة الكامنة فيها إلا أننا نستطيع أن نتعايش معها وتكون بأقل الخسائر الممكنة وأعتقد أن الإدارة الناجحة لأى أزمة بأن نتعرف على هذا العدو وخصائصه وقدراته وبالتالى أكون مستعدا وأستثمر من أجل غد أكثر أمانا وتطورا ونموا للاجيال القادمة، وتحتم علينا الحقيقة اليوم بأن ندير الموارد للمحافظة على حق الأجيال القادمة في التنمية المستدامة بأن نختار هذه الاستراتيجيات أو الآليات للمحافظة على الارواح والممتلكات بهذه الطريقة، تم الاتفاق على ان دولارا واحدا يتم استخدامه فى هذه الآليات يوفر 7 دولارات فى المواجهة وتأتى بعد ذلك مرحلة المواجهة ومرحلة إعادة الأمور الى نصابها وأدعو جميع المسئولين بان يكون هناك إرادة سياسية لبذل مجهود للحد من المخاطر وليس مواجهة المخاطر فى حد ذاتها ولا ننتظر حتى حدوث الأزمة.
تحليل المخاطر
هل هناك خطط تم وضعها لتنفيذ ذلك ؟
** مصر حاليا من الدول السباقة فى المنطقة من حيث رصد وتحليل المخاطر فنحن لدينا أقدم شبكة على مستوى الوطن العربى والشرق الأوسط لرصد الزلازل منشأة منذ عام 1903 فنحن أول دولة فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كان لدينا رصد للزلازل بالإضافة الى أن لدينا شبكات للإنذار المبكر بالسيول ومخاطرها بالمحافظات المتأثرة بالسيول مثل جنوب وشمال سيناء والبحر الأحمر، لدينا خطط قومية وضعت من خلال مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بقطاع ادارة الأزمات لمواجهة الأزمات والكوارث التى تصيب مصر وتم التعرف عليها وتصنيفها الى 15 نوعا من أنواع الكوارث ووضع خطط لأكثر من 80% من هذه الكوارث والأزمات على مستوى المحافظات، فكل محافظة اليوم لديها خطة لإدارة الحرائق الكبرى والسيول والزلازل وخطة لإدارة الكوارث النيلية والتلوث فى مياه النيل.
هل تهتمون فقط بالكوارث الطبيعية؟
- لا.. نهتم بالكوارث الطبيعية والكوارث من صنع البشر أيضا لأن معظم الكوارث الطبيعية تكون خسائرها أكبر بكثير وفى العامين الأخيرين 2012 و2013 تم عمل سيناريوهات إخلاء بعض المدارس خلال العام الدراسى الماضى فى محافظات بنى سويف والإسماعيلية والشرقية وبورسعيد والفيوم بحيث يعلم الطلبة إذا حدث حريق أو زلزال ماذا سيفعل وكانت هذه من التجارب الناجحة جدا فى معظم المحافظات ونحن نحاول بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم ان يكون يتم تدريس مناهج للتلاميذ ثم يتبعها «كورسات» فى الجامعات عن ثقافة رفع الوعى المجتمعى لإدارة المخاطر للحد من آثارها بحيث لا ننتظر حتى تحدث الكوارث وتكون تصرفاتنا فقط رد فعل ولكننا نكون دائما مستعدين.
ما الغرض الحقيقى من قطاع الأزمات؟
- الغرض من قطاع إدارة الأزمات هو رفع مرونة المجتمع المصرى فى مواجهة الأزمات بحيث يستطيع تلقى الصدمات فى حالة الأزمات والكوارث دون خسائر كبيرة لأن الغرض حماية البشر لأنهم صناع الحضارات وليس العكس.
ما هى الخسائر الاقتصادية التى تتكبدها الدولة إذا لم تكن مستعدة لتلقى الأزمات والكوارث؟
- إذا تحدثنا عن دولة مستعدة ودولة غير مستعدة للازمات سأعطى مثالا صغيرا ما حدث فى زلزال «بام» فى إيران عام 2006 والذى كانت قوته 6.2 بمقياس ريختر وبلغ عدد الضحايا 220 ألف قتيل ونفس الزلزال حدث فى اليابان ولم يكن هناك قتلي وكان فقط 4 جرحى وحدث فى كاليفورنيا فلم يكن هناك قتلي على الإطلاق وكان هناك فقط جريحان فالفرق هنا من المستعد أكثر للأزمة وبالتالى واضح الفجوة الكبيرة بين الدول المستعدة لمواجهة المخاطر والدول غير المستعدة فالاستثمار اليوم فى الاستعداد لأننا فى تلك المرحلة لدينا وقت طويل لكى أستعد لكن فى المواجه الوقت قصير جدا ويكون هناك ضغوط كثيرة، كما أن الاستراتيجية الدولية للحد من الكوارث بالامم المتحدة تعتنى اليوم برفع درجة وعى الشعوب ومرونة المجتمعات البشرية لمواجهة الكوارث حتى تقلل من المخاطر والآثار الناجمة عن الكوارث بقدر المستطاع.
هل لدينا فى مصر خطط للاستعداد لمواجهة الكوارث من زلازل وبراكين؟
- النشاط الزلزالى فى مصر من النوع المتوسط ولدينا خطة قومية لمواجهة آثار الزلازل فقد تم عمل تدريب كما قلنا فى السابق لبعض المدارس حتى انه اليوم أصبح لكل تلميذ رقم معروف به متى سيخرج إذا حدث إخلاء للفصل أو المدرسة فى حالة حدوث زلزال وهذه الثقافة جديدة على المجتمع المصرى وطبعا المشوار طويل ولكن طريق الألف ميل يبدأ بخطوة، كما بدأنا بالفعل تدريبا فى بعض المؤسسات الصناعية والمستشفيات والمصانع ومصر كدولة عضو فى الاستراتيجية الدولية للحد من المخاطر عليها التزامات لابد من تنفيذها وبدأنا بالفعل فقد تم انشاء اللجنة القومية لإدارة الأزمات والكوارث على المستوى القومى وهى تمثل المنتدى الوطنى الذى يتابع على مستوى المحافظات والوزارات أما بالنسبة لجهود الحد من المخاطر ودرجات الاستعداد فنحن نتمنى ألا تحدث كوارث كبيرة لأن الجهود المبذولة تحتاج الى المزيد بالإضافة الى الإرادة السياسية والتدابير المالية وتوفير مناهج و«كورسات» تدرس فى الجامعات.
كيف تتم إدارة الأزمات فى مختلف المحافظات؟ هل يوجد إدارات بالمحافظات ام أن الإدارة مركزية؟
- حتى هذه اللحظة المنظومة المؤسسية غير مكتملة ولكن هناك مشروعا سوف يكتمل فى وقت قريب بأن يتبع القطاع فى كل محافظة وكل وزارة إدارة الأزمات.
هل تم عمل خطة لتنفيذ ذلك المشروع؟
- هناك دراسة تم الانتهاء منها فى مارس الماضى بالمركز الوطنى لإدارة الأزمات والكوارث ومجلس الوزراء ثم يتبعها فى كل الوزارات والمحافظات مكاتب أخرى وحاليا المكاتب موجودة ولكن تتبع إداريا المحافظة ونحن نريد من خلال المشروع ان تتبع تلك المكاتب المركز الرئيسى إداريا وماليا وفنيا حتى نتحرر من المحليات والمحافظات ولكن فى الوقت الراهن هناك غرفة عمليات مركزية موجودة بمركز معلومات مجلس الوزراء يتبعها 27 غرفة فى كل المحافظات وتمت متابعة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية فى الفترة السابقة ومن خلال «الفيديو كونفرنس» حيث تتم مشاهدة ال27 محافظة والتحدث مع المحافظة لمتابعة الموقف
هل مصر معرضة فى الفترة القادمة الى زلازل؟
- مصر من الدول القليلة جدا على مستوى العالم التى تاريخها الزلزالى مسجل لأكثر من خمسة آلاف عام ونحن نفخر أننا نأتى فى المرتبة الثانية بعد الصين، تاريخنا الزلزالى معروف ومحدد فالزلازل فى مصر من النوع المتوسط وتكراريتها تحدث كل 147 عاما بالإضافة الى أنه لا توجد أحزمة زلازل قريبة من مصر ولكم نتأثر من وقت لآخر ببعض النشاط فى منطقة البحر المتوسط والبحر الأحمر إلا أن الزلازل مثل أى أخطار طبيعية فليست المشكلة فى حدوث الزلزال المشكلة فى درجة استعداد المجتمعات البشرية ودرجة مقاومة المنشآت لهذه المخاطر وهذه خطوة أولى تجعلنا عندما نخطط لمصر تخطيطا تنمويا شاملا ومتكاملا ومستداما بأننا عرفنا الأماكن التى يوجد بها النشاط الزلزالى فنبعد بقدر المستطاع عن هذه الأماكن ونضع المنشآت الحيوية ومشروع الضبعة خير دليل لأنه بعد كثير من الدراسات تبين أن هذا المكان أنسب مكان لإنشاء مفاعل نووى فى مصر وطبقا للعمر الافتراضى لكل منشأة يتم عمل الدراسات الخاصة بكل موقع حتى ولو منزل قد تكون التكلفة لا تتعدى 2% من القيمة الاستثمارية للمشروع لكن تجعلنا نوفر أكثر مواجهة المخاطر.
ولكن للأسف ثقافة التأمين ضد المخاطر غير موجودة، وأدعو شركات التأمين ليس فقط على مستوى مصر بل على مستوى العالم الاعتناء بتلك الثقافة لأن الخطر موجود ووثيقة التأمين تعتمد على قوة الخطر وشدته وتكراريته فى كل مكان، كما أدعو الاتحاد المصرى للتأمين ان يفكر بان يكون هناك وثيقة ضد المخاطر فما المانع أن أقوم بعمل وثيقة تأمين ضد المخاطر المحيطة بمنشأ تكلف ملايين الجنيهات كما يجب على المسئولين فى كل منطقة تحديد نوعية المخاطر بالمنطقة حتى يكون هناك تعاون بين الخبراء ومتخذى القرار والتنفيذيين وما بين شركات التأمين ولو حدثت أى كارثة ترعي شركات تأمين هذا المكان وهذا من الحلول التى يجب ان تتخذ فى الاعتبار.
هل كان لكم دور فى مشروع قناة السويس الجديدة؟
- مشروع قناة السويس حيوي تمت دراسة مسار القناة واختياره بعد عمل الدراسات الجيولوجية والجيوفيزيقية والهيدرولوجية والتى تم عملها منذ فترة طويلة لأن هذا المشروع كان حلما كبيرا والقرار الذى تم اتخاذه لإتمام هذا المشروع اتخذ بناء على قاعدة أمنية ومؤسسية سليمة جدا وهذا المسار كان أنسب المسارات الذى نستطيع توسيع مقر قناة السويس من خلاله أو عمل ممر ملاحى آخر فى الاتجاهين ويقلل من فترات الانتظار فى البحيرات المرة سواء فى الجزء الجنوبى أو الشمالى.
نحن مقبلون على فصل الشتاء.. ما هى الاستعدادات التى تم اتخاذها لمواجهة السيول؟
- مخرات السيول يجب احترامها والبعد عنها، كما يجب على المحليات والمحافظات بتطهير مخرات السيول فى أوقاتها فمواسم السيول والأمطار فى مصر معروفة ومحددة، كما أن هيئة الأرصاد الجوية تعطينا مؤشرات قبلها ب72 ساعة بأن هناك فرصة لنزول الأمطار والعشر محافظات التى بها مخرات سيول يجب أن تنسق مع وزارة الموارد المائية والرى والمحافظات لتطهير كل المخرات وازالة العوائق والمشروعات التى تم بناؤها على مخرات السيول فليس هناك أى خيار غير الإزالة لتلك المبانى والمشروعات وألا ننتظر الكارثة ولابد من تجريم أى إنشاء على مخرات السيول ويكون هناك تشريع لذلك.
هل هناك خطط لإدارة السيول؟
- طبعا.. هناك خطة قومية لإدارة السيول فى المحافظات التى بها مخرات للسيول فمصر ينزل عليها 650 مليون متر مكعب من السيول فى العام، وتقوم الجهات المعنية بتطهير كل المخرات والبرابخ بالاتفاق مع مركز المعلومات ولكن قد يغير السيل اتجاهه وبالتالى يدمر أشياء كثيرة فى غياب الرقابة والضمير تم بناء مدن على مخرات السيول مثل سوهاج الجديدة ولو جاء السيل ودمر هذه المدن يلقى العبء على وزارة الموارد المائية والرى لمعالجة ذلك بحيث انهم يحاولون إيجاد مسارات بديلة للسيل وهذا يحدث بسبب غياب الرؤية وعدم التنسيق بين الوزارات المعنية يسبب الكثير من الكوارث
سيرة ذاتية
أستاذ الزلازل والحد من أخطارها، وعضو اللجنة الاستشارية العلمية لإدارة الأزمات والكوارث والحد من أخطارها بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار.
مدير مركز مراقبة التفجيرات النووية بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية سابقا.
يشغل عدة مناصب أخرى هي أستاذ جيوفيزياء الزلازل بكلية العلوم بجامعة الإسكندرية - عضو فريق العمل (ب) منظمة معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية - عضو الجمعية الجيوفيزيقية المصرية والجمعية المصرية لهندسة الزلازل.
شارك الدكتور أحمد بدوي كباحث رئيسي في عدة مشروعات وطنية ودولية حول تقييم مخاطر الزلازل بمصر ومنطقة حوض البحر الأبيض المتوسط.
يشرف ويشارك في الإشراف على 25 رسالة ماجستير و15 رسالة دكتوراه في الجيوفيزياء التطبيقية والحد من مخاطر الزلازل، عضو هيئة التحكيم في 7 مجلات علمية دولية في مجال الزلازل والجيوفيزياء التطبيقية.
حصل الدكتور أحمد بدوي على جائزة الدولة التشجيعية في العلوم الجيولوجية عام 2002، وله أكثر من 75 بحثا ومقالا علميا منشورة بالمجلات الدولية والمحلية حول الزلازل والحد من أخطارها في مصر والمنطقة العربية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.