أعلن نائب رئيس الوزراء التركي نعمان قورتولموش أن أكثر من 130 ألف كردي عبروا الحدود السورية إلى تركيا في الأيام الأخيرة هرباً من تقدم تنظيم داعش شمال شرق سوريا. وقال «قورتولموش» للصحفيين إن «عدد السوريين تخطى 130 ألفاً» متوقعاً ارتفاع هذا العدد إذا ما استمر هجوم الإرهابيين في هذه المنطقة السورية حيث يحاصرون مدينة عين العرب الكردية بعد احتلالهم 60 بلدة في محيطها. وأكد «اتخذنا كل التدابير الضرورية في حال استمر تدفق النازحين. ليس هذا ما نتمناه طبعا، لكننا اخذنا حيطتنا» آملا في أن يتمكن اللاجئون من العودة الى منازلهم بعد عودة السلام. وكانت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة، أعلنت في جنيف أن حوالى 100 ألف من أكراد سوريا عبروا الحدود في الأيام الأخيرة الى تركيا. وفي أنقرة أوضح مسئول في هيئة إدارة الأزمات والكوارث الطبيعية ان الرقم هو 104 آلاف نازح. وتحدثت المفوضية العليا للاجئين عن احتمال وصول 100 ألف من الأشخاص. وبدأت السلطات التركية بإغلاق عدد من معابرها الحدودية مع سوريا، وتأتي هذه الخطوة عقب اندلاع اشتباكات أمس بين قوات الأمن التركية من جهة وأكراد محتجين من جهة اخرى، حيث استخدمت الشرطة التركية قنابل الغاز وخراطيم المياه لتفريق متظاهرين أكراد تجمعوا قرب الحدود مع سوريا لدعم اللاجئين الأكراد السوريين عبر الحدود بين البلدين. وتمكنت الشرطة التركية من تفريق نحو 2000 متظاهر قام بعضهم بإلقاء الحجارة على عناصر الأمن. وقال مصدر في الشرطة، إن عناصر الأمن حاولوا منع مسلحين أكراد من عبور الحدود الى الأراضي السورية، بينما قالت وسائل اعلام محلية إن الأكراد كانوا يحاولون إدخال مساعدات طبية وغذائية الى اللاجئين الأكراد داخل الأراضي السورية. وكانت تركيا قد فتحت حدودها يوم الجمعة لاستقبال اللاجئين الفارين من مناطق الأكراد حول مدينة عين العرب شمال سوريا بسبب تقدم مسلحي تنظيم داعش السريع والسيطرة على المنطقة. ومعظم اللاجئين الذين يرغبون بالعبور الى تركيا هم من سكان عين العرب الذين يخشون تعرضها لمذابح يقترفها مسلحو داعش المتقدمون نحوها. واستضافت تركيا أكثر من 874 ألف لاجئ منذ اندلاع الانتفاضة ضد حكم الرئيس السوري بشار الأسد قبل 3 أعوام. ويتم ايواء النازحين الجدد في مدارس مزدحمة أصلاً فيما تحاول تركيا التعامل مع تدفقهم المستمر. وتتميز عين العرب بموقعها الاستراتيجي على الحدود وتحول دون تعزيز المتشددين الإسلاميين لمواقعهم في شمال سوريا. وأخلت القوات الكردية 100 قرية على الأقل على الجانب السوري منذ بدء تنظيم داعش هجومه الثلاثاء الماضي، كما تخلوا عن عشرات القرى الأخرى مع تقدم مقاتلي التنظيم. وقال رامي عبدالرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض إن تنظيم داعش يرى أن عين العرب مجرد عقبة في طريقه.