فى لقاء تليفزيونى قال الدكتور هاني النقراشي، خبير الطاقة العالمي، وعضو المجلس الاستشاري العلمي للرئيس السيسي، إنَّ انتاج الكهرباء من الشمس هو الأنسب لمصر. واعتبر الدكتور النقراشى إنشاء محطة نووية فى الضبعة «مخاطرة»، وحذر من حدوث زلزال في هذه المنطقة، قد يُؤدى إلى كارثة نووية.. وياليت كلام الدكتور النقراشى ليس للاستهلاك الاعلامى، فعليه مسئولية إعداد تقرير مقارن بين اقتصاديات وآمان انتاج الكهرباء «النووية» والكهرباء «الشمسية» فى مصر على وجه الخصوص، يحاول به اقناع الرئيس لنوقف الحماس الزائف نحو «الضبعة».. فلا يستقيم أبدًا أن نتجه إلى انتاج الكهرباء «النووية» ونحن دولة نامية يشيع فيها الفساد الادارى والاهمال البشرى.. وحوادث القطارات والطرق وانهيار المبانى وعدم القدرة فى التحكم فى شبكة الكهرباء قد اعتادتها أعيُنُنا، وتتصدر يوميًا نشرات فواجِعنَا، فما بالك بالأمان النووى والتحكم فى المفاعلات. ولا يصح أبدًا أنْ نُفَكِر مجرد التفكير فى التوجه نحو انتاج الكهرباء نوويًا، وقد رأينا وتابعنا حوادث نووية مُرعِبَة فى TMI بهاريسبرج بولاية بنسلفانيا الامريكية، وفى تشيرنوبل بالاتحاد السوفييتى سابقًا، وفى فوكوشيما باليابان. لا يستقيم ذلك ومُعظَم دول أوروبا مثل بلجيكا وهولندا وألمانيا وإسبانيا والسويد وأيرلندا، قد تخلَّت عن إنتاج الكهرباء «النووية»، وهناك دول أوروبية أخرى ليس لديها مفاعلات، أو استغنت عنها كإيطاليا والبرتغال والنمسا والدانمارك واليونان ولوكسمبورج. وإذا كانت الدول الكبرى قد لجأت لأسباب اقتصادية وبيئية لانتاج الكهرباء «النووية»، على خلفية ارتفاع أسعار مُنتجات البترول والغاز والفحم، وارتفاع أصوات المُطَالِبين بالحد من الانبعاثات الحرارية والكربونية، فإنه قد تأكد أنَّ الاعتماد على تقنيات الجيل الجديد من المفاعلات الحرارية، سوف يؤدى إلى نضوب احتياطيات اليورانيوم خلال فترة قد لا تتجاوز أعمار المفاعلات الحالية، والتى تحت الانشاء. ومن غير المقبول أن دولة تَسْطَعُ فيها الشمس طوال العام، ويتغنى شعبُها بحلاوة شمسها لا تلجأ إلى استخدام هذه الشمس فى انتاج الكهرباء، وهى طاقة آمنة لا تسبب أى أضرار، وصامتة لا تصدر ضوضاء، ونظيفة لا تلوث البيئة، ومصدرها مجانى مُستدام لا ينضب أبدًا إلى قيام الساعة. وتكلفة انتاج الكهرباء من الشمس قد تناقصت بنسبة وصلت إلى حوالى 70% خلال العشر سنوات الماضية؛ بفضل تقنيات زادت القدرة التحويلية للخلايا الشمسية، ومكنت من تخزين الحرارة أثناء النهار، ليستمر عمل المحطات طوال اليوم، وبتكلفة تُعادِل 20 % من إجمالي تكلفة محطات الخلايا الشمسية العادية، التي تعتمد على ألواح السيليكون، وتقِل 50% عن تكلفة المحطات النووية. وهناك مشروع جاهز للتنفيذ أعد دراساته الدكتور ابراهيم كامل، لتغطية بحيرة ناصر بمساحة 5 آلاف و250 كيلو متراً مربعاً، بألواح خلايا شمسية، توفر 10 مليارات متر مكعب من المياه المُهدرة بالبخر، تنهى مشكلتنا مع سد «النهضة» الاثيوبى، وتولد كهرباء تكفى مصر، وتصدر الباقى للخارج، بعائدات تصل إلى 85 مليار دولار فى السنة. وبصراحة لا يقبل عاقل أن نبنى محطة مفاعلات نووية فى الساحل الشمالى السياحى، وعلى أرض قيمتها وحدها يجعل التكلفة الاقتصادية لإنتاج الكهرباء «النووية» بمصر هى الأغلى فى العالم.. فأرض الضبعة المخصصة لذلك مساحتها حوالى 50 مليون متر مربع، قيمتها حوالى 100 مليار جنيه، يُمكِن بقيمتها انشاء محطات فى الصحراء وعلى البحيرات، لإنتاج الكهرباء «الشمسية» تكفينا ويفيض.. وإن لم يكن فافتحوا باب الاكتتاب لإنشاء شركات للطاقة الشمسية، وسيُمَوِلُها الشعب فى أسبوع..