تواصل أزمة توفير الغاز عمليات الصعود والهبوط وفقا للموارد المالية اللازمة لاستيراد باقي كميات الاستهلاك المحلي التي تشهد ارتفاعا بشكل جنوني نظرا لزيادة الاستهلاك في فترات الذروة في فصل الصيف والمناسبات الدينية المتتالية في وقت واحد. وتحاول وزارة البترول مواكبة الزيادة المطلوبة لمحطات الكهرباء من الغاز المكافئ من خلال اتخاذ عدة إجراءات بالتعاون مع وزارة الكهرباء وشركات الانتاج الاجنبية العاملة في البلاد لتحقيق انفراجة ملموسة وتحسن في قطاع الكهرباء وتشمل الاجراءات خطة تعتمد على تحسين الضغوط وزيادة كميات الوقود لمحطات الكهرباء للعمل بكامل طاقتها، وتوريد الوقود لمحطات الكهرباء بنسبة 104% من خطة احتياجات محطات الكهرباء بزيادة نسبتها 15% عن نفس الفترة من العام السابق. بالإضافة إلى العمل على زيادة معدلات الإنتاج المحلى من الغاز الطبيعى من مشروعات تنمية الحقول، حيث تم الاتفاق مع الشركاء الأجانب منذ فترة على التعجيل بهذه المشروعات وأتت اُكلها خلال شهر أغسطس، وساهمت فى زيادة الإنتاج، حيث تم خلال شهر أغسطس إضافة حوالى 200 مليون قدم مكعبة يومياً من الغاز، ومن المتوقع إضافة 220 مليون قدم مكعبة يومياً من الغاز خلال الشهر الحالى وحوالى 235 مليون قدم مكعبة يومياً خلال شهر أكتوبر القادم، ليبلغ إجمالى الانتاج الإضافى فى الشهور الثلاثة (اغسطس- سبتمبر – أكتوبر) حوالى 500 مليون قدم مكعبة يومياً، مع ملاحظة أن هذا الإنتاج الإضافي سيعمل على تعويض التناقص الطبيعى فى الحقول المنتجة حالياً وتوفير جانب من احتياجات قطاعى الكهرباء والصناعة. أما الإجراء الثالث فهو العمل على إعادة رفع الضغوط فى الشبكة القومية للغازات من خلال تنفيذ عدد من خطوط الأنابيب سيتم الانتهاء منها خلال الربع الأخير من العام الحالى، بالإضافة إلى المضى قدماً فى مشروع استيراد الغاز الطبيعى، حيث تم الانتهاء الإجراءات الخاصة من الوحدة العائمة لإعادة الغاز الطبيعى المسال إلى حالته الغازية، ومن المنتظر أن يتم التوقيع على الاتفاق خلال شهر سبتمبر، إلى جانب الاتفاق على 14 شحنة، تتوزع بين 7 شحنات من شركة سوناطراك الجزائرية و7 من شركة جازبروم الروسية، وسيبدأ استيراد أول شحنة غاز طبيعى مسال خلال شهر ديسمبر القادم. وتم طرح مناقصة عالمية لاستيراد باقى الشحنات على مدار العام أمام عدد كبير من الشركات العالمية المتخصصة لاستكمال احتياجات البلاد خلال السنوات الثلاث القادمة نتيجة وجود فجوة بين الإنتاج والاستهلاك ومن أجل تأمين الإمدادات لمحطات الكهرباء والصناعة لحين عبور الفترة الزمنية المقدرة بثلاث سنوات ودخول مشروعات الغاز الجديدة على خريطة الإنتاج والمساهمة فى توفير كافة احتياجات السوق المحلى من الغاز الطبيعى. بالإضافة إلى الإنتاج المتوقع تحقيقه من الاتفاقيات البترولية التى تم توقيعها مؤخراً منذ ديسمبر 2013 وحتى الآن والتى بلغت 33 اتفاقية باستثمارات حدها الأدنى أكثر من 2 مليار دولار. ومن جانبه كشف المهندس طارق الملا الرئيس التنفيذى لهيئة البترول عن خطة العمل الجارى تنفيذها خلال العام المالى 2014/2015 بالشركة العامة للبترول لزيادة الإنتاج من حقولها بالصحراء الشرقيةوالغربية، وأكد أنه جارى حاليا تنفيذ مشروع جديد لزيادة القيمة المضافة للغازات المنتجة بمنطقة رأس غارب باستثمارات 60 مليون دولار بالتعاون مع الجانب الكويتى بهدف استخلاص المشتقات ذات القيمة الاقتصادية العالية منها كالبوتاجاز والبروبان والمتكثفات والكبريت النقى، كما أوضح أن برامج العمل فى مشروعات الغاز الطبيعى الجديدة بشركة بتروبل تسير بخطى سريعة ومنها مشروع دكا (حقول دينيس وكروان) بالبحر المتوسط والذى يشمل إكمال وحفر 5 آبار غاز جديدة باستثمارات 556 مليون دولار، وسيتم وضع أول آبار المشروع على خريطة الإنتاج نهاية يوليو الحالى ووضع باقى الآبار تباعاً حتى نهاية ديسمبر 2014، بمعدل إنتاج يومى 265 مليون قدم مكعبة غاز، و من المخطط الانتهاء من حفر وإكمال 5 آبار جديدة للغاز بالبحر المتوسط بمعدل إنتاج 105 ملايين قدم مكعبة يومياً يتم وضعها على الإنتاج تباعاً وحتى أكتوبر القادم. وأشار المهندس محمد بيضون رئيس شركتى السويس للزيت (سوكو) وشركة دسوق للبترول (دسوكو) إلى أنه تم بدء أول إنتاج من الغاز الطبيعى من مصنع معالجة الغازات بحقل دسوق بمنطقة الدلتا البرية بعد الانتهاء من تنفيذه وبعد ربط 5 آبار جديدة فى مشروع تنمية حقل غازات دسوق والتى رفعت إنتاج الحقل من 60 مليون قدم مكعبة غاز و70 برميل متكثفات يومياً فى ابريل الماضى إلى 150 مليون قدم مكعبة غاز و150 برميل متكثفات يومياً خلال الأيام القليلة الماضية ليصل مجموع الآبار المنتجة من حقل دسوق بالمرحلة الأولى إلى 9 آبار، وسيسهم إنتاج الحقل الذى تم وضعه على خريطة الإنتاج فى زيادة معدلات إنتاج الغاز والمساهمة فى تغطية جانب من احتياجات قطاع الكهرباء. وأكد المهندس محمد عبد العظيم رئيس شركة خالدة للبترول أنه جارى حالياً العمل فى مشروع محطة ضواغط حقل غازات القصر بالصحراء الغربية باستثمارات 310 ملايين دولار ويسهم فى إضافة احتياطيات تقدر بحوالى 300 مليار قدم مكعبة غاز طبيعى و4 ملايين برميل متكثفات، بما يحافظ على استمرار إنتاج الحقل بمعدلات مرتفعة، مشيراً الي أنه تم التغلب على التناقص الطبيعى لإنتاج الحقل بتنمية حقل هيدرا وربطه بتسهيلات محطة الأُبيض على ثلاث مراحل باستثمارات 50 مليون دولار حيث نجحت أعمال المرحلة الأولى التى تم الانتهاء منها أبريل الماضى فى زيادة إنتاج الحقل إلى 160 مليون قدم مكعبة غاز و5 آلاف برميل متكثفات يومياً وأنه جارى حالياً تنفيذ المرحلة الثانية والتى من المخطط الانتهاء منها بنهاية العام الحالى، كما سيتم تركيب محطة للضواغط كمرحلة ثالثة للمشروع للتغلب على انخفاض الضغط فى المستقبل وسيتم الانتهاء من المشروع فى مارس 2015. وأكد المهندس عماد حمدى رئيس شركة بدر الدين للبترول أنه تم الانتهاء من المرحلة الأولى لمشروع كرم والأصيل فى يناير 2014 والتى أضافت 40 مليون قدم مكعبة يومياً من الغاز الطبيعى، كما تم الانتهاء من المرحلة الثانية والأخيرة فى أغسطس 2014 وتتضمن توصيل وتركيب محطة استخلاص غاز ثانى أكسيد الكربون المنتج من آبار غاز الكرم، ليتطابق مع مواصفات الغاز المعالج من التسهيلات إلى محطة غاز العامرية وتضيف المرحلة الثانية 100 مليون قدم مكعبة يومياً جديدة من الغاز الطبيعى للإنتاج وتبلغ استثمارات المشروع بمرحلتيه حوالى 400 مليون دولار.