حذر الكاتب الأمريكي "تشارلز إم بلو" في مقاله في صحيفة " نيويورك تايمز" الأمريكية الرئيس الأمريكي " باراك أوباما " من أن يدفع البلاد إلى الحرب في سورياوالعراق لن يتحمل عقبانها إلا الأمريكان . وأضاف :" لابد أن يعي أوباما خطورة الموقف حتي لا يجر البلاد إلى نفق مظلم كما فعل من قبل الرئيس السابق " جورج بوش" في قرار خوضه الحرب ضد العراق والذي يعتبر من أقسى الدروس التي يجب علي أمريكا أن تتعلم منها وتتجنب الواقع في نفس هذا الخطاً". وذكر رغم أن الاستطلاع الأخير التي أجرته صحيفة "واشنطن بوست" و "ايه بي سي" نيوز يؤكدان أن الغالبية العظمى من الأمريكيين يرون أن "داعش" تعتبر بمثابة تهديدًا للولايات المتحدة ويشجعون قيام أمريكا بتوجيه ضربة جوية لسوريا إلا أن نفس هذه الغالبية صوتت من قبل على الموافقة علي قرار" بوش" بخوض حرب ضد العراق ثم تراجعوا بعد ذلك نادمين علي هذا القرار وساخطين على سياسة جورج بوش. ونوه إلي ما ذكره موقع "Iraqbodycount.org" بأن إجمالي عدد القتلى من المدنيين العراقيين منذ الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 يصل إلى 144,000شهيد ، مشيراً إلي التكلفة المادية الباهظة التي أنفقتها أمريكا خلال حربها علي العراق والتي تقدر بحوالي 2 تريليون دولار . وأوضح الكاتب بالأرقام المبالغ الباهظة التي ستتكلفها الولاياتالمتحدة إذا تورطت في حرب: أن إجمالي التكلفة التي ستتكلفها الولاياتالمتحدة ما بين 84 ألف دولار إلى 104 ألف دولار في حالة قيام أى طائرة من طراز""FB-16 بطلعة جوية من قاعدة انجرليك فى تركيا إلى أربيل فى العراق وإلقاء حمولتها من القنابل ، حيث تتراوح تكلفة الساعة طيران ما بين 22 إلى 30 ألف دولار وتبلغ تكلفة إلقاء القنبلة الواحدة حوالي 20 ألف دولار. وأشار الكاتب إلى أن الولاياتالمتحدة بحاجة إلي الأموال التي ستنفقها في حروبها : حيث ذكر أن الولاياتالمتحدة بحاجة إلي العديد من الطرق والجسور مشيراً إلى ما قالته الجمعية الأمريكية للمهندسين المدنيين : "أننا في حاجة إلى استثمار 3,6 تريليون دولار في البنية التحتية بحلول عام "2020. وسلط الكاتب الضوء علي التقرير التي أصدرته وزارة الزراعة الأمريكية قائلة : " أن نسبة الأمريكيين الذين يعانون من "انعدام الأمن الغذائي" أي (تفتقر إلى الحصول على ما يكفي من الغذاء لحياة صحية نشطة) ظلت دون تغيير نسبيا حيث تقدر بحوالي 14.3 % منذ عام 2008 . ورأى الكاتب أنه بأمكان الولاياتالمتحدة أن تقتل المقاتلين المناهضين للولايات المتحدة وحتى قادتهم، ولكنها لا يمكن أن تقتل المشاعر المعادية للولايات المتحدة، مضيفة أن أي تدخل عسكري لأمريكا في الشرق الأوسط سوف يؤدي إلي تأجيج المزيد من المشاعر المعادية لأمريكا.