تشهد مدينة المنصورة حالة من الاستنفار الأمني وردود أفعال غاضبة من جموع المواطنين، إثر اغتيال المحامي محمد محمود السيد 26 عاما، نجل المستشار محمود السيد المورلي، رئيس دائرة تعويضات المنصورة، على يد مجهولين ملثمين يستقلون دراجة بخارية أطلقا أربعة طلقات نارية من الظهر أمام منزله بشارع عمر عبد العزيز بحي الجامعة بالمنصورة اخترقت إحداها قلبه ليسقط جثة هامدة قبل وصوله لمستشفي المنصورة الدولى. ودفعت مديرية الأمن بتعزيزات من قوات الشرطة لتأمين منزل المستشار حسين قنديل، عضو اليمين في هيئة محاكمة الرئيس الأسبق محمد مرسي، وشددت حراسته الشخصية، فيما انتقلت النيابة العامة إلى حي الجامعة لمعاينة موقع حادث اغتيال نجل المستشار، والتي أعقبها قيام قوات الأمن بفرض حظر التجوال بحي الجامعة، وتواجد فرقة من قوات التدخل السريع لتمشيط المكان بحثا عن الجناة. كما تم فرض كردون أمني بمدينة المنصورة بالكامل، حيث تم نشر القوات على مداخل ومخارج المدينة، وكذا انتشار قوات التدخل السريع في كافة أنحاء المدينة، والطريق الدولي بحثا عن الملثمين اللذين قاموا باغتيال نجل المستشار. بعد التحقيقات الأولية للحادث تبين أن مقتل هذا الشاب جاء بدون ذنب وبطريق الخطأ، حيث تردد أكثر من رأي أن التنفيذ جانبه الصواب لأنهم ظنوا أنه نجل المستشار حسين قنديل عضو اليمين في محاكمة الرئيس المعزول مرسي" إلا أن الرأي الآخر والأكثر صوابا بأن المستهدف هو المقدم السيد شعير مفتش عمليات بإدارة البحث الجنائي بمديرية أمن الدقهلية، والذي حمل ملفات طلاب جامعة المنصورة ويلاحق تنظيم الإخوان من سكان حي الجامعة وهو من سكان العقار، والذي أنقذته العناية الإلهية قبل الحادث بخمس دقائق، حينما صافح المستشار ونجله وانصرف لعمله والتي وضح أنه كان مرصودا في تحركاته وحددت الساعة العاشرة صباح يوم الأربعاء لتنفيذ مخطط تصفيته إلا أن تشابه جسد نجل المستشار مع المقدم شعير حال تصفية الأخير واختلط الأمر علي العناصر الإرهابية في تنفيذ المخطط والهدف ليلقي نجل المستشار مصرعه بالخطأ.
إن الجهات الأمنية ما زالت تتحرى عن ظروف ملابسات الحادث للتوصل إلى مرتكبيه، فيما أشار مصدر قضائي إلى أن «المورلي» كان عضوًا بدائرة المستشار مصطفي سلامة رئيس محكمة جنايات القاهرة، التي نظرت قضية "فرم" مستندات أمن الدولة، وقضت ببراءة المتهمين فيها، كما شارك في محاكمة المتهمين في قضية جاسوس الفخ الهندي عام 2011 . من ناحية أكد أحد شهود العيان من سكان منطقة حي الجامعة بمسرح الجريمة إنه شاهد ملثمين يستقلان دراجة نارية ، قاما بإطلاق الرصاص على ظهر "محمد محمود" نجل المستشار محمود السيد المورلي رئيس محكمة استئناف القاهرة ، أثناء ذهابه إلى الجراج للخروج بالسيارة الخاصة به. وأضاف شاهد العيان أن الشخص الثاني قام بالترجل وقام بإطلاق الرصاص من البندقية، فيما قام الآخر سائق الدراجة مصطحبا رفيقه بالإسراع بالهرب صوب الطريق السريع ولاذوا بالفرار.
فيما كشف تقرير الطب الشرعي أن سبب الوفاة نتيجة طلق ناري أعلى الظهر أدت إلى كسور مكدسة في الفقرات الصدرية والعنقية، بالإضافة إلى تهتك في الحبل الشوكى وكسور في أعلى الجمجمة وتهتك بالمخ ونزيف دماغي مستقر في الجمجمة، مضيفا أن السلاح من عيار 9 ملى وتم تحريزها وتم إرسالها للمعمل الجنائى.
يذكر أن ضباط مديرية أمن الدقهلية وتحديدا ممن يتعاملون مع ملف الجماعة الإرهابية وأبرزهم رؤساء مباحث قسم أول وثان المنصورة ومركز طلخا ومعاونيهم أمثال "هيثم العشماوي، وشريف أبو النجا، وأحمد شبانة، ومحمد هيت"، كما لم ينج القضاة من هذا التهديد عبر صفحاتهم عبر الفيس بوك "طلاب ضد الانقلاب، وشباب ضد الانقلاب، وتحالف دعم الشرعية ..الخ".
الجدير بالذكر أن حي الجامعة هو أحد الأحياء المجاورة لجامعة المنصورة من ناحية القرية الأولمبية التابعة للجامعة وبوابة الجامعة الخلفية الملقبة "بتوشكى" وهي منطقة دائمة الاشتعال نظرا لقربها من مدينة الطلبة وقري ميت خميس وأويش الحجر والتي تحمل بداخلها قيادات اخوانيه متشددة ومعروفة للأمن، كما أنها منطقة حديثة البناء وقريبة من الطريق الزراعي السريع "كوبري الجامعة طلخا".
يشار الى أن هذا الحي شهد مظاهرات وعنف من الجماعة الإرهابية ضد الدكتور السيد عبد الخالق وزير التعليم العالي أثناء توليه منصب رئيس جامعة المنصورة وحاولوا محاصرة منزله والذي يبعد بضع أمتار قليلة عن مسرح الجريمة الحالية، وبالمثل منزل المستشار حسين قنديل رئيس نادي القضاة بالمنصورة وعضو اليمين في محاكمة المعزول محمد مرسي والذي قاموا بمحاولات التأثير عليه ومحاصرة منزله وتم وضع حراسة أمنية ليتم استهداف أحد أفراد الحراسة في فبراير 2014 ومقتل "الرقيب عبد الله عبد الله متولي" من قوة قسم أول المنصورة حيث تم القبض علي العناصر المنفذة المنتمية للإخوان.
كما أن تلك المنطقة تشهد تجمعات الإخوان في مسجدي "الصباحي ، والمدينةالمنورة" وقد شهدت أحداث عنف وتمثلت في تلك الوقائع وهي " بتاريخ 30 /7 / 2013 أصيب إسلام رشاد رمضان مقيم بالجلاء، عقب قيام مجموعة من أعضاء جماعة الإخوان بالاعتداء عليه بالأسلحة البيضاء وكسر الرخام أمام القرية الأولمبية بالمنصورة وقاموا بإلقائه أسفل إحدى السيارات بين الحياة والموت.
وفي نفس الشهر ذاته أصيب شخصين من مجموعات تأمين تظاهرات الإخوان بحي الجامعة أحدهم بطلقة خرطوش في القدم والآخر طلق ناري في الصدر وتم نقلهم للمستشفى في حالة حرجة ، كما أصيب السيد العيسوي الشهير ب"مصارع الأسود" بست طلقات نارية وتسببت إحداها في شلل تام لاستقرار إحدي الطلقات في الفقرة الثامنة بالظهر، حيث تم إلقاء القبض علي منفذ العملية لخلية إرهابية تخصصت لتصفية النشطاء والقيادات الأمنية.
كما شهدت المنطقة في 30 /8 / 2013 مقتل شريف فتوح القماش 32 سنة مندوب مبيعات برصاصة الغدر أثناء عودته من عمله وأمام القرية الأولمبية في جمعة الحسم كما كانوا يلقبونها لقي مصرعه بتلقيه طلقات نارية في منتصف الرأس والجانب الأيمن وأدى لقطع وتر الرأس مما أدي لوفاته في صباح اليوم التالي.
وكانت آخر تلك الأحداث في 3 / 8 / 2014 وذلك بإلقاء القبض على اثنين من العناصر الجهادية التي تعتنق الفكر التكفيري، وبحوزتهما ملفات مسروقة من مقري جهاز مباحث أمن الدولة بمدينتي المحلة و6 أكتوبر إبان ثورة 25 يناير ، والعديد من الخرائط والرسومات والتي تضمنت خطط لعمليات تخريبية ضد الدولة ومؤسساتها.