دافعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الإثنين عن قرار إرسال أسلحة إلى أكراد العراق الذين يواجهون مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية المتشدد، وقالت إن القرار يخدم أمن أوروبا المعرض للخطر. وقالت ميركل أمام البرلمان إن قرار ألمانيا كسر التقليد الذي تتبعه منذ نهاية الحرب العالمية الثانية القاضي بعدم إرسال أسلحة إلى مناطق النزاع، كان مهما بالنسبة للعراق المضطرب الذي يشهد ارتكاب "فظائع لا يمكن تخيلها" ضد المدنيين. وقالت ميركل في كلمة حماسية استمرت 25 دقيقة "لدينا فرصة لإنقاذ حياة الناس ووقف انتشار القتل الجماعي في العراق". وأضافت "أمامنا فرصة لمنع الإرهابيين من خلق ملاذ آمن آخر لأنفسهم. وعلينا أن نغتنم هذه الفرصة". والأحد أعلنت الحكومة الألمانية أنها سترسل معدات عسكرية إلى العراقيين الأكراد ومن بينها منصات صواريخ مضادة للدبابات وبنادق وقنابل يدوية. وقالت ميركل إن نحو 400 مواطن ألماني توجهوا إلى العراق وسوريا للقتال إلى جانب الإسلاميين المتطرفين الذين يهددون استقرار المنطقة بأكملها. وأضافت "يجب أن نخاف من أن يعود هؤلاء المقاتلين يوما ما" ويشنوا هجمات في المدن الأوروبية. وتابعت أن "المعاناة الجسيمة لأعداد كبيرة من الناس تتطلب التحرك، ومصالحنا الأمنية مهددة". ورفضت ميركل بشدة مخاوف المعارضة من وقوع هذه الأسلحة في أيدي المتطرفين، أو أن ألمانيا تنحدر نحو "العسكرة". وتساءلت "وماذا عن المخاطر الجسيمة التي يمثلها تنظيم الدولة الإسلامية؟ أن الذي يحدث أكثر خطرًا من ما يمكن أن يحدث". وأكدت "نحن نواجه خيار أن لا نخاطر وبالتالي أن نقبل انتشار الإرهاب، أو أن نفعل شيئا لمساعدة من يقاتلون ضد هذا الإرهاب الشرس". وتضم المعدات التي ستسلمها ألمانيا إلى الأكراد في ثلاث دفعات 30 نظاما صاروخيا مضادا للدبابات، و16 ألف بندقية، و8 آلاف مسدس إضافة إلى منصات إطلاق صواريخ متحركة مضادة للدبابات، بحسب وزارة الدفاع الألمانية. كما تعتزم ألمانيا إرسال مواد أخرى من بينها الخيام والخوذ وأجهزة اللاسلكي. وستكفي الشحنة الأولى لتجهيز نحو أربعة آلاف جندي بنهاية سبتمبر. وتقدر قيمة المعدات التي أخذت من احتياطي الجيش الألمانية بنحو 70 مليون يورو (92 مليون دولار). كما يعتزم الجيش الألماني إحضار مجموعة صغيرة من مقاتلي البشمركة الأكراد إلى جنوبألمانيا لتدريبهم أسبوعا على تلك المعدات. ويعد إمداد أية جهة بالأسلحة أمرا غير معتاد لألمانيا المثقلة بماضيها في الحربين العالميتين، حيث تنأى ألمانيا بنفسها عن أي مشاركة عسكرية كما أنها لا تصدر الأسلحة إلى مناطق الحروب. وبعد نقاش في مجلس النواب من المقرر أن يجري النواب تصويتا غير ملزم بشان المساعدات العسكرية في وقت لاحق من الإثنين.