شاهدت الفيديو الذي بثته جماعة أنصار بيت المقدس عن قطع رؤوس أربعة مواطنين من سيناء تخابروا مع العدو الإسرائيلي، ولن أخفى عليكم تعاطفت جدا مع أنصار بيت المقدس، فهؤلاء خونة وكان يجب القصاص منهم، لكن أهم من تعاطفي من عدمه فقد لفت انتباهي بشدة بعض الايجابيات التي تحسب لأنصار بيت المقدس، وبعض السلبيات التي تؤخذ على الأجهزة الأمنية المصرية، كانت المخابرات العامة أو الحربية أو جهاز الأمن الوطني. أهم ما يحسب لأنصار بيت المقدس سيطرتهم(حسب الفيديو) على الوضع في سيناء، وامتلاكهم لجهاز أمنى على قدرة عالية من الحرفية، حيث تمكن هذا الجهاز من الكشف عن عملاء العدو الإسرائيلي الذين أرشدوا عن أعضاء بجماعة أنصار بيت المقدس، ويفهم من الفيديو أن الجماعة تحذر أولا الذين يتعاملون مع العدو الإسرائيلي، وتطالبهم بالعدول عن الخيانة والتعاون مع العدو، وعندما يتجاهل العميل التحذيرات تقوم الجماعة بخطفه والتحقيق معه والحصول على أكبر كم من المعلومات منه، ثم تقوم بعد ذلك بقتله. ما يؤخذ على أجهزتنا الأمنية فى سيناء أنها مغيبة تماما عن العملاء، هكذا يفهم من الفيديو، حيث يتصل الموساد بالشباب السيناوى ويغرى الضعفاء والعاطلين منهم دون علم أجهزتنا الأمنية، كما أن هؤلاء العملاء يقومون بمقابلة الضابط الإسرائيلي على الحدود فى سيناء أو يعبرون الحدود إلى إسرائيل، كما أنهم يحملون شرائح اتصالات تتبع شبكة المحمول الإسرائيلية، وهو ما يعنى أنهم يتحركون بسهولة دون ملاحظة أو متابعة من أجهزتنا الأمنية. أخطر ما جاء في الفيديو التأكيد على قيام الطائرات الإسرائيلية باختراق المجال الجوى المصري وتصفية أعضاء الجماعات المتشددة، وذلك بإرشاد العملاء السيناويين، وقد اعترف الأشخاص فى الفيديو بأنهم أرشدوا عن مكان السيارة، وأحدهم دس شريحة أمام منزل أحدهم، وشريحة فى السيارة التي تم قصفها تنفيذا لتعليمات الموساد الإسرائيلي. الملفت للانتباه كذلك في اعترافات العملاء أنهم كانوا ينقلون معلومات عن تحركات الجيش المصري في سيناء، وعن العمليات التي يقوم بها ضد التنظيمات التكفيرية. السؤال الذي يطرحه الفيديو واعترافات العملاء: هل إسرائيل تنفذ عمليات تصفية لأعضاء التنظيمات والجماعات المتشددة فى سيناء؟، والسؤال الأهم والأخطر: لماذا؟، لماذا تقوم إسرائيل بهذه العمليات فى سيناء؟، ولمصلحة من؟، وهل تنفذها بالتنسيق مع الأجهزة المصرية؟، ولماذا ننسق معهم؟. الفيديو الذي بثته جماعة بيت المقدس، كما سبق وقلت، يجعلنا نتعاطف مع أعضاء الجماعة، ويدفعنا إلى الإقرار والمساندة لما يقومون به ضد عملاء إسرائيل، صحيح نحن نرفض عمليات الذبح، لكننا نتفق معهم فى معاقبة العملاء. هذا الفيديو ألقى الكرة فى عب الأجهزة الأمنية المصرية، وكشف عن تقصيرها فى متابعة العملاء وفى حماية الأراضي المصرية من اختراق العدو الصهيوني لها، السؤال الأخير: هل هذا الفيديو صحيح؟، هل المعلومات التي جاءت به حقيقية؟.