وجهت منظمة أوكسفام اتهاماً للعديد من الحكومات الأوروبية ب"الإهمال المتعمد"، لإخفاقها في ضخ ما يقدر ب650 مليون جنيه إسترليني، كانت تكفي لإنقاذ أكثر من 11 مليون شخص في كل من الصومال وكينيا وإثيوبيا من المجاعة، واختصت بانتقاداتها كل من إيطاليا والدنمارك وفرنسا، مشيرة إلى أن رد فعلهم كان بطيئاً بشكل يثير الغضب. يأتي هذا الاتهام في ضوء إعلان مصادر بالأممالمتحدة اليوم أن الصومال دخلت بالفعل في مرحلة المجاعة بمنطقتين على الأقل، مشيرة إلى أن عشرات الآلاف من الصوماليين، معظمهم من الأطفال، قد ماتوا جوعاً، بينما تواجه أعداد مماثلة نفس الخطر، وذلك أثناء توضيحها للكيفية التي يجب أن يتعامل بها العالم مع أولي المجاعات التي تحدث بإفريقيا منذ 27 عاما. ونقلت صحيفة التليجراف البريطانية عن مارك بادون رئيس بعثة الأممالمتحدة بالصومال قوله: "إن المعايير الفنية قد تحققت لنعلن بشكل رسمي عن حدوث مجاعة في منطقتين محظورتين علي عمال الإغاثة الدوليين من مناطق الدولة التي مزقتها رحي الحرب". ويتزامن هذا الإعلان مع توجيه منظمة أوكسفام اتهاماتها المذكورة. وقال أندرو ميتشل وزير التنمية الدولية البريطاني: "إنه قد حان الوقت أن يقدم العالم بأسرة يد المساعدة، ولكن للأسف كانت استجابة العديد من الدول غير كافية بشكل خطير وتبعث على السخرية". وأضاف "إن بريطانيا تقوم بدورها على أكمل وجة حيث تقدم المساعدة لأكثر من مليوني شخص في كافة أنحاء منطقة القرن الافريقي، ويتعين الآن على الدول الأخرى أن تلعب نفس الدور". وطبقا للأرقام الصادرة من الأممالمتحدة، فإن معدلات سوء التغذية في جنوب الصومال هي الأعلي على مستوي العالم حيث يحتاج أكثر من نصف السكان للغذاء بصورة عاجلة. وأضاف باودن في مؤتمر صحفي عقد في نيروبي: "إن الوضع يزداد سوءًا، فحتى لو استجاب العالم أجمع، فبالتأكيد سيكون هناك ضحايا ولكن هناك المزيد من الأرواح التي يمكن إنقاذها إذا وصلت تلك الاستجابة للمستويات المرجوة. أما المشكلة الرئيسية التي تواجة عمال الإغاثة فهي صعوبة الوصول بالمعونات الغذائية إلى الأناس الأكثر تضرراً حيث يعيش الملايين الثلاثة من الصوماليين الذين يتعرضون للمجاعة في مناطق تسيطر عليها "حركة الشباب المجاهدين" المتطرفة الموالية لتنظيم القاعدة، قامت بطرد منظمات الإغاثة من الصومال العام الماضي، إلا أن بعضها استمر في العمل في مناطق المتمردين، ولكن هناك المزيد من الحوار بين المجتمع الدولي وتلك الحركة حول كيفية توصيل إمدادات الإغاثة للمتضررين. وأولى الخطوات التي تتخذها الأممالمتحدة حيال المتضررين هي إعطاؤهم إيصالات لشراء الطعام من التجار المحليين الذين وافقوا علي تثبيت الأسعار في الأسواق التي لا يزال يتوفر بها بعض السلع الغذائية. وبدون هذه الإيصالات، لا يمكن للغالبية العظمى من المتضررين الحصول على السلع التي يحتاجونها بسبب التضخم الذي تعاني منه البلاد. ومن جانب آخر، أعلنت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الامريكية الأربعاء تقديم مساعدات للصومال بقيمة 18 مليون جنيه إسترليني، وبالطبع سيتم تخصيصها للاجئين وأولئك الذين يعيشون بعيدا عن المناطق التي تهيمن عليها الجماعات الاسلامية، حيث تحظر القوانين التي صدرت بعد أحداث 11 سبتمبر على واشنطن تقديم أية مساعدات قد تستفيد منها الجماعات المحظورة مثل "الشباب" بشكل مادي. وبالاضافة إلى ذلك، أوصى مجلس الأمن أعضاءه، ومن بينهم الولاياتالمتحدة بضرورة إعطاء الأولوية لإنقاذ أرواح هؤلاء المتضررين على كل الاعتبارات الأخرى سواء كانت سياسية أو لوجستية أو مالية. وهناك حاجة ماسة لتوفير 200 مليون جنيه إسترليني في غضون الشهرين المقبلين لمواجهة تلك الأزمة، ومن المحتمل زيادة تلك المناشدات في ظل زيادة أعداد ضحايا تلك المجاعة. شاهد الفيديو: