أغرت النجاحات التي حققها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، أعضاءه بتطوير طموحاتهم ورغبتهم في التوسع لتحقيق حلم تزعم أغلب التيارات الجهادية أنه فرض، ألا وهو إنشاء ما يسمى ب «الخلافة الإسلامية». مهد التنظيم لتحقيق هذا الحلم بتغيير اسمه إلى «الدولة الإسلامية»، في إشارة إلى أن حدوده لن تقف عند ما اكتسبه من أراض، وإنما سيواصل عمله للسيطرة على كل أراضي الخلافة الإسلامية القديمة. جاء ذلك بالفعل في تسجيل صوتي منسوب لأبومحمد العدناني، المتحدث باسم التنظيم، قال فيه إنهم أعلنوا دولة الخلافة الإسلامية في العراق وسوريا، ويسعون للتمدد في باقي البلدان العربية، موضحاً أنهم بايعوا أبوبكر البغدادي، زعيم التنظيم، ليكون خليفة للمسلمين، وحذفوا العراق والشام، من اسم الدولة التنظيم، ليصبح الدولة الإسلامية فقط. نشرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية قبل عدة أسابيع خريطة تعود لأنصار تنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلامياً ب«داعش»، تظهر فيها الحدود التي يسعى التنظيم إلى تأسيسها خلال السنوات القليلة القادمة. وأشارت إلى أن الخريطة تم تداولها على نطاق واسع بين المتعاطفين مع هذا التنظيم بعد يوم واحد من إعلان داعش قيام دولتها الجديدة وتنصيب أبو بكر البغدادي خليفة. تلفت الصحيفة إلى أن البيانات التي يصدرها التنظيم وتحمل دعوات للعودة للحدود الجغرافية قبل الحرب العالمية الأولى تتسق مع ما تحتويه هذه الخريطة، ونوهت إلى أن داعش تصر على حدود الدولة العثمانية قبل تقسيم الحدود في منطقة الشرق الأوسط والتي عرفت باسم اتفاقية «سايكس- بيكو»، التي رأى فيها التنظيم محاولة لتقسيم المسلمين ومنع إقامة خلافة إسلامية جديدة. الخريطة التي نشرها التنظيم على صفحاته في المواقع الاجتماعية تظهر دولة مترامية الأطراف تطول ثلاث قارات، انطلاقا من آسيا التي تضم ولايات العراق والشام والحجاز واليمن خورسان والأناضول وكردستان، ثم إلى القارة العجوز، حيث ولاية الأندلس وولاية أوروبا التي تضم دول البلقان وما حولها ودولا من أوروبا الشرقية. ثم إلى القارة الإفريقية حيث ولايات أرض الحبشة وأرض الكنانة وولاية المغرب التي تبدو أكبر الولايات. وبذلك تتضمن دولة الخلافة 13 ولاية تغطي نحو نصف الكرة الأرضية. الخريطة التي يتبناها التنظيم يتداخل فيها التاريخي مع الجغرافي. يقول أعيان ما يعرف ب«الدولة الإسلامية» إنهم يطمحون لاسترجاع الأندلس التي خضعت للحكم الإسلامي حتى أواخر القرن الخامس عشر، لتكتمل الخلافة بعد 20 عاما. وبالفعل تظهر في الخريطة إسبانيا، التي حكمها المسلمون لمدة 700 عام حتى 1492، ويقول تنظيم داعش إنها ستصبح مقاطعة اسلامية بحلول عام 2020. كذلك يخطط للاستيلاء على دول البلقان بما فيها رومانيا وبلغاريا وتمتد لتصل إلى النمسا التي تظهر وفقاً للخريطة لوضعها ما قبل الحرب العالمية الأولى. تقول بيانات التنظيم إن الخريطة ستكون تحت سيطرة الدولة الإسلامية في غضون 5 سنوات، وتمتد من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى القوقاز، مرورا بسهوب آسيا الواسعة، وصولا إلى عمق أوروبا.