يقام في الفترة من 25 أغسطس إلي 4 سبتمبر الدورة ال23 لمهرجان القلعة للموسيقى والغناء. ويشارك فيها مجموعة كبيرة من نجوم الطرب في مصر والعالم العربي أهمهم علي الحجار ومحمد الحلو وخالد سليم ومدحت صالح وإيمان البحر درويش ونادية مصطفى ولؤى ودينا الوديدي وإيهاب توفيق ومحمد محسن، ومن الفرق الموسيقية بساطة وعمرو سليم، والنور والأمل، والدور الأول، يقام المهرجان علي ثلاث مسارح المحكى 1، و2، والمسرح المكشوف بالأوبرا. الافتتاح يضم عرضاً لأهم الأشكال الموسيقية والاستعراضية التي تقدمها دار الأوبرا المصرية، موسيقي عربية وسيمفونى وباليه وراقص مسرحى. المهرجان يعد من أقدم وأهم المهرجانات المصرية، وتأسس علي يد المايسترو الكبير مصطفي ناجى، وتولى إدارته في دوراته الأولى المايسترو شريف محيي الدين. وكان يهدف منذ الدورة الأولى إلي تقديم كل عروض دار الأوبرا إلي الناس الغلابة غير القادرين علي دفع قيمة تذاكر الأوبرا، وبالفعل شهد المهرجان أكبر حشود من الجماهير في تاريخ المهرجانات المصرية، ففي بعض الأحيان كانت الليلة الواحدة تشهد أكبر من 20 ألفاً من المصريين سكان المناطق الشعبية ثم أصبح المهرجان ملتقي كل الطبقات نظراً للطبيعة الخلابة التي تقام فيها لياليه وسط قلعة صلاح الدين إحدى أهم المناطق السياحية ليست في مصر فقط، ولكن في العالم كله، لذلك كان المهرجان مقصداً للأجانب أيضاً خاصة من عشاق الموسيقي العربية. المهرجان أيضاً قدم أسماء وفرقاً شابة، ويحسب له في تجربة رائدة وفريدة أنه انتقل لأول مرة بأوركسترا القاهرة من المسرح الكبير إلي الناس الغلابة من رواد المهرجان، صحيح خلال الدورات الأولى لم تستوعب الناس في الشكل الموسيقي الغريب عليهم، ولكن بعد دورات قليلة من المهرجان، أصبح أهالي القلعة والإباجية، والسيدة زينب، ومنشية ناصر، وغيرهم يتذوقون هذا اللون الموسيقى بل ويحرصون علي حضور حفلاته أكثر من الموسيقي العربية، وحفلات النجوم. ويحسب لدار الأوبرا المصرية تصميمها علي إقامة هذا المهرجان رغم التخوفات التي تحيط بأي تجمع خلال الفترة الأخيرة، بسبب ما تفعله جماعة الإخوان الإرهابية في الشارع المصري من وقت لآخر، ولكن دائماً الأوبرا حريصة علي استمرار رسالتها. فهي الكيان الوحيد الذي كان يقدم فنونه بشكل منتظم حتي في أسوأ الظروف الأمنية، حيث كانت الجماعات الإرهابية التابعة للإخوان تحرق وتقتل، وعمر خيرت، والحجار، والأوركسترا وغيرهم يقدمون فنونهم الراقية علي المسرح الكبير الذي يبعد عن ميدان التحرير بأقل من 500 متر. وهذه هي الرسالة الحقيقية لأي كيان عظيم. الأوبرا تواصل رحلتها الإبداعية بحرصها علي تقديم مهرجان الناس الغلابة الذين ينتظرونه من عام لآخر. لأنه المتنفس الوحيد الذي يجمعهم بكبار نجوم الغناء في مصر والعالم العربى. ويبقي شىء مهم وهو ضرورة أن تحاول الأوبرا المصرية تقديم حفل للنجم الكبير عمر خيرت لكي يقدم فنونه لهذه الطبقة الكادحة.. حفلات هذا الفنان الكبير دائماً كاملة العدد في الأوبرا، وهناك قاعدة عريضة من الجماهير لا تستطيع أن تذهب له في الأوبرا. وبالتالى يجب أن تكون هدية الأوبرا لهذا المهرجان هو فنان بقيمة وقامة عمر خيرت. وأتصور أن الرجل مهما كان جدول أعماله سوف يلبي نداء الناس الغلابة. إقامة المهرجان يعد رسالة قوية للعالم بأن مصر عادت كما كانت قبلة الطرب العربى. الأوبرا رفضت مشاركة المطرب حكيم بسبب المبالغة في أجره، والذي لا يتناسب مع الإمكانيات المادية للمهرجان.