كما كان حفر قناة السويس القديمة سبباً في إنشاء وتعمير المنطقة، وبالذات بورسعيد- في الشمال- والإسماعيلية في الوسط.. وتنمية وتطوير مدينة السويس في الجنوب.. ثم ما تبع ذلك من إنشاء ضاحية «أو مدينة» بورفؤاد شرق بورسعيد، وكذلك ضاحية بورتوفيق في الجنوب.. وأيضا في إنشاء وتطوير تجمعات سكنية في القنطرة «شرقاً وغرباً» وكذلك في فايد وغيرها.. فإننا نتوقع إنشاء تجمعات سكانية وكذلك مدن أخري حول محور المشروع الجديد للقناة.. الآن. ذلك أن المشروع الجديد سيوفر مساحة أرضية تمتد بطول المشروع يتراوح عمقها بين 7 و10 كيلومترات.. وهذه تصلح مواقع عظيمة للتنمية.. أي لإنشاء مدن وتجمعات عديدة.. وبالذات- أمام الإسماعيلية التي كان اسمها قديماً هو تل العقارب- أي منطقة وادي التكنولوجيا الذي بدأ أيام كان الدكتور أحمد جويلي- شفاه الله- محافظاً للإسماعيلية.. ولكن علينا أن نبني هذه المدن والقري أفقياً.. أي تمتد أرضياً لتصبح «مدن ثغور» للدفاع في المقام الأول. أي أرضي ودورين علي الأكثر. نبنيها من الصخور والطوب الحجري والأسمنتي، وليس بالطرق التقليدية. أي عبارة عن حصون ليصعب علي أي عدو اختراقها، إلا بعد أن يدفع ثمناً غالياً.. وبالذات أمام الإسماعيلية- وأم خشيب- لأنها المنطقة الأضعف عسكرياً وهي التي تستطيع الدبابات اختراقها- من جنوب النقب- إلي مياه القناة خلال 6 ساعات وفيها- للتذكرة- منطقة الدفرسوار، أي الثغرة الشهيرة!! أيضا يمكننا استخدام ناتج حفر القناة في إنشاء طريق دولي جديد- علي غرار ولكن أفضل- من طريق المعاهدة القديم غرب القناة القديمة.. طريق دولي بمعني الكلمة ينطلق من شرق بورفؤاد شمالاً إلي الإسماعيلية عند الوسط.. ثم يصل إلي السويسجنوباً.. وتتفرع منه عدة طرق أخري إلي سيناء، وبالذات إلي وسط سيناء الذي هو أضعف نقاط الدفاع عن سيناء.. مع استخدام ناتج حفر وتعميق منطقة البحيرات في إنشاء قنوات ملاحية صغيرة، وطرق أخري.. تربط بين التجمعات السكانية الجديدة.. وإذا كان الذين حفروا القناة الأولي جاءوا من دمياط ومن المطرية والمنزلة قد استقروا وأصبحوا هم نواة التجمع السكاني الأول في بورسعيد والإسماعيلية فإننا يمكن أن نشجع من سيعمل في حفر المشروع الجديد، علي الإقامة الدائمة في التجمعات والمدن الجديدة التي نقترحها هنا. وبذلك نحقق فكرة الخروج البشري من الدلتا والصعيد، إلي المناطق المقترحة.. ويا سلام لو أقيمت كل هذه المدن والقري الجديدة، شرق منطقة المشروع الجديد أي في سيناء، بعد حجز منطقة للتوسعات المستقبلية للقناة بين أرض المشروع.. وأرض هذه المدن الجديدة.. لتخفيف الضغط علي أراضي غرب القناة الحالية- المستقرة- وكذلك تكون معظم الطرق الجديدة المقترحة في شرق القناة الجديدة إلي أن تصل هذه الطرق إلي أقصي الجنوب المواجه للسويس، من الشرق.. لنحقق الحماية البشرية للقناة الحالية وأيضا للمشروع الجديد.. ولنا عدة تساؤلات: يجب أن تكون القناة الجديدة داعمة للاتصال بين سيناء والدلتا ووادي النيل.. لا أن تصبح عائقاً يزيد من انعزال سيناء.. ولا تتكلموا عن الأنفاق.. ولا عن الكباري بشكلها الحالي وكلنا يعلم مشاكل نفق أحمد حمدي.. الذي يعوق تعميق المجري الحالي كثيرا.. وها هو كوبري الفردان للسكك الحديدية يفقد دوره، بعد المشروع الجديد، لأننا في هذه الحالة سوف نحتاج إلي كوبري فردان ثان، يعبر بالسكك الحديدية- خط القنطرة شرق إلي العريش، الذي لم يكتمل بعد- ولا يكفي هنا أي حديث عن نفق للسكك الحديدية تحت القناة، لأننا سنحتاج إلي نفق طويل، تحت القناة الحالية.. وتحت المشروع الجديد.. فهذه الأنفاق باهظة التكاليف للغاية.. وهي رفاهية لا يتحملها الاقتصاد المصري الآن. ويكفي اننا نتكلم عن نفق شمالي- أمام بورسعيد- منذ سنوات عديدة!! ثم هناك من لم يتحدث عن فرق العمق، بين القناة الحالية، والمشروع الجديد. فالعمق الملاحي للقناة الحالية هو 45 قدماً.. بينما العمق المقرر للمشروع الجديد هو 66 قدماً.. أي الجديد يلبي متطلبات تطور بناء السفن العملاقة وسفن الحاويات التي نسعي لجذبها.. فهل نسمح بمرور السفن حتي 66 قدماً من الشمال، ثم تقف في منطقة البحيرات لتفرغ بعض حمولتها، قبل أن تكمل رحلتها جنوباً.. أو تعود إلي الشمال.. بينما السفن العملاقة معظمها الآن يأتي من الجنوب محملاً.. ويتجه شمالاً. أم يا تري سوف نعجل عمليات تعميق المجري الحالي للقناة ليصل إلي العمق المقرر للمشروع الجديد.. وهذا- هل- يستمر الآن بينما نحفر المشروع الجديد.. ماذا سنفعل قبل ذلك لنواجه الفارق بين العمقين؟! هذا قليل من كثير يدور في خلدي، وأنا أتابع المشروع الحيوي الرائع، الجديد.