استمرت أمس المباحثات غير المباشرة بين الوفدين الإسرائيلي والفلسطيني في القاهرة برعاية مصرية، وتضاربت الأنباء عن الاتفاق علي مد المهلة الانسانية المؤقتة التي تنتهي صباح اليوم الجمعة، ونقلت وكالات الأنباء عن مسئولين إسرائيليين قبول تل أبيب، لتمديد المهلة المؤقتة دون شروط، إلا أن موسي أبومرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس والموجود في القاهرة ضمن الوفد الفلسطيني، سارع إلي نفي التوصل إلي أي اتفاق خاص، بتمديد الهدنة أو وقف إطلاق النار، كما رفض أبومرزوق عقد اي اتفاق بضمان أمريكي وقال ان واشنطن لا تصلح ضامناً للاتفاق مع تل أبيب. علي جانب آخر واصل رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء محمد فريد التهامي اتصالاته مع الوفدين الفلسطيني والاسرائيلي، للتوصل إلي اتفاق أولي بتمديد الهدنة كخطوة علي طريق الاتفاق النهائى، وعلمت «الوفد» أن الوسيط المصري حمل أمس رد الوفد الاسرائيلي علي رؤية الوفد الفلسطيني لاتفاق هدنة دائمة وأكد مسئول مصري أن المباحثات جيدة وأن هناك رغبة بين الوفدين الفلسطيني والاسرائيلي للتوصل إلي اتفاق رغم صعوبة الموقفين وتشدد أعضاء الوفدين في مطالبهم. ووصل إلي القاهرة أمس فران جراهام المبعوث الخاص لوزير الخارجية الامريكي للمشاركة في المباحثات الجارية في القاهرة، وأعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي مع الرئيس عبدالفتاح السيسي عن تأييده ودعمه للدور الذي تلعبه مصر في المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين، وأشار بوتين إلي أهمية دور مصر في تحقيق استقرار الاوضاع الانسانية والأمنية في غزة. وأعرب الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن دعمه للجهود المصرية بشأن غزة، ودعا إلي تثبيت وقف إطلاق النار المؤقت بين اسرائيل وحركة حماس التي قال إنه لا يشعر «بأي تعاطف تجاهها». وقال أوباما ان قطاع غزة لا يمكن أن يبقي «علي المدي البعيد معزولاً عن العالم»، مؤكداً أن سكان القطاع بحاجة لأن يشعروا بوجود «أمل» بالمستقبل، وشدد علي أن الفلسطينيين العاديين الذين يعيشون في القطاع الفقير الخاضع لسيطرة حركة حماس والذي تفرض عليه اسرائيل حصاراً هم بحاجة للأمل لرؤية غزة تنفتح كي لا يشعروا بأنهم يعيشون داخل أسوار. وطلب الأمين العام لجامعة الدول العربية د. نبيل العربي في رسائل عاجلة بعث بها إلي وزراء الخارجية العرب، سرعة تقديم المساعدات الانسانية والطبية والاغاثية العاجلة للشعب الفلسطيني في غزة لمساعدته في مواجهة تداعيات الكارثة التي حلت بالقطاع جراء العدوان الاسرائيلي الغاشم الذي دمر آلاف المنازل والمستشفيات والمدارس والبني التحتية بالقطاع بالاضافة إلي وضع تصورات عربية لتقديمها للمؤتمر الدولي المقبل حول إعادة اعمار غزة. وأعلن أفيجدور ليبرمان، وزير خارجية اسرائيل، تأييده لعودة المفتشين الأوروبيين لمراقبة حدود قطاع غزة والمعابر والمنافذ بين القطاع وجيرانه، وكان المراقبون الأوروبيون قد غادروا معبر رفح الحدودي بين غزة ومصر منذ 2007 عند سيطرة حماس علي القطاع. علي جانب آخر هددت إيران حكومة اسرائيل بأن المقاومة الفلسطينية سترد بأسلحة أكثر تطوراً علي أي هجمات يشنها جيش الاحتلال علي قطاع غزة.