قصف جيش الاحتلال الاسرائيلي فجر أمس مدرسة تابعة لهيئة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في مخيم جباليا شمال قطاع غزة بالتزامن مع وصول وفد الفصائل الفلسطينية للقاهرة وقتل خلال القصف 20 فلسطينيا وأصيب عشرات آخرون بجروح في قصف مدفعي آخر، ومن جانبه قال ابو يوسف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ان الفلسطينيين حال توصلهم الى توافق فستكون الورقة الفلسطينية مكملة للمبادرة المصرية، مشدداً على أنه «بعد فشل كيري ومؤتمر باريس، لا يوجد الآن أمام الجميع إلا مصر»، وأكد أن فتح قدمت ورقة تفسيرية للمبادرة المصرية، وان ثمة نقاشاً حول هذه الورقة التفسيرية تحمل جميع مطالب حماس والجهاد التي هي مطالب منظمة التحرير». وتضمنت الورقة طلبات الفلسطينيين برفع الحصار والسماح بالصيد البحري لمسافة معقولة وإلغاء الشريط الحدودي وإطلاق سراح أسرى صفقة شاليط الذين أعيد اعتقالهم في الضفة، والسماح بإدخال الاحتياجات والأموال إلى غزة. وفى سياق متصل قال موقع 24 الإماراتى ان القيادة الفلسطينية قدمت ورقة تفسيرية للمبادرة المصرية تنص على هدنة فورية خمسة أيام تجري خلالها مفاوضات مع إسرائيل برعاية مصرية، وضمانات دولية وعربية برفع الحصار، ونقلت عن مسئول فلسطيني بارز قوله ان القاهرة طلبت من الفلسطينيين أن يأتي الوفد الفلسطيني المشترك، والذي يضم السلطة وحركتي فتح وحماس، ب«موقف فلسطيني موحد» إزاء المبادرة المصرية بشأن وقف إطلاق النار والتهدئة في غزة. وأوضح المسئول أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي طلب من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في اتصال هاتفي أمس أن يأتي الوفد الفلسطيني إلى القاهرة ب«موقف فلسطيني موحد»، وأضاف المسئول الذى لم يتم الكشف عن هويته أن «مصر مستعدة للأخذ بالملاحظات التفسيرية الفلسطينية المكملة لمبادرتها إذا اتفقت حركتا حماس والجهاد الإسلامي على هذه الملاحظات». ورغم رفض حماس على لسان محمد ضيف القائد العام لكتائب عزالدين القسام الجناح العسكري لوقف لإطلاق النار إلا بعد وقف العدوان الاسرائيلي ورفع الحصار، إلا أن السلطة الفلسطينية في رام الله اشارت إلى ان حماس ربما تكون جاهزة لقبول هدنة لأسباب انسانية مدتها 24 ساعة. وافادت تقارير بأن مصر تعمل على تعديل مبادرتها لوقف إطلاق النار والتي قبلتها اسرائيل من قبل ورفضتها حماس. وتزايدت الضغوط الدولية في الأيام الاخيرة على طرفي الصراع من أجل التوصل إلى وقف فوري غير مشروط لإطلاق النار. وتتأسس المبادرة المصرية على مبادرة 2012 التي أنهت القتال بين إسرائيل وحماس حيث تنص المبادرة على قبول الطرفين بوقف فوري لإطلاق النار ثم تستضيف القاهرة ممثلين للجانبين لبحث الشروط والتفاصيل في مفاوضات غير مباشرة عبر الوسيط المصري. إلا أن حماس رفضت هذه المبادرة واشترطت عددا من الشروط في مقدمتها رفع الحصار الإسرائيلي برا وبحرا وفتح معبر رفح الذي تشرف عليه مصر ويربط بين القطاع والاراضي المصرية. وكانت القيادة الفلسطينية قد أعلنت أمس الأول، وبعد اتصالات مكثفة ومشاورات مع القيادة في حركتي حماس والجهاد، الاستعداد لوقف فوري لإطلاق النار وهدنة إنسانية لمدة 24 ساعة، والتعاطي بإيجابية مع اقتراح من الأممالمتحدة لمد هذه الهدنة لمدة 72 ساعة جاء ذلك في الاجتماع الطارئ الذي عقدته القيادة الفلسطينية بمقر الرئاسة في مدينة رام الله، برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس. من ناحية أخرى، نفت إسرائيل والولايات المتحدة صحة ما نشرته تقارير صحفية إسرائيلية عن فحوى اتصال هاتفي جرى بين رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، والرئيس الأمريكي، باراك أوباما، قيل إنه كان شديد اللهجة وشهد طلب أوباما من نتنياهو الموافقة فورا على وقف إطلاق النار بغزة دون الحديث عن أي أمر آخر. و أكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي عدم صحة ما تسرب حول المكالمة، مؤكدا أنه لا يمت إلى الواقع بصلة، ووصف بيان للبيت الأبيض التقرير الذي بثته قناة إسرائيلية بأنه صادم ومخيب للآمال ومفبرك بشكل لا يمت إلى الحقيقة بصلة، مضيفا «تابعنا هذه التقارير وما جاء من نص للمحادثة المزعومة، ومن المحزن المدى الذي قد يصل إليه البعض لإساءة تقديم محادثة جرت على انفراد بين أوباما ونتنياهو من أجل فبركتها بالإعلام الإسرائيلي». وكانت القناة الإسرائيلية الأولى قد نشرت ما قالت إنه تسريب لجزء من المحادثة بين المسئولين، نقلا عن مصدر أمريكي، مضيفة أن أوباما كان عدائيا وحازما مع نتنياهو. وكان محرر الشئون الدولية في القناة الأولى للتليفزيون الإسرائيلي، أورين نهاري، قد زعم أنه حصل على نص المكالمة التي تشير إلى أن أوباما توجه بحزم إلى نتنياهو بطلب وقف إطلاق النار قائلا إنه غير مستعد لسماع أي شرح آخر، وأضاف أنه يعتمد على قطر وتركيا لإجراء مفاوضات. وميدانيا ارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة أمس إلى 1275 شهيدا فلسطينيا وأكثر من 7150 مصاباً، منذ بدء العملية العسكرية التي نفذها الاحتلال قبل أكثر من 3 أسابيع. واستشهد فلسطينيان بقصف إسرائيلي على خان يونس في جنوب القطاع، كما قتل 4 فلسطينيين في قصف على منطقتي معن وبني سهيلا، في المدينة ذاتها. وقتل 10 فلسطينيين وأصيب نحو 20 آخرين، في قصف مدفعي إسرائيلي على جباليا شمالي القطاع. كما شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارات على منزلين في مخيم الشاطئ بمدينة غزة، وفي مخيم البريج وسط القطاع. ومن جانبه، أكد الجيش الإسرائيلي أنه قصف خلال الساعات الماضية أكثر من 200 هدف لما وصفها ب«التنظيمات الإرهابية في قطاع غزة»، وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن بين الأهداف «مساجد ومخازن للأسلحة» ليرتفع عدد الأهداف التي قال الجيش الإسرائيلي إنه استهدفها منذ بداية العملية إلى نحو أربعة آلاف. من ناحية اخرى، حذرت الأممالمتحدة ان مواردها توشك على الانهيار مع لجوء نحو 200 ألف شخص إلى المباني التابعة لها، وإنه يتعين على إسرائيل أن تتحمل قريبا مسئولياتها المباشرة تجاه من تسببت في تشريدهم. هذا ويتزايد القلق من التأثير الذي سيخلفه تدمير محطة الكهرباء التي تمد معظم مناطق القطاع بالطاقة على المدى البعيد. ويُعتقد أنه لن يمكن تشغيل محطة الكهرباء التي دمرتها إسرائيل قبل عام على الأقل.