كانت منذ عهد قريب يُطلق عليها عروس القناة، وكان الكثيرون يتمنون أن يذهبوا إليها لقضاء يوم ممتع بشواطئها، إنها محافظة الإسماعيلية التي لاقت الكثير من الإهمال في الفترة الماضية، فحدث أن تم حبس رئيس قرية سرابيوم لواقعة إهمال تسببت في مصرع طفل بإحدي بالوعات الصرف الصحي المهملة، و واقعة مدينة فايد التي كان بها الماء الملوث ولم يتعظ بها أحد، وغيرها الكثير من الحوادث التي كان يعتبرها بعض المسئولين مجرد حوادث تحدث في أي مكان وربما يعتبرونها كوارث طبيعية، أما الكوارث الكبري والتي تهدد المحافظة التي أصبح يُطلق عليها أرملة القناة في ظل هذه الظروف التي لا يشعر بها أحد، أقدم جزءا صغيرا من أهم ما ينبغي أن تضعه الحكومة الحالية في عين الاعتبار وألا يسيروا على النهج القديم. طريق الترعة.. هذا الطريق الذي أطلقت عليه طريق الموت، هو شريان الحياة لهذه المحافظة وهو الطريق الذي يمر بقلب الإسماعيلية ابتداء من الدبابات (أبوعطوة) نهاية إلي ما بعد مدينة فايد، هو طريق يبلغ ما يقرب من أربعين كيلو مترا ويمر بأكثر من قرية وكل قرية بها العديد من الأهالي وهم (الضبعية، عين غصين، سرابيوم، أبو سلطان و مركزفايد) يقوم العاملون على هذا الطريق بتوسعة الترعة آخذين من الطريق العام لدرجة بلغت حدود الحرم المسموح به للري ومن المعروف أن مَنْ يقوم بالتطهير يقوم بانتشال المخلفات مثل ورد النيل وما شابه من الأشياء التي تعوق سريان المياه وليس بالأخذ من الجسر كى تتسع الترعة لهذا الحد، وبناء عليه يتم التنبيه وبشدة علي الأهالي لدرجة وصلت إلى حد التهديدات إذا أخذ أحد من هذا الطمي الذي يقومون بعد ذلك بتعبئته بجرارات مقطورة ولا يعلم أحد إلي أين يكون مصيره لا أستطيع أن أقول في ذلك شيئا لعدم توافر الأدلة ولكن أعتقد أن الذين يفهمون ماذا يُفعل به سيعلمون وحدهم أين يذهب خاصة أنه يصنع منه الطوب الأحمر وله استخدامات أخري، هذا مما تسبب في ضيق الطريق بشكل كبير جعل بعض السيارات تنزلق إلي الترعة ومنها سيارات النقل – الأجرة – ذات الكبائن الحديدية التي لا تصلح للاستخدام الآدمي وشباب في مقتبل العمر أصيبوا بعاهات مستديمة ومنهم مَنْ يجلس علي كرسي متحرك بسبب هذه الحوادث يعلم الله هل سيعود كما كان أم لا بسبب كسر في العمود الفقري سبب له شللا وغيرهم الكثيرون الذين يفقدون حياتهم دون أن يدري بهم أحد، وعلى هذا لا يبقي سوي شيء واحد من اثنين لا ثالث لهما، إما أن تقوم المحافظة بهدم منازل الأهالي لتوسعة الطريق وقد حدث ذلك من قبل بالفعل، وإما أن يتم نقل مسار السيارات للطريق الموازي وهو طريق الإسماعيلية - السويس والذي يبعد عن طريق الترعة ما يقرب من خمسة وأحيانا سبعة كيلو مترات بعدة قرى، فهل سيسير المواطنون هذه المسافة يومياً للذهاب لعملهم صباحاً و مساء أم أنهم سوف يستعملون وسيلة الانتقال (التوك توك) بجنيهين أو ثلاثة جنيهات في الصباح والمساء أي ما يزيد علي خمسة جنيهات يومياً بخلاف سيارات نقل الركاب، أم أن كبار السن والذين يحتاجون لسيارات الإسعاف كيف يمكن لمثل هذه السيارات الدخول وسط هذه المنازل ومن أي طريق – وهو ما قد بدأ بالفعل أيضاً – هناك سيارات لا تستطيع الدخول لبعض الأماكن حتي سيارات المطافي وبالرغم من ذلك تم إغلاق مستشفي أبوسلطان وهو المستشفي العام الوحيد الذي كان يخدم أكبر عدد من المواطنين علي هذا الطريق وتم تحويله إلي وحدة صحية مع إيقاف التنفيذ أيضاً الآن وإذا ذهبت إليه لا تجد سوي طبيب واحد يطلقون عليه ممارس عام، هذا غير موجود بمهنة الطب سوي هناك وليس لديه أية إمكانيات وأقصي ما في وسعه هو تحويل الحالات إلي مستشفي فايد أو إلى مستشفي الجامعة التي تبعد (28) كيلو مترا، مستشفي كبير مثل هذا وعلي مساحة كبيرة من الأرض والمباني بدلاً من أن يقوموا بتطويره بأحدث وتزويده الأجهزة كما كان منذ زمن ليس ببعيد، كانت الهدية التي أهدتها لهم المحافظة غلق المستشفي وكأنهم لا يستحقونها ولا يعرف أحد لحساب مَنْ. ربما يتساءل الكثيرون لماذا لا تقوم المحافظة بتوفير سيارات لخدمة المواطنين ونقل الركاب، للأسف أن السيارات كانت موجودة ولكن تم وقفها وإهلاكها بدون أي سبب وتم إعطاء السائقين إجازة مفتوحة، أحد السائقين - سابقاً - طلب أن أقوم بزيارة أحد زملائه في العمل كي أري حالته وأولاده ومدي الفقر الذي يعانونه - وهو لا يقل عنهم كثيراً- ولكن لم أستطع الذهاب لمجرد ما رواه عنه فالسائق يدعي (م – ع) قام بقيادة أحد الأتوبيسات بالأمر من رئيسه المباشر ولم يكن بالأتوبيس فرامل ورغم اعتراض السائق إلا انه لقي ما لا يرضيه وإنه بذلك يتهاون في عمله ومقصر فيه، وقام السائق بقيادة الأتوبيس ليصدم جنديا وتم حبسه ستة أشهر وبعد خروجه يجد خطاب فصله من العمل في انتظاره، بخلاف عدم التجديد للسائقين وقتها الذين يعملون بعقود مؤقتة وعدم صرف العلاوات والحوافز إلي أن انتهي الحال بهذه السيارات إلي ما هي عليه والتي بلغت (21) سيارة، هكذا كانت تدار الأحوال قبل الثورة، واعتقد الجميع أن الحال سوف يتغير بعد الثورة ولكن الحال كما هو عليه حتي الآن، ولم يسأل أحد عن المحافظ الذي أهدر كل هذا قبل الثورة مباشرة.