اجمع خبراء اسرائيليون عسكريون على ان اسرائيل لم تحقق الاهداف التى من اجلها نفذت العملية العسكرية على قطاع غزة، وانها تحاول الان العثور على مخرج للانسحاب ووقف العمليات والتهدئة. وهذا يتطلب منها تحقيق بعض الانتصارات التى يمكن ان تبقى فى الذاكرة خاصة وانها خسرت عدداً كبيراً من الضباط والجنود على غير ما كان متوقعا، فقالت صحيفة يديعوت أحرونوت الاسرائيلية ان العدد الكبير من القتلى والجرحى في صفوف الجيش فاجأ صناع القرار في إسرائيل، الذين لم يتوقعوا وجود مقاومة على هذا النحو، فقد تحول عدد قتلى الجيش إلى إنجازٍ لحركة حماس وبشرى سيئة لإسرائيل، وقال الخبير والمحلل السياسى ناحوم بارنيع أنّ أيّ تقدم جديد للقوات البريّة لعمق القطاع وداخل المناطق المأهولة بالسكان سيؤدّي إلى تكبيد الجيش مزيدًا من الخسائر البشريّة والماديّة في الآلات والمعدات العسكريّة، لافتا الى ان المقاومة الفلسطينية صمدت وأمسكت بزمام المبادرة بيديها مما يجعل دماء الإسرائيليين تغلي، فالعملية العسكرية التي لم تحقق أي هدف حقيقى حتى الآن. كما نقلت الصحيفة عن الخبير والمحلل السياسيّ «شمعون شيفر» قوله بان الجيش الاسرائيلى فشل فى استخدام عنصر المفاجئة منذ انطلاق العمليات على غزة وحتى الآن، الامر الذى وضعه في دائرة رد الفعل، كما قال مُحلل الشئون العسكريّة «رون بن يشاي» إنّ جيش الاحتلال خسر منذ بداية العملية البرية داخل قطاع غزة عددًا من خيرة الضباط من ذوي الرتب العالية المتمرسين بشتى أنواع العمل العسكري الميداني، ومنهم قادة كتائب، وهؤلاء الضابط هم العمود الفقري لسلاح المشاةوفقا له، وفى نفس السياق قال الخبير العسكرى عاموس هارئيل فى صحيفة «هارتس» إنّ إسرائيل تخشى وقف العدوان دون ان يكون بيدها انجاز عسكري خاصة بعد تكبد الجيش خسائر كبيرة في المعركة الشديدة للواء (غولاني) في الشجاعيّة. ونقلت صحيفة (معاريف) الاسرائيلية أيضاً عن الجنرال في الاحتياط، شلومو غازيت رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الأسبق (أمان)، قوله «يجب التعاطي مع حماس كدولة تمكنت من بناء جيش منظم بشكل ممتاز، لديها جيش يملك هيئة أركان حرب ذات قدرة مركزيّة فاعلة وقيادة عسكريّة استعدت للحرب بشكل مناسب، وبذلت جهدًا عظيمًا، وجندّت كل قواها، لتكسب الحرب، بتدشين ترسانة هائلة من الصواريخ، ذات مستويات مدى متعددة، تتمكن من الوصول إلى أي بقعة في إسرائيل استناداً لقدراتها الذاتيّة في التصنيع، وتخطيط عمليات عسكرية ذات طابع هجومي وتنفيذها.