تشارك الفنانة سميحة أيوب هذا العام بدور الأم القوية التي تسيطر علي أبنائها ضمن أحداث مسلسل «المرافعة» وهو الدور الذي جذب الانتباه منذ اللحظات الأولي وجعلها تنافس علي دور الأم المميز في دراما رمضان هذا العام، انتقادات كثيرة تعرض لها المسلسل أبرزها انه يتناول قصة سوزان تميم ومع ذلك ترفض سميحة أيوب هذا الانتقاد وتؤكد انها قصة متميزة تنافس بها بقوة في رمضان.. وأجرينا معها هذا الحوار. كيف ترين ردود الأفعال حول مسلسل «المرافعة»؟ - سعيدة جداً ان العمل حقق كل هذا النجاح ونافس بقوة وسط هذا العدد الكبير من المسلسلات، وتلقيت ردود فعل قوية عن العمل فور عرضه لانه يتناول أحداث تمس الواقع المصري من خلال عهد الإخوان بالإضافة لتفاصيل أخري عن الحزب الوطني وما أحدثه في المجتمع المصري كما ان السيناريو مكتوب بجدية جعلت العمل يظهر بشكل محترم ومتميز، وان كنت قد تخوفت في البداية من تغير المخرج لكن بمجرد استمرار التصوير سعدت بالعمل لأنه خرج بهذا الشكل مع المخرج عمر الشيخ. ماذا جذبك في مسلسل المرافعة؟ - انه يتناول أحداثاً سياسية صريحة بين الحزب الوطني وتلاعب الإخوان في الاقتصاد والسياسة ولعبة الانتخابات، والعمل معروض علي منذ عامين من تامر عبدالمنعم ووجدت ان الدور متميز وحقيقة هو ينقل الجمهور للواقع ويرصد ما يحدث بشكل جرىء وأنا أحب الأعمال الجريئة وسعيدة أنني أتعامل مع فريق العمل لأول مرة باسم ياخور وفاروق الفيشاوي وسعيدة جداً بعودة محسن محيي الدين للعمل الفني واعتقد ان السيناريو المتميز استطاع ان يجمع كل هؤلاء النجوم. العمل تعرض لانتقادات كثيرة أهمها انه يناقش قضية سوزان تميم، فما رأيك؟ - في كل عام يعرض عمل يناقش قضية قتل يقولون انه يتناول قضية سوزان تميم، تيمات الدراما معروفة وأبرزها جرائم القتل، والعمل بعيد تماماً عن قصة سوزان تميم بطلة العمل تعمل ممثلة ولكنها بعيدة تماما في تفاصيل الشخصية ولو كان يجسدها لكتبنا في بداية المسلسل انه يتناول قصة حياتها فتجسيد سير المشاهير ليس إفلاسا أو أزمة طالما ان به دراما وتفاصيل يمكن مناقشتها كرسالة لكن العمل بعيد عن قضية القتل فهو يرصد أحداثاً واقعية اجتماعية لمصر فيما بعد الثورة. ألم تتخوفي من تكرار دور الأم القوية؟ - علي العكس أنا أحافظ دائما ان أظهر بشكل جديد حتي في أدوار المرأة القوية التي تحمي أبناءها أحاول ان أكون مختلفة في كل عمل أقدمه، فمثلا عندما قدمت دور السيدة القوية في مزاج الخير أو تيتة رهيبة ظهرت بشكل مناسب مع تفاصيل الشخصية بحيث قدمت في تيتة رهيبة دورا كوميديا يعتمد علي الحوار الكوميدي أكثر من الأفيهات المبتذلة التي أصبحت سمة رئيسية في معظم أعمال الكوميديا مؤخرا، أيضا مسلسل «مزاج الخير» قدمت الشخصية العاجزة بما يتناسب مع قوتها كأم لتاجر مخدرات، لكن الشخصية في المرافعة أرستقراطية وحدث لها تحول مفاجئ في النصف الثاني من المسلسل من الأم القوية الجبارة للأم الحنونة التي تخاف علي أبنائها. ولكن ابتعادك عن الأدوار المسرحية وتركيزك في الدراما التليفزيونية حصرك في دور الأم؟ - أنا أرفض حصري في أية أدوار، وعندما يعرض عليّ عمل أركز كثيرا ألا تكون تفاصيله متشابهة مع أي تفاصيل أخري، والفنان الجيد هو من يملك مفاتيح لكل شخصية يقدمها حتي لو كانت في مجملها أدوار أم، بالإضافة إلي ان الدور دائما ما ينادي صاحبه، وانشغالي بالدراما التليفزيونية لا علاقة له بابتعادي عن المسرح، فدمائي مسرحية وأنا عاشقة له لكن هناك أزمة مسرح حقيقية في مصر، وإذا عرض عليّ مسرحية سأنفذها علي الفور واعتذر عن أي عمل آخر. مشاركتك العام الماضي في مسلسل «مزاج الخير» عرضك لانتقادات كثيرة خاصة مع مشاهد الرقص والعري المبتذل التي ظهرت في العمل؟ - لا أفهم سر الانتقادات الموجهة للدراما علي مدار السنوات الثلاث الماضية الجمهور لديه قنوات كثيرة كي يشاهد فيها العمل، بالإضافة إلي ان منتجي السينما والتليفزيون لديهم شروط لاختيار العمل حتي يستطيعوا تسويقه فكثيرا ما كان يقال ان العمل سيعرض فقط لو كان بطولة نجم شباك، أو مشاهد رقص أو غيره، فلا أري أزمة في ذلك، بالإضافة إلي ان مزاج الخير حقق نجاحا كبيرا بسبب انه يعرض واقعا اجتماعيا موجودا والناس وجدت نفسها فيه. كيف يعود المسرح من جديد من وجهة نظرك؟ - مصر تعاني أزمة مثقفين، كان التقيم العملي والأدبي هو الوسيلة الوحيدة التي يخرج من خلالها العمل الفني إذا كان سينمائيا أو دراميا أو مسرحيا، لذلك اعتقد ان مصر تحتاج إلي نهضة مثقفين سواء في اختيار المممثلين أو في كتابة الموضوعات حتي يعود المسرح، بالإضافة إلي المسرح روح الفن فأنا حين أقف علي خشبة المسرح أشعر بأنني أملك هذا العالم، فنان المسرح يجد نجاحه في تصفيق الجمهور له الذي يجعلني أعيش شعوراً بالسعادة واتمني ان يقدم مسرح من جديد يعيد لمصر قوتها الثقافية.