حالة تألق فنى تعيشها شيرين رضا بعد ابتعادها لسنوات عن الساحة الفنية، فبعدما قدمها الكاتب الكبير وحيد حامد في مسلسله «بدون ذكر أسماء» في رمضان الماضى، تعود هذا العام بعملين وهم، المرافعة وعصر الحريم، وتنافس في موسم رأس السنة بفيلم «الفيل الأزرق»، فعن أدوارها سألناها: ما الجديد الذي تقدمينه في مسلسل «المرافعة»؟ - المسلسل تدور أحداثه في إطار سياسي اجتماعى، وأعجبني جداً السيناريو المكتوب بحنكة شديدة، خاصة أنه يتناول الواقع السياسي في مصر وما حدث فيها في الآونة الأخيرة، ودورى في العمل مختلف عن كل ما قدمته وهو ما أعجبنى، حيث أجسد شخصية زوجة جمال أبو الوفا الذي يجسد دوره باسم ياخور وهي الشخصية الحنونة التي تسعي لتربية أبنائها تربية سليمة في ظل انشغال والدهم بجمع المال والبحث عن السلطة. وخلال الأحداث يرصد العمل دور الأم المصرية ويناقش أيضاً تأثير أزمة الانفصال بين الأبوين علي الأبناء، كما يتعرض العمل لصراع الخير والشر، وكيف للمرأة أن تتحمل خيانة زوجها وماذا تفعل إذا اتهم بجريمة قتل. لماذا بدأ فريق العمل التصوير مبكراً؟ - حتي لا نقدم عمل «مسلوق كما يصفه البعض، فكثير من الأعمال يضطر فريق العمل للاستعانة بمخرج آخر لاستكمال الأحداث أو يظل فريق العمل في موقع التصوير لأكثر من 20 عاماً ويستمر التصوير حتي الأيام الأخيرة من شهر رمضان، لكن فريق العمل قرر أن يكون التصوير مبكراً لننتهى من التصوير والمونتاج قبل حلول شهر رمضان. هل يتناول المسلسل حادث مقتل المطربة سوزان تميم؟ - التيمة الوحيدة الموجودة في العمل، ومتشابهة مع شخصية سوزان تميم هو مقتلها، ولكن الحدثين مختلفان تماماً، وجريمة القتل هى خط درامي فرعي بجانب العديد من الخطوط، فالعمل يتناول الواقع الاجتماعى في مصر والخلاف بين الإخوان والحزب الوطنى والصراع بين رجال الأعمال علي التورتة، كما يتناول حال الناس وكيف تأثر بعد ثورة 25 يناير رغم أن العمل مكتوب قبل الثورة، إلا أنه يتناول شقا سياسياً خطيراً، ولذلك الحدثان مختلفان تماماً، وهناك العديد من الفنانات قتلن علي يد رجال أعمال وبجرائم مشهورة عربياً وعالمياً، فلماذا تم الربط بين سوزان تميم والمرافعة. كيف ترين المنافسة هذا العام، خاصة أنه يشهد عودة نجوم الغناء للدراما بالإضافة للعمالقة عادل إمام ومحمود عبدالعزيز؟ - العمل الجيد هو الذي يفرض نفسه علي الساحة الفنية، وأعتقد أن كثرة تقديم الأعمال الجيدة في مصلحة العمل، وهذا ما حدث العام الماضى، الاهتمام بتقديم أعمال جيدة ضمن نسبة مشاهدة عالية، وجعل الجمهور يبحث عن الأفضل، لذا أتمني أن يشارك كل الفنانين في الدراما هذا العام ليشهد ماراثون قويا به نسبة مشاهدة كبيرة. ولكن الدور مختلف تماماً عن شخصيتك في بدون ذكر أسماء؟ - بدون ذكر أسماء مختلف عن كل الأدوار التي قدمتها من قبل، فأعتقد أنه أعاد اكتشافى من جديد والتفاصيل التي وضعها الكاتب الكبير وحيد حامد في عمله أعتقد أنها مختلفة عن أي عمل قدمته، وللعلم أنا تعاقدت علي مسلسل المرافعة منذ 3 سنوات، واعتقدت أن عودتى بشخصية طيبة رقيقة هادئة سيكون شكلاً مختلفاً أعود به للجمهور، لكن القدر هو من وضعني في شخصية الصحفية نجوى كامل أولاً وهي شخصية عصبية بها تفاصيل كثيرة ولكل من الدورين جمال أنتظر الجمهور أن يقيمه. وما سر عودتك للفن بأعمال بطولة جماعية؟ - لم تعد البطولة الفردية هي السباق الرابح سواء في الدراما أو السينما، فعلي سبيل المثال مسلسل المرافعة يشارك فيه أكثر من 50 نجماً، ورغم ذلك شخصية جليلة ليست ثانوية في الأحداث، لكنها محرك مهم جداً ومحور مهم لتغيير الأحداث، وأيضاً في مسلسل «بدون ذكر أسماء» ظهرت مع بداية الحلقة ال13 ومع ذلك كانت محوراً للأحداث، الأعمال الجيدة تلك التي تعرض الواقع الاجتماعى وتشرحه أمام الجمهور، وكل مشاهد يجلس أمامه يكتشف أنه يجد ضالته، وكلما زاد عدد النجوم في العمل كلما أثبت أن السيناريو جيد وقادر علي جمع فنانين كثيرين. وماذا عن انضمامك لمسلسل «عصر الحريم»؟ - للأسف أنا لا أحبذ المشاركة في أكثر من عمل، دائماً أركز في مسلسل واحد حتي يصدقنى الجمهور ويشعر بأنني أقدم له عملاً متميزاً، ولكن مسلسل «عصر الحريم» عرض عليّ منذ عامين وتعرض لظروف إنتاجية عصيبة وحتي هذه اللحظة لا أعلم إذا كان سيقدم هذا العام، أم سيتم تأجيله لرمضان 2015، لكن ما أؤكده أنني لن أصور العملين في وقت واحد وإذا اضطررت لذلك سأضطر للاعتذار عن أحدهما، رغم أن الشخصيتين أعتقد أنهما مميزان للغاية. ما سبب ابتعادك كل هذه الفترة عن الوسط الفنى؟ - الفن بالنسبة لي «مزاج» عندما أجد عملاً جيداً أقدمه، طوال الأعوام الماضية كنت أحتاج لأن أعيش لنفسي وبالفعل سافرت كثيراً و«عشت حياتي» وبعدها عدت إلي الفن مرة أخرى، فما يهمني أن أقدم عملاً يليق بي وليس مجرد التواجد علي الشاشة، فالفن بالنسبة لي ليس مصدراً للرزق. تعودين للسينما بفيلم «الفيل الأزرق» فماذا عن دورك فيه؟ - العمل مأخوذ عن قصة أدبية حققت نجاحاً كبيراً، وأجسد فيه إحدى شخصيات الرواية المعقدة، والرواية أعجبتني للغاية عندما قرأتها قبل أن يعرض علي العمل فيها وعندما عرض علي المخرج مروان حامد العمل وجدت الشخصية مميزة ومؤثرة في الأحداث، وأشارك فيه مع عدد كبير من الفنانين أبرزهم خالد الصاوى وكريم عبدالعزيز ونيللي كريم وجمعيهم أعمل معهم للمرأة الأولى. ولكن ما سر عودتك للسينما بعد آخر أعمالك «حسن اللول»؟ - لأنني أبحث عن سينما جادة راقية تضيف إلىّ، فمصر تعاني من أزمة سينمائية كبيرة في ظل غياب المنتجين، بالإضافة إلي أن الأحداث السياسية أثرت بشكل سلبي علي نوعية الأعمال المقدمة، وأصبحت الأعمال التي تحصد الإيرادات نوعيات معينة لا تليق بى. كيف تري الوضع في مصر الآن؟ - مصر الآن تتغير خريطتها من جديد، ولكن تحتاج من يحبها، والفترة القادمة ليست سهلة علي مصر لأننا مررنا بثورتين أخطر من بعض، وبالتالى الأيام القادمة أتمني أن تكون أفضل علي وأن يعي الجمهور أهمية الدستور وأن ينزل الجميع للمشاركة لأننا الآن نختار مستقبل مصر من جديد.