يتسم صعيد مصر بمادته الخصبة التي تولد إبداعا لكتاب الأطفال، وعلي مدار سنوات الماضية شاهدنا شخصيات كرتونية تمثل عادات وتقاليد أهل الصعيد وحاولت المخرجة «زينب زمزم» ان تعود بنا مرة أخري إلي حكايات من الصعيد الجواني، فوقع اختيارها علي قصة «بطل من الصعيد» للكاتب مجدي صابر الذي اشتهر بأعماله الدرامية. ولا يعرف الكثيرون أن صابرا بدأ حياته كاتبا للأطفال، ولديه تراث إبداعي كبير، ووظفت زمزم العمل بالرسوم المتحركة، ولضيق الوقت تسجل حلقة بحلقة، إيمانا منها بأن التليفزيون المصري له فضل علي الجميع، وعلينا الوقوف بجانبه، لإمتاع جمهوره، ويقوم ببطولة المسلسل حامد طفل عمره 10 سنوات. ورغم صغر سنه إلا انه يتعرض لعدة قضايا تمس واقع المجتمع المصري مثل مشكلة الثأر وتلويث مياه النيل كما يتضمن عرض تاريخ مصر القديم بصورة مشوقة. ويعالج المسلسل الكثير من المشاكل التي يتعرض لها أطفال الصعيد ويحكي قصصا لأولادنا موثقة من برلين بألمانيا، حكايات بطولية رواها مسئول إسرائيلي إلي رئيس المكتب الدبلوماسي المصري هناك لأبطال شهداء لكي يتعلم أبناؤها منها قيمة الانتماء للبلد وحب الآخر والتفاعل والتعاون لمصلحة أهل الوطن وقيمة الجيش الذي يدافع عنهم في كل الأوقات وكم نحن كبيرا وصغيرا في أشد الحاجة إليها الآن بالإضافة إلي البعد التربوي والبعد التاريخي للمسلسل، وأعطي صوت الفنان علي الحجاز نكهة خاصة للمسلسل بألحان يحيي الموجي، وأداء صوتي محمد وفيق وأشرف عبدالغفور وأحمد ماهر وأحمد راتب وسميرة عبدالعزيز والطفل محمد سعيد مشعال. ولم تنس زمزم حبها لفن الصلصال الذي اشتهرت به واستخدامه في أعمال فنية انفردت بها ووظفت من خلال التحريك قصص الأنبياء حتي تنشر القيم والمبادئ بين الأطفال، وتقديم أخلاقيات الأنبياء وسماحة الدين بين الأطفال والنشء، ويعرض لها مسلسل «حياة سيد الخلق» محمد رسول الله. يحكي قصة حياة النبي في صدقه وأمانته، وفكره المعتدل، ونشر الدعوة، ليكون مثالاً حياً للمجتمع، ويكون مرجعاً لمن ينزلق في الإرهاب والتفكير ويشجع الأزهر الشريف أعمال زمزم لثقته في أعمالها، الوسطية التي تخدم بها الأطفال للحفاظ علي دينهم وعاداتهم وتقاليدهم.