رئيس ضمان جودة التعليم: الجامعات التكنولوجية ركيزة جديدة فى تنمية المجتمع    إتاحة الاستعلام عن نتيجة امتحان المتقدمين لوظيفة عامل بالأوقاف لعام 2023    قطع المياه عن نجع حمادي.. وشركة المياه توجه رسالة هامة للمواطنين    الحكومة: نرصد ردود فعل المواطنين على رفع سعر الخبز.. ولامسنا تفهما من البعض    «حماس» تصدر بيانًا رسميًا ترد به على خطاب بايدن.. «ننظر بإيجابية»    محامي الشحات: هذه هي الخطوة المقبلة.. ولا صحة لإيقاف اللاعب عن المشاركة مع الأهلي    رونالدو يدخل في نوبة بكاء عقب خسارة كأس الملك| فيديو    أحمد فتوح: تمنيت فوز الاهلي بدوري أبطال أفريقيا من للثأر في السوبر الأفريقي"    هل يصمد نجم برشلونة أمام عروض الدوري السعودي ؟    حسام عبدالمجيد: فرجانى ساسى سبب اسم "ماتيب" وفيريرا الأب الروحى لى    هل الحكم على الشحات في قضية الشيبي ينهي مسيرته الكروية؟.. ناقد رياضي يوضح    محامي الشحات: الاستئناف على الحكم الأسبوع المقبل.. وما يحدث في المستقبل سنفعله أولًا    مصارعة - كيشو غاضبا: لم أحصل على مستحقات الأولمبياد الماضي.. من يرضى بذلك؟    اليوم.. بدء التقديم لرياض الأطفال والصف الأول الابتدائي على مستوى الجمهورية    32 لجنة بكفر الشيخ تستقبل 9 آلاف و948 طالبا وطالبة بالشهادة الثانوية الأزهرية    استمرار الموجة الحارة.. تعرف على درجة الحرارة المتوقعة اليوم السبت    اعرف ترتيب المواد.. جدول امتحانات الشهادة الثانوية الأزهرية    صحة قنا تحذر من تناول سمكة الأرنب السامة    أحمد عبد الوهاب وأحمد غزي يفوزان بجائزة أفضل ممثل مساعد وصاعد عن الحشاشين من إنرجي    دانا حلبي تكشف عن حقيقة زواجها من محمد رجب    الرئيس الأمريكي: إسرائيل تريد ضمان عدم قدرة حماس على تنفيذ أى هجوم آخر    "هالة" تطلب خلع زوجها المدرس: "الكراسة كشفت خيانته مع الجاره"    حدث بالفن| طلاق نيللي كريم وهشام عاشور وبكاء محمود الليثي وحقيقة انفصال وفاء الكيلاني    أبرزهم «إياد نصار وهدى الإتربي».. نجوم الفن يتوافدون على حفل كأس إنرجي للدراما    مراسل القاهرة الإخبارية من خان يونس: الشارع الفلسطينى يراهن على موقف الفصائل    عباس أبو الحسن يرد على رفضه سداد فواتير المستشفى لعلاج مصابة بحادث سيارته    "صحة الإسماعيلية" تختتم دورة تدريبية للتعريف بعلم اقتصاديات الدواء    ثواب عشر ذي الحجة.. صيام وزكاة وأعمال صالحة وأجر من الله    أسعار شرائح الكهرباء 2024.. وموعد وقف العمل بخطة تخفيف الأحمال في مصر    العثور على جثة سائق ببورسعيد    الأمين العام لحلف الناتو: بوتين يهدد فقط    سر تفقد وزير الرى ومحافظ السويس كوبرى السنوسي بعد إزالته    نقيب الإعلاميين: الإعلام المصري شكل فكر ووجدان إمتد تأثيره للبلاد العربية والإفريقية    كيف رفع سفاح التجمع تأثير "الآيس" في أجساد ضحاياه؟    "حجية السنة النبوية" ندوة تثقيفية بنادى النيابة الإدارية    ضبط متهمين اثنين بالتنقيب عن الآثار في سوهاج    «الصحة»: المبادرات الرئاسية قدمت خدماتها ل39 مليون سيدة وفتاة ضمن «100 مليون صحة»    وكيل الصحة بمطروح يتفقد ختام المعسكر الثقافى الرياضى لتلاميذ المدارس    وصايا مهمة من خطيب المسجد النبوي للحجاج والمعتمرين: لا تتبركوا بجدار أو باب ولا منبر ولا محراب    الكنيسة تحتفل بعيد دخول العائلة المقدسة أرض مصر    للحصول على معاش المتوفي.. المفتي: عدم توثيق الأرملة لزواجها الجديد أكل للأموال بالباطل    القاهرة الإخبارية: قوات الاحتلال تقتحم عددا من المدن في الضفة الغربية    «القاهرة الإخبارية»: أصابع الاتهام تشير إلى عرقلة نتنياهو صفقة تبادل المحتجزين    «ديك أو بط أو أرانب».. أحد علماء الأزهر: الأضحية من بهمية الأنعام ولا يمكن أن تكون طيور    الداخلية توجه قافلة مساعدات إنسانية وطبية للأكثر احتياجًا بسوهاج    ارتفاع الطلب على السفر الجوي بنسبة 11% في أبريل    «صحة الشرقية»: رفع درجة الاستعداد القصوى لاستقبال عيد الأضحى    وزير الصحة يستقبل السفير الكوبي لتعزيز سبل التعاون بين البلدين في المجال الصحي    مفتي الجمهورية ينعى والدة وزيرة الثقافة    الأونروا: منع تنفيذ برامج الوكالة الإغاثية يعنى الحكم بالإعدام على الفلسطينيين    الماء والبطاطا.. أبرز الأطعمة التي تساعد على صحة وتقوية النظر    «الهجرة» تعلن توفير صكوك الأضاحي للجاليات المصرية في الخارج    رئيس الوزراء الهنغاري: أوروبا دخلت مرحلة التحضير للحرب مع روسيا    «حق الله في المال» موضوع خطبة الجمعة اليوم    بمناسبة عيد الأضحى.. رئيس جامعة المنوفية يعلن صرف مكافأة 1500 جنيه للعاملين    السيسي من الصين: حريصون على توطين الصناعات والتكنولوجيا وتوفير فرص عمل جديدة    الحوثيون: مقتل 14 في ضربات أمريكية بريطانية على اليمن    أسعار الفراخ اليوم 31 مايو "تاريخية".. وارتفاع قياسي للبانيه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عمرو عمار الباحث السياسي والاستراتيجي ل «الوفد»:
30 يونية عطلت المشروع الأمريكي.. وداعش بداية الفتنة في المنطقة
نشر في الوفد يوم 23 - 07 - 2014

اختلف المفهوم التقليدي للحروب العسكرية إلي حروب اقتصادية ثم فكرية لتغير هوية الشعوب في سبيل الوصول إلي الاحتلال المدني الذي تختلف فيه الأسلحة المستخدمة لزعزعة الاستقرار ثم الفوضي المنظمة بإفشال الدولة باستخدام شعارات رنانة كالحرية وحقوق الإنسان مع الدول التي تعاني الديمقراطية وكبت للحريات.
ويؤكد «عمرو عمار» الخبير السياسي والاستراتيجي في حواره مع «الوفد» أن منظمات المجتمع المدني وراء الفتن الطائفية والتخريب في سيناء والنوبة وتحاول بشكل مستمر إشعال الوضع في «مرسي مطروح» وأوضح أن د. محمد البرادعي هو الأب الروحي للفوضي الخلاقة بالاستعانة بمجموعة 6 إبريل والثوريين الاشتراكيين وحركة «شايفنكو» التي يراها جميعا صناعة أمريكية، ووصف جماعة الإخوان بأداة أمريكا لمخطط الشرق الأوسط بمحاولتها تقسيم المقسم وتجزئ المجزأ ليحكمه التنظيم الدولي للإخوان المسلمين تحت اسم العالم الإسلامي، وإلي الحوار:
ما السبب الحقيقي وراء الوعي في فكر الشعب المصري تجاه ما حدث في مصر بعد 25 يناير؟
- الشعب المصري مثل الشعوب العربية لا يقرأ ولا يتعلم من التاريخ لانه انشغل في البحث عن لقمة العيش لسنوات طويلة، وكان الاهتمام بكرة القدم وسيلة الترفيه الوحيدة، ولهذا أصبحنا نفتقد إلي التثقيف والبحث عن المعلومات، وجاءت فكرة نشر الإدراك والوعي لدي الموطن المصري ليبحث عن المعلومة بنفسه وأصبح يدرك أنه لا مجال للشعوب بين الأمم التي تجهل ما يحاك لها والوثائق التي قدمتها للشعب بها معلومات خطيرة، ومخططات رهيبة تجاه الوطن، وقدمت كتابي «الاحتلال المدني» وأعتقد أن الكلام أتي ثماره وبدأ الشعب يبحث عن المعلومة، واستطاع أن يلتقط بسهولة ما يحاك له من مؤامرات.
كيف تم اختراق الأمن القومي قبل وأثناء 25 يناير؟
- تم اختراق الأمن القومي قبل يناير ب (10) سنوات من خلال اختراق الثقافة المصرية مع إحدي الشركات التي قامت بشراء أفلامنا القديمة التي تنشر القيم والمبادئ والأخلاقيات والضمير الوطني، مثل أفلام «إسماعيل ياسين في الجيش والبحرية، والطيران وباعتها الشركة في 2010 إلي الملياردير اليهودي «موردخاي» وأصبح التراث الثقافي والفني للشعب المصري في يد «موردخاي» كما ذكرت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية في عدد يونية 2010، ثم استبدلنا هذه الثقافة بثقافة التحرش والمولوتوف في أفلام «خالد يوسف» وهذا اختراق للأمن المصري الذي غير من ضمير ووجدان الأجيال الناشئة لأنها أفلام عدائية تدمر الوطن، وظهرت موجة عداء ضد الشرطة والجيش والوطن.
ولماذا تتهم خالد يوسف بمفرده لأن الأفلام التي تربي العداء داخل وجدان الشباب خلال العشر سنوات قبل 2011 سنجدها من إخراج «خالد يوسف» قد يتغير الكاتب والمنتج لكن المخرج لا يتغير وأقف كثيراً أمامه ومقولته بعد 25 يناير «ما تقوليش مصر أعطتنا إيه» لأ قول مصر ماذا أعطيتنا!! مصر أعطتنا يا أستاذ «خالد» الأمن والأمان وكوب الماء وكوز الذرة علي النيل والدعم من خلال الكهرباء والتعليم والمواصلات.. إلخ وهذا عليه علامة استفهام كبري عندما يسمعه الشباب الصغير من إنسان يعتبر من النخبة، لأنه يوجه الشاب لكره هذا الوطن عكس القيم التي تربي الجيل الأكبر عليها، وهذه كانت من أخطر الحروب التي واجهناها قبل 25 يناير.
الإعلام والثقافة
وماذا عن الإعلام ودوره في اختراق الأمن القومي؟
- تم هذا في 2005 مع تغيير رؤساء مجالس إدارات الصحف القومية التي كان بعضها موالياً لأمريكا و«كولن باول» طالب بخصخصة الصحف القومية ورصد «25» مليون دولار لهذه الخصخصة، ولكن «مبارك» رفض هذا المطلب.. ومن هنا ظهرت الصحف المستقلة وبعضها كان ممولاً من أمريكا وعملت طبقاً للأجندة «الصهيوأمريكية» وإن كان الظاهر إنها صحف مستقلة تدعو إلي حرية الرأي والتعبير مع أنه كان اختراقاً للأمن القومي المصري.
هل توجد جهات داخلية ساعدت علي هذا الاختراق غير الإعلام والثقافة؟
- يوجد بعض رجال الأعمال في نظام «مبارك» وهؤلاء كانوا رجال أعمال أمريكا ورئيس الوزراء الأسبق المحبوس علي ذمة قضايا فساد و«عاطف عبيد» أعطاهم الأراضي بالمجان في 2020 بقانون تشجيع الاستثمار ومنحهم إعفاء ضريبياً لمدة «10» سنوات ينتهي في 2011 وجزء منهم مولوا ثورة 25 يناير للإنقلاب علي «مبارك» كل هذه ملفات اختراق الأمن القومي وشكلت أرضا خصبة للوصول إلي 25 يناير بعد أن أصبحت الدولة مترهلة مما ساعد لانهيار كافة مؤسسات الدولة وهي الأعمدة الرئيسية التي تقوم عليها الدولة وهي الجيش والقضاء والشرطة.
كيف تم إسقاط الشرطة في 28 يناير 2011؟
- الدعوة إلي 25 يناير كانت في ظاهرها إسقاط «حبيب العادلي» وزير الداخلية يمكن كل شيء كان مخططاً حسب الأجندة الأمريكية والمنظمات الحقوقية والنشطاء الذين يطلق عليهم «المارينز» الأمريكي علي الأراضي المصرية وهي قيادات الحركات الاحتجاجية داخل الشارع المصري التي تم تأسيسها داخل دكاكين «الدعارة» الأمريكية مثل حركة 6 إبريل وحركة الاشتراكية الثوريين مع حركة «شايفنكو» والحركات التي ظهرت منذ 2008 صناعة أمريكية وليست حركات وطنية، وكانت الخطة بمجرد أن يتم الاستجابة لمطلب يتم رفع سقف المطالب، ويوجد تصريح غاية في الخطورة ل «أسماء عبدالفتاح» قبل بيان التنحي ب (5) أيام مع «خيري رمضان» قالت: «أوعي تفتكر يا خيري إن سقفنا رجل «مبارك»، لا لأن سقفنا مفتوح» والسقف المفتوح كان هدم أركان الدولة، طبقاً لقائدهم «جين شارب» الذي تحدث عن كيفية إسقاط الدولة قائلاً: حينما تسقط مؤسسات الدولة يسقط النظام لا محالة، إذا هم تدربوا علي إسقاط الدولة المصرية، ولهذا كان عليهم بعد رحيل «مبارك» إسقاط جهاز الشرطة التي تم تكسير عظامها في جمعة الغضب 28 يناير.
ماذا عن تداعيات تفكيك جهاز أمن الدولة والهدف منه؟
- تم اقتحام مقرات أمن الدولة بواسطة مجموعتين: الأولي تنظيم الإخوان والثانية 6 إبريل والاشتراكيين الثوريين مدعمين بمنظمات حقوقية في الخفاء والهدف الاستيلاء علي الملفات التي تدينهم وتثبت عمالتهم وخيانتهم لجهات أجنبية، والإخوان كان هدفهم الاستراتيجي إسقاط الأمن القومي للدولة وهذا ظهرت تداعياته بعد 30 يونية عندما بدأوا ينفذون عملياتهم الإرهابية ولم تواجههم الدولة بقوة لان المعلومات كانت غائبة.
وماذا عن دور د. محمد البرادعي في 25 يناير؟
- عند ظهور «البرداعي» في فبراير 2010 بالاستقبال التاريخي المزيف في مطار القاهرة، كان استقباله محضراً له من قبل د. «حسن نافعة» ومن بعض الحركات في الشارع السياسي لإيهام الشارع المصري أن د. «البرادعي» يستقبل شعبياً وهذا ما كشفه «نافعة» عندما تمت إقالته من الجمعية الوطنية للتغيير أنه كان منسق ومنظم استقباله في المطار.. إذن منذ لحظة وصوله كان يوجد حالة من الغش والخداع للشعب المصري، والبرادعي هو الأب الروحي للفوضي المنظمة.
كيف؟
- لان خطورة «البرداعي» هي خلق جيل جديد يعتنق ما يسمي بفكر «البرادعي» أي حرية المواطن دون أن تكون له مرجعية دينية وهذا ما لا يتوافق مع طبيعة الشعب المصري المتدين، وفي 2010 دعا إلي فتح محافل للبهائية والماسونية في مصر، وتحدث عن حرية العقيدة والاعتناق، وللأسف يوجد شباب كثير اعتنق هذا الفكر ونجد من يقول انه ملحد أو انه لا ديني.
وماذا عن تطاوله علي الجيش المصري؟
- «البرادعي» هو الأب الروحي لتفكيك الجيش المصري لأنه تبني فكرة أن يصبح الجيش المصري لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، وهذا ما قاله في حوار له مع «لبيب السباعي» في جريدة «الأهرام» مارس 2011 وكان هذا مطلباً أمريكياً في 2008 وتم رفضه من خلال «مبارك» والمشير «طنطاوي» وأيضا قال ل«مني الشاذلي» إنه جيش يصنع المكرونة، وهذه كانت دعوة لتفكيك الجيش المصري.
هل حدث تغيير عقب وصول جماعة الإخوان إلي السلطة؟
- كل ما هو سابق كان تمهيداً لوصولهم إلي سدة الحكم واختاروا مصر لتكون مسرح عمليات لتصبح نموذجاً لوصول الإخوان إلي الحكم في الدول التي قامت فيها الثورات في الوطن العربي.
الإخوان وأمريكا
ولماذا الإخوان وما الذي ستقدمه للغرب؟
- لان جماعة الإخوان هي إحدي أدوات أمريكا لتنفيذ مخطط الشرق الأوسط الجديد بفكرة إقامة عالم إسلامي في المنطقة بالكامل وينضم إلي جامعة الدول العربية «تشاد» و«النيجير» و«مالي» ومنظمة القرن الأفريقي من جنوبها ثم ليبيا وسوريا ولبنان والعراق وإيران بالإضافة إلي أفغانستان وباكستان ويتم تقسيم المقسم وتجزئ المجزأ ويسمي بالعالم الإسلامي ويحكمه التنظيم الدولي للإخوان.
أين دور منظمات المجتمع المدني فيما حدث؟
- دور منظمات المجتمع المدني يعرف بحروب الجيل الرابع وهي حرب الأفكار بفكرة تغيير العقول لدي المجتمع الإسلامي وعندما تغير في المفاهيم والأفكار يصبح من السهل تغيير القيم والعادات والتقاليد والمبادئ، ويحدث الخلل في المجتمع المصري ويتم تفكيك النسيج والروابط الاجتماعية لهذا الجسد المصري، وتغيير الأيدولوجية يأتي من خلال دعاة جدد طبقاً للخطة البريطانية (mi6) التي وضعت 2004 وتحدثت عن خطة سرية للسيطرة علي عقول وقلوب الشباب المسلم وتم وضع اسم «عمرو خالد» البالغ من العمر حينها (36) سنة كأحد أهم هؤلاء الدعاة أصحاب الكرفتات الشيك الذين سيقومون بهذه المهمة ومن هنا نتفهم دعوة «عمرو خالد» الذي قال: إنه ذاهب لبناء جسر الحضارة بين الغرب والشرق.
من يدير حرب الأفكار ومن أهم أدواتها؟
- منظمات المجتمع المدني تقوم بهذا الدور بمعني كيفية صناعة الحدث ثم رصده وترويجه خارجياً لتصبح قضية دولية ضد الأمن القومي المصري.
إذن منظمات المجتمع المدني كان لها دور في إصطناع الأزمات؟
- نعم.. لأنها عاثت في الأرض فسادا في الوطن المصري خلال (10) سنوات قبل 25 يناير، وحينما ننظر إلي حيثيات حكم المحكمة في قضية التمويل الأجنبي عام 2013 وما قاله المستشار «مكرم عبدالوهاب»: «ان هذه المنظمات وغيرها من المسميات التي يستترون في ظلها، وقد أفرغوها من محتواها الحقيقي وطبعوا عليها مطامعهم وأغراضهم في اختراق أمن مصر القومي، لتقويض بنيان مؤسسات الدولة، وصولاً لتقسيم المجتمع وتفتيته، وإعادة تشكيل نسيجه الوطني وخريطته الطائفية والسياسية بما يخدم المصالح الأمريكية والإسرائيلية.
وما الدليل علي هذا؟
- بالبحث في كل عمليات الفتنة الطائفية التي حدث في مصر نشتم رائحة المنظمات الحقوقية علي الحدود المصرية وفي سيناء وفي «مرسي مطروح» يعبثون هناك أيضا و«مرسي مطروح» كتلة مشتعلة في القريب القادم، وأيضا يعبثون مع أهالي النوبة.. وكل هذا العبث بدأ منذ عشر سنوات، إذن هم لهم دور في تفكيك وإعادة رسم الخريطة السياسية والطائفية في مصر.
كيف استخدم الغرب الشباب لتحقيق أهدافه؟
- في حرب الأفكار يتم تغيير العقول للفوز بها، عن طريق تكوين شبكة عنقودية من الشباب يتم تغيير مفاهيمهم ويشكلون بؤراً إعلامية واستطاع الغرب تمويل (300) ألف شاب أشعلوا في ميادين وعواصم البلدان ثورات الربيع العربي وهذا باختصار شديد ما فعلته أمريكا قبل 25 يناير.
كيف تم الاستحواذ علي عقول هؤلاء الشباب المتمرد الرافض للاحتواء؟
- تم هذا من خلال منظمات المجتمع المدني عن طريق الثلاثي الغامض.. «سعد الدين إبراهيم» مدير مركز ابن خلدون، و«د. أيمن نور» الإخواني الهوية و«شريف منصور» المدير الإقليمي ل «فريدوم هاوس» في الشمال الأفريقي والشرق الأوسط هؤلاء كانوا مقاولي الإنفار الذين يصدرون هؤلاء الشباب إلي دكاكين الدعارة الأمريكية بالخارج ليتم تدريبهم علي إسقاط مؤسسات الدولة، وإسقاط القوات المسلحة من خلال خصومهم مع الجيش المصري، وكان يتم عمل اختراقات من هذه المنظمات داخل مركز الدعم واتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء من عام 2005 حينما كانوا يستدعون الشباب الذي كان يعمل في هذا المركز بعقود مؤقتة ويقومون بتسفيرهم عن طريق منظمة ألمانية «كونراد» ويخرجون لتدريبهم في «العين السخنة» ويسافرون إلي ألمانيا للحصول علي تدريبات في ورش عمل يقال إنها من أجل تعليمهم كيفية عمل استطلاع الرأي، ولكنهم كانوا يتدربون علي محاولة الانقلاب علي الحكم في مصر لإسقاط الدولة المصرية.
لكن كان هناك احتجاجات مستمرة داخل الشارع المصري لمت توقف؟
- هذه الاحتجاجات نشأت داخل الشارع المصري مع مجموعات أخري سياسية مثل «مجموعة لا للتحرش» «وشايفنكو» كانت تعمل علي صناعة الحدث، والتحرش كان موجوداً في مصر بنسب عادية مثل سائر بلاد العالم ولم يكن ظاهرة، وهذه المجموعات هي التي جعلته ظاهرة في 2008 وكانوا يجلسون في مقاهي وسط البلد يجمعون أطفال الشوارع ويطلقونهم علي المنتقبات للتحرش ثم يلتقطون لهم الصور لتظهر مساء علي الفضائيات في برامج التوك شو ليتم تصديرها للخارج وبعد 25 يناير تحولت هذه الطريقة إلي ظاهرة للتحرش في الشارع المصري ولكن منظمات المجتمع المدني هي التي أطلقت شرارتها.
كيف غابت كل هذه المعلومات عن أجهزة الدولة في عهد مبارك التي عرف عنها المراقبة الدقيقة؟
- لابد أن ندرك أن نظام «مبارك» ترهل آخر (5) سنوات وشاخ ولم يعد هناك ما يقدمه وأن الأجهزة الأمنية أيضا ترهلت نتيجة شعورها بنشوة الانتصار علي الفصائل الإرهابية في التسعينيات وإعادة الانضباط في الشارع المصري فحدث نوع من التشبع لدي الأجهزة الأمنية التي أحكمت قبضتها علي جماعة الإخوان مما جعلهم يستكينون ولم يدركوا وجود شيء جديد اسمه حروب إلكترونية «الجيل الرابع» لأنهم أصحاب عقول قديمة لمواجهة مثل هذه المخططات علي الأرض الخصبة التي عرفت أمريكا كيف تضع قبضتها عليها.
ماذا كان يحدث في سيناء؟
- عند الكلام عن سيناء لابد أن نتحدث عن الدولة الإسلامية ونقف كثيراً أمام ما يحدث في العراق والشام وتنظيم «داعش» بقيادة «أبوبكر البغدادي» ولماذا الشام ولم يقولوا الدولة الإسلامية في سوريا لان الشام طبقاً للتاريخ هي الدولة «الآشورية» التي تبدأ من الساحل الشرقي للبحر المتوسط من فوق مصر ثم لبنان وفلسطين وسوريا ثم جنوب شرق الأناضول في تركيا وجبال «الدروز» حتي سيناء في مصر، وهذا التنظيم يريد «سيناء» فعندما سقطت جماعة الإخوان في 30 يونية تحركت الجماعات الإرهابية لمحاربة الجيش المصري في سيناء وهذا كان مخططا له منذ لحظة وصول «مرسي» إلي الحكم لأن من قاتل الجيش المصري في سيناء هم القيادات التي كانت في السجون المصرية أو أفرج عنها «مرسي» بالعفو الرئاسي لحظة توليه الحكم وقام بتوطينهم سيناء وعلي مدار سنة في حكم الإخوان كان يتم التجهيز للاستيلاء علي سيناء من خلال المقاتلين الذين تم تهريبهم من سوريا وليبيا وألمانيا وكانوا تحت بصر وسمع «محمد مرسي».
وماذا عن قضية تخابر مرسي مع حزب الله؟
- صدرت دراسة في إبريل 2014 عن معهد واشنطن للشرق الأدني بعنوان «رجال حزب الله في مصر» علي خلفية قضية تخابر «مرسي» مع حزب الله وفتحهم السجون المصرية، وذكرت الدراسة «أن رجال حزب الله في مصر تعاونوا مع الإخوان وإن محمد يوسف منصور» القيادي والمسئول في حزب الله وصل إلي مصر بجواز سفر لبناني مزور باسم «هاني شهاب» لتكوين شبكة في مصر تتبع حزب الله في فبراير 2008.
وبعد اغتيال «عماد مغنية» تبلورت الشبكة في مصر واتسعت ورصدت أهدافاً ليتم ضربها في العمق المصري خصوصاً قناة السويس، وأيضا أهداف إسرائيلية والمخابرات المصرية ضبطتهم وكانوا يهربون السلاح من السودان إلي غزة، والمقاتلين من غزة إلي السودان بالتنسيق مع جماعة الإخوان، وذكرت الدراسة أن 90٪ من الذين تم تجنيدهم كانوا من السلفيين، وبعد 25 يناير تم فتح السجون عن طريق مجموعة بدوية تتبع حزب الله في السودان لتهريب «هاني شهاب» إذاً الوضع في سيناء كان يتم التخطيط له منذ لحظة وصول «مرسي» إلي الحكم وليس بعد 30 يونية.
هل أنهت 30 يونية المشروع الغربي؟
- لا.. وعلينا أن نحذر أن 30 يونية أجهضت المشروع الأمريكي في الشرق الأوسط، هي عطلته في المنطقة العربية، لكن بوصول «عبدالفتاح السيسي» إلي السلطة في مصر تم إجهاض تقسيم مصر ولم يتم إجهاض تقسيم المنطقة بالكامل.
كيف؟
- الآن يوجد بوادر إشعال حرب في المنطقة بين السنة والشيعة وقد طلب من «مبارك» في زيارته إلي أمريكا في 2009 الانضمام إلي المظلة النووية التي تضم دول الخليج ومصر وتركيا والمغرب وإسرائيل، في مواجهة إيران وسوريا وحزب الله ومن هنا رفض «مبارك» هذا المطلب لانه عرف أن الهدف منه إنشاء حرب مذهبية بين السنة والشيعة وهذا المطلب تم طرحه وتنفذه علي الأراضي السورية، وأصبحت الحرب في سوريا هي حرب بالوكالة بين إيران والسعودية منذ (3) سنوات، ووصول «مرسي» للحكم عمل علي الدفع بمصر في هذه الحرب وكاد «مرسي» ينجح عندما دعا إلي فتح باب الجهاد إلي سوريا في مؤتمر «ستاد القاهرة» وكان قبلها بيوم أعلن مجلس العلماء التابع له أن في سوريا حرب بين الشيعة والسنة وعلينا فتح باب الجهاد.
كيف تنظر إلي الأوضاع في سوريا بعد نجاح بشار الأسد في الانتخابات الرئاسية؟
- بعد نجاحه في الانتخابات انتقلت الحرب بالوكالة من الأراضي السورية إلي الأراضي العراقية التي سيتم تقسيمها إلي دولة سنة ودولة شيعة العرب ودولة الأكراد طبقاً لمخطط تقسيم الشرق الأوسط، لأن بعد احتلال «داعش» محافظة «الأنبار» طالب «المالكي» بالتدخل الأمريكي، ولكن المدهش خروج «جون كيري» حيث قال: «حربكم ضد تنظيم القاعدة شأن داخلي ولن نتدخل، ولن ندعم «المالكي» ضد تنظيم داعش سوي بكميات من الأسلحة الخفيفة، ولكن هذا كان ضد الأسلحة الثقيلة التي تستخدمها «داعش» في محافظة «الأنبار» وهذا أدي إلي دخول «داعش» إلي «الموصل» لكن الحقيقة أن القبائل والميليشيات السنية انتفضت ضد «المالكي» الشيعي الذي كان يطلق الرصاص علي مظاهرات السنة ويطلق عليهم مجموعات عصائب أنصار الحق، وأفراد حزب الله ومن هنا «المالكي» رسخ الحرب بين السنة والشيعة علي مشارف رمضان وستبدأ في الاشتعال وتؤدي إلي تقسيم العراق.
وماذا عن الشأن المصري في ظل الشرق الأوسط الجديد؟
- علي الدولة المصرية الآن إعادة ترتيب البيت من الداخل ثم ترتيب أوراقها في الخارج ولتبدأ مع السودان ثم أثيوبيا والتمدد نحو شمال إفريقيا ثم التمدد أوروبيا مع اليونان وإيطاليا، ولو استطاعت مصر ترتيب الأوضاع بهذا الشكل ربما تعود الإمبراطورية المصرية وليست الجمهورية المصرية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.