سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«السيسي» بحث مع «كيري» وقف نزيف الدماء في غزة شروط فلسطينية - إسرائيلية جديدة لقبول المبادرة المصرية
حماس تشترط فتح معبر رفح وتمكينها من المساعدات القطرية وإطلاق سراح المعتقلين
واصلت مصر أمس جهودها الدبلوماسية المكثفة للوصول إلي وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، بينما يبدي الطرفان الفلسطيني والاسرائيلي تشدداً في وضع الشروط لقبول التهدئة وفقاً للمبادرة المصرية، بهدف تحقيق أكبر قدر من المكاسب السياسية، وعقد الرئيس عبدالفتاح السيسي مباحثات أمس مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، أعقبها مؤتمر صحفي للوزير الأمريكي ونظيره المصري سامح شكري، ألقيا خلاله بيانين حول تطور المباحثات الخاصة بالوضع في غزة، دون أن يفسحا أي مجال لطرح أسئلة من الصحفيين بمقر القصر الجمهوري «الاتحادية». كشف دينيس روس، المفاوض الأمريكي السابق، شروط إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية حماس من أجل الوصول إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة. أكد روس، في تصريحات لصحيفة «النيويورك تايمز» الأمريكية أمس الثلاثاء، أن حركة حماس ستستمر في القتال والصمود على الأرض لتحقيق بعض الأهداف قبل ان تعلن قبول الهدنة مع إسرائيل. وأشار روس إلى أن أهم الأهداف التي تسعى حماس لتحقيقها هي فتح معبر رفح الحدودي مع مصر، وتمكينها من الحصول على المساعدات المالية من دولة قطر، وإطلاق سراح عدد من المعتقلين الذين ألقت إسرائيل القبض عليهم مؤخراً، على خلفية مقتل 3 مستوطنين إسرائيليين في أعقاب اختطافهم. وعلى الجانب الإسرائيلي، فإن روس أكد على أن الحكومة الإسرائيلية لن تتوقف عن العمليات العسكرية في غزة في الوقت الحالي. وقال إن تراجع تل أبيب عن الهجمات التي تشنّها على القطاع سيكون مشروطاً بنجاحها في تدمير أكبر عدد ممكن من الأنفاق في القطاع، والضغط على وزير الخارجية الأمريكي جون كيري من أجل العمل على تفكيك شبكة صواريخ المقاومة. وأشار روس إلى أن إسرائيل لن تمانع على الأرجح في حصول حماس على مساعدات مالية قطرية، بينما ستعارض بشدة ما تطلبه حماس فيما يتعلق بإطلاق سراح معتقليها. ونقلت النيويورك تايمز عن مسئولين أمريكيين قولهم إنه من المتوقع أن يتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غضون الأيام القليلة المقبلة، إلا أنهم اعترفوا أيضاً بأن المهمة أكثر صعوبة من سابقتها عام 2012، عندما تفاوضت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون مع الأطراف المعنية، ومن بينهم الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، من أجل الوصول إلى هدنة بين إسرائيل وحماس. وأشارت الصحيفة إلى تغير الأوضاع على الارض مقارنة بهدنة 2012، حيث تم عزل مرسي، وأصبحت العلاقات بين اللاعبين الإقليميين الثلاثة مصر وقطر وتركيا في حالة توتر شديدة، حيث توجد خلافات عميقة بين مصر وحماس، في الوقت الذي تدعم فيه الدوحة وأنقرة الحركة التي تُقيم قياداتها في الدولة الخليجية وعلى رأسهم خالد مشعل. ورحب سامح شكري خلال المؤتمر الصحفي بزيارة كيري وأكد انها تأتي في توقيت دقيق في مرحلة تهدف الي التوصل لوقف اطلاق النار في اطار المبادرة المصرية التي تهدف الي فرض التهدئة في غزة ومن خلال كافة الاطراف المعنية بالازمة. كما رحب وزير الخارجية بجهود كيري والولاياتالمتحدة لدعم المبادرة المصرية، مؤكدا انه تم التوافق علي الدعوة لوقف اطلاق النار وحماية المدنيين والعمل علي دعم المبادرة المصرية والتوصل الي توافق حولها خاصة انها حظيت بدعم معظم القوي علي الساحة الدولية والاقليمية، والتي تتضمن من العناصر ما يوفر احتياجات كافة الاطراف. واضاف شكري: «بحث الطرفان ايضا سبل وقف اطلاق النار لرفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني والسماح بجهود الاغاثة»، مرحبا بدعم امريكا لجهود الإغاثة بنحو 47 مليون دولار. وقال: «وتطرقت المباحثات ايضا الي عدد من القضايا المحلية والاقليمة والدولة ذات الاهتمام المشترك». وتابع: «نرحب بالتنديد الامريكي بحادث الوادي الجديد وكذلك التأكيد علي ضرورة التعاون في محاربة الارهاب الذي اصبح ينتشر بشكل كبير في المنطقة». ونقل كيري تعازي الولاياتالمتحدة الحارة للشعب المصري في ضحايا حادث الوادي الجديد الارهابي. وقال: «اشكر الشعب المصري لخياراته نحو الديمقراطية وخياراته الشاقة في الفترة الاخيرة». واضاف انه كان علي اتصال بالرئيس الفلسطيني محمود عباس ابو مازن وبنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي من اجل التوصل لحل للازمة الحالية في غزة. وقال: «من الواضح ان هناك اطارا لانهاء العنف وهو المبادرة المصرية التي تم طرحها في هذا الشان». وتابع: «لمدة اسبوعين ونحن نري ان حماس تطلق الصواريخ وتستخدم شبكة الانفاق لخطف وقتل الاسرائيليين.. ولمدة اسبوعين رأينا اسرائيل وهي تدافع عن نفسها ونحن نؤيد حقها في ذلك»، مؤكدا ان المدنيين الابرياء يدفعون الثمن. وقال: «لذا نحن نعمل مع المجتمع الدولي لاننا رأينا الكثير من سفك الدماء بما في ذلك مواطنون امريكيون»، مؤكدا ان الازمة في غزة تنمو وتسوء يوما بعد يوم. واستطرد بالقول «امريكا التزمت بتقديم 47 مليون دولار كمساعات انسانية ونحن نري ان المجتمع الدولي يجب ان يقوم بما هو اكثر من ذلك». وقال: «نحن نفهم اهمية اعادة اعمار غزة ونحن مستعدون لمناقشة القضايا المعقدة التي ادت الي هذه الازمة بمجرد وقف اطلاق النار». واضاف: «أن خسارة الارواح امر يكسر القلوب ونحن نطالب شركاءنا بالدعوة الي وقف فوري لاطلاق النار والعودة الي تهدئة 2012». واضاف: «التوصل الي وقف إطلاق النار وحده ليس كافيا ولك يجب معالجة كافة القضايا التي ادت الي ذلك». وتابع : «امام حماس خيار لكي تقوم به من اجل شعب غزة وهو الاستجابة للمبادرة المصرية ثم الجلوس علي طاولة الحوار مع الفصائل الاخري واسرائيل». وقال: «ابو مازن جاء الي هنا لكي يشجع الشعب الفلسطيني علي التوصل الي اتفاق حول هذه القضية». واضاف موجها حديثه للصحفيين: «اردنا اليوم اطلاعكم علي آخر المستجدات حيث عقدنا اجتماعات بناءة وسوف نستمر في ذلك حتي معالجة كافة القضايا وراء هذا النزاع». وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد أجري بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة امس محاثات هامة مع جون كيري وزير الخارجية الأمريكي حول الاوضاع المتدهورة والعدوان الاسرائيلي المتواصل علي قطاع غزة. تناول اللقاء سبل تفعيل المبادرة المصرية لفرض التهدئة في غزة ووقف اطلاق النار وحقن دماء الفلسطينيين من المدنيين الابرياء. وردا علي ما نشرته وكالة رويترز من قيام أمن الرئاسة بتفتيش جون كيري والوفد المرافق له، أكد مصدر مطلع بالرئاسة ان هذا الاجراء يعد اجراء امنيا عاديا ويتم بشكل روتيني لكافة زائري قصر الرئاسة وليس له اي دلالة سياسية. وكانت وكالة «رويترز» للأنباء قد أعلنت قيام ضباط مصريين بتفتيش «كبري» وكبار معاونيه مستخدمين جهازاً محمولاً للكشف عن المعادن لدي وصولهم للقاء الرئيس السيسي.