فجأة ودون مقدمات ولا إشارات تمت سرقتي عيني عينك، وبمنتهي البجاحة ومع سبق الإصرار والترصد، والسرقة التي أعنيها وأعاني منها ليست أموالا ولا كنوزا، ولا ذهبا ولا مجوهرات، لأني لست من أصحاب الثروات الكبيرة ولا الجنيهات الوفيرة. بل السرقة مهنية داخل العائلة الصحفية، وبطلها كاتب كبير وإعلامي ما لوش نظير، لا في الشكل ولا في الدم أو القبول.. ولم يسرق سؤالين من أسئلة حواراتي لأني كنت سأسامح، فالأسئلة كتيير، وعلي قد ما يقدر يحمل يشيل!! لكنه مد قلمه في مقالاتي ومصمصها وشفاها، وبمنتهي السلاسة سطا علي فقراتي الصحفية وبعبلها نشرها، ونام وأنتخ متوهماً أنه فاز وأنتج بسرقة الأفكار من الكتاب الصغار، ونفخ بطنه ع الآخر، معتقداً أن عملته هتعدي وتفوت لأنه مسنود، واللي يقرب منه هيتفعص ويموت، ولم يتعب نفسه ويقدح زناد فكره أو يعصر تجارب عمره، ليطرح بنات أفكاره إلا طمعاً في لطش الكلمتين اللي حيلتي. وعندما اكتشفت هذه الفضيحة والعملة «الأبيحة»، لم أصدق عيني، ولم تستطع أن تحملني قدماي، وكاد قلبي يتوقف عن الخفقان من هول الصدمة والمفاجأة، لأن السارق عملاق كبير، ذو تاريخ طويل في الصحافة والإعلام، وبهمة وعزيمة صنع مكانة متينة، وأصبح علامة واضحة وبصمة مميزة في التليفزيون والصحافة باسمه وشكله وهندامه. وبعد هذا كله معقول أن يسطو علي مقالاتي؟! وأنا الناشئ الصغير وفي بلاط صاحبة الجلالة فقير، لا أملك إلا القليل من الحوارات والتحقيقات وبعض المقالات، لكن صاحبنا استكثرها عليّ ولطشها ونشرها دون خجل أو وجل، أو وخزة من ضمير. ومع هذا صعبان علي أجرسه وأجرجره في ساحات المحاكم وتبقي فضيحته بجلاجل وهيبته ستضيع بفعله الشنيع، وسيرته هتكون حديث المدينة وبمفاتيح النميمة واللي ما يشتري يتفرج في مزاد الجرس والفضايح، ولهذا سأكتفي بهذه الكلمات التي أعتبرها زوغدين في جنابه لعله يفوق وعن جرمه يتوب، لأني أراه أخيب من حرامي الغسيل اللي سرق غسيل جيرانه في الصباح وفي المساء لبسه وراح يهنئهم في الأفراح!! وتذكرت أستاذتنا الجليلة وعمتنا العظيمة «سناء البيسي» عندما أحسنت فيما أبدعت وصدقت فيما قالت إن «الكتابة نسب» أي أنها تري أصحاب الأقلام عائلة واحدة، وعليه اعتبر أن السارق أحد أفراد العائلة المارقين الفاسدين وكل عيلة فيها وفيها و«البيسي» لها حظوة كبيرة وتقدير ما بعده تقدير، وأراها لا تكتب بل تنحت في الذهب وتغوص في بحور اللغة، ولا تطل علينا إلا بدرر الكلمات لأنها ملكة متوجة علي عرش الكاتبات، وسلطانة الكلمة الرشيقة وأميرة الجملة البلغية، لزنها ترسم بكتاباتها لوحة بديعة تعبر بها عما تريد أن تقوله، فتعزف سيمفونية من سيمفونيات صاحبة الجلالة بعزف منفرد ل«سناء البيسي» وتعرضت في إحدي سيمفونياتها لوصف نوعية بعض الصحفيين الذين يعزفون نشازا في مهنة الصحافة وليتها زادت وأفاضت ووصفت هؤلاء الصحفيين الغشاشين المدلسين لصوص المهنة، بأنهم لا يستحون ويستحقون الحرق والجرسة والفضيحة. ولو بأيدي كنت أحطم أقلامهم وأقصف عمرها وأجفف حبرها مادامت لا تعرف أنها تحمل رسالة نبيلة وهدفا شريفا، وأن ما تطرشه علي صفحات الجرائد والمجلات وتقذفه في وجوه القراء لابد أن يكون زي ضناها يشبه لها مادام ينبع من صلب أفكارها، ومش أفكار بنت سفاح مسروقة وملطوشة ومغشوشة ومنقوشة، وبمنتهي الغباء والبجاحة والحذلقة تتفشخر وتتقعنر وتتفاخر وتتباهي بما لطشته بل ويسرها ويسعدها أن تراه مسود ومهبب أوراق الصحف أو المجلات في أعمدة كالخوازيق نتمني أن يشنقوا عليها، أو ينولوا موتة سليمان الحلبي فوقها.