الطب والهندسة والإعلام ...احلام اوائل الثانوية العامة

اوائل الثانوية العامة :استذكرنا دروسنا على الكشافات والمحافظة لم تبلغنا بتفوقنا

احلامهم تعانق السماء وامنياتهم تعكس قدرا كبيرا من الفكر والالتزام تشعرك لوهلة ان الغد سيكون الافضل بهم .اختلفوا في دراستهم وفي احلامهم لكنهم اتفقوا على رغبتهم في تحقيق نهضة حقيقة في البلاد كلا في مجال دراسته ..هكذا كان حال الثلاثة طلاب الاوائل على شعبتي العلمي علوم ورياضة والادبي في الثانوية العامة بالاسماعيلية.
فبين الطب وهندسة الطيران والاعلام كانت طموحات شهد وشريف ودينا و التي تمكنوا بنجاحهم وتفوقهم من الاقتراب لتحقيقها .بعد عام دراسي طويل عانوا فيه كثيرا وتعرضوا فيه لازمات بسبب الاحداث السياسية وتأخير الدراسة لعدة مرات وازمة الكهرباء مؤكدين انهم استذكروا دروسهم على الكشافات الضوئية طوال عام دراسي بسبب ازمة الكهرباء.ورغم تفوقهم وحصولهم على المراكز الاولى على مستوى المحافظة الا ان المحافظة تجاهلت تكريمهم او حتى ابلاغهم .
وتقول شهد احمد عبدالرحمن الاولى على قسم العلمي علوم على مستوى المحافظة والحاصلة على مجموع 480.5 بمدرسة الاسماعيلية الثانوية بنات "كنت اتمنى الحصول على مركز بين اوائل الجمهورية ولكن قدر الله .ومنذ ظهور نتيجة الثانوية العامة ظللت منتظرة أن أتلقى هاتفًا تليفونيًا يبلغني بأني من الاوائل على مستوى الجمهورية أو حتى من بين الأوائل العشرة، ومع نهاية اليوم وإعلان أسماء الأوائل، حزنت جدًا، وشعرت أن أحلامي انهارت، لكن عندما وجدت أن مجموعي كبير وأسعد أسرتي وكل من حولي، شكرت وحمدت الله، حتى جاءني اتصال من مديرة المدرسة تبلغني أنني الأولى على مستوى المحافظة"، مشيرة إلى أنها شعرت أن الله "جبر بخاطرها"، وأنها حتى وإن لم تحقق حلمها الكبير فقد حققت جزءًا منه.
وقالت "طوال عام دراسي كامل لم اضغط على نفسي وكنت اعيش بشكل طبيعي واخرج واقابل اصدقائي واسرتي ولم اعرض نفسي لاي توتر بسبب الثانوية العامة "وقالت لم التزم واتقيد بساعات يومية لاستذكار دروسي فأنا لدي قناعة ان التركيز في ساعة مذاكرة اهم من 10 ساعات امام الكتاب دون تركيز وتشتت . وعلى عكس الجميع اكدت شهد على دور المدرسة الكبير في نجاحها وتفوقها رغم حصولها على دروس خصوصية "وتابعت"منذ طفولتي واهلي ينادونني بلقب "الدكتورة" وكلما تقدم بي سنوات الدراسة واحقق تفوقا استشعر انني اقتربت من تحقيق حلم الدكتورة .وقالت"سألتحق ان شاء الله بكلية الطب لاحقق حلم حياتي"وتابعت ": "اعتقد ان مصر لن تتقدم الا بتغير الشعب نفسه وسعيه نحو مصلحة بلاده و أن نراعي ضميرنا، فانا مؤنة بالاية القرانية "ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" وهي قاعدة على الجميع ان يعيها ويدركها ، وعلى الرغم من قيامنا بثورات ولكننا لم نتغير، وعمرنا ما هانتقدم إلا لو كل واحد شعر أن مصر جزء منه، .
وانتقد والدها الدكتور أحمد عبد الرحمن أستاذ علم اللغة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية موقف المحافظة ومديرة التربية والتعليم من تجاهل اعلام الاوائل بتفوقهم وتجاهل تكريمهم وتأخر اعلان اسماء الاوائل بالأوائل، وقال " لم يخبرنا أحد من المحافظة أو المديرية بأن شهد من أوائل الثانوية على مستوى المحافظة،ومن ابلغنا هو صحفي بجريدة محلية وهو ما اكدته ادارة المدرسة وتساءل أين المحافظ من هذا الأمر؟ وأين مديرية والتربية والتعليم التي من المفترض أن ترعى أبناءها، إلا أنه لا يتم إبلاغنا ولم نتلق أي اتصال، ولم نعرف سوى من وسائل الإعلام".وقال كيف لدولة تسعى للنهوض تتجاهل المتفوقين والعلم .
وقالت دينا محمد عبده الاولى على القسم الادبي بالاسماعيلية بمدرسة الاسماعيلية الثانوية بنات "اتمنى دخول كلية الاعلام والعمل كمذيعة باحدى الفضائيات لأقدم بنفسي اعلام راقي محايد وموضوعي يقدم الحقائق ويكشف الحقيقة" وتابعت "سعدت بحصولي على المركز الاول على مستوى المحافظة وكنت متوقعة ان اكون من الاوائل .وعندما جاءني الخبر كدت اطير من الفرحة فأنا استشعر انني حققت جزء من احلامي ولازال الطريق امامي لاستكمال باقي فصول الحلم والتحاقي بكلية الاعلام ومن ثم العمل بالمجال الاعلامي ان شاء الله.
وقالت اهدي نجاحي وتفوقي لوالدتي التي كانت تواصل الليل بالنهار وتعمل على راحتي ولوالدي الذي كرس جهده لتوفير احتياجاتي انا وشقيقاتي".وقالت "رغبتي في دخول الاعلام جاءت بعدما ادركت في الفترة الاخيرة دور الاعلام الكبير الذي ظهر في الفترة الاخيرة سواء كان الايجابي او السلبي "وتابعت"العلام لدينا في مصر يعاني من مشكلة الميول تجاه تيار سياسي بعينه ورغم اني من مؤيدي المشير عبد الفتاح السيسي الا انني اجد ان هناك اعلام يؤيد السيسي دون حياديه واعلام يؤيد "مرسي"ايضا دون حيادية .وقالت اتمنى ان يكون الاعلامي محافظا على تقديم الحقيقة ووجهتي النظر والبعد تمام عن الانحياز لطرف دون اخر.فالاعلامي هو ناقل للحقيقة وليس صانع لها .واكدت انها ترى في الاعلامية ريهام سعيد نموذجا جيدا للاعلامي الذي يخدم المجتمع والناس.
وقال شريف محمد فتح الله الاول على قسم العلمي رياضة والحاصل على مجموع 408 من مدرسة المنار للغات "كنت اسعى منذ اول يوم في الدراسة للحفاظ على تفوقي وحصولي على مجموع عالي يؤهلني لاكون من 100 الاوائل على مستوى الجمهورية حتى اتمكن من دخول الكلية التي ارغب بها دون التقيد بالتوزيع الجغرافي .ومن البداية وان عيني على تحقيق هذا الهدف لاتمكن من دخول كلية الهندسة جامعة القاهرة لانها الكلية الوحيدة التي بها تخصص طيران والذي احلم بالالتحاق به كما ان الدراسة بجامعة القاهرة تعد الافضل من باقي الجامعات الاقليمية ويشجعني على ذلك شقيقي الاكبر الذي يعمل معيدا بنفس الكلية قسم "مدني""وتابع " كانت مفاجأة لي حصولي على المركز الاول على مستوى المحافظة وعندما علمت بمجموعي كنت سعيد للغاية لكن ساعدتي تزايدن عندما اخبرتني ادارة المدرسة انني الاول على مستوى المحافظة ".
ويضيف شريف "اخترت دراسة الرياضة لالتحق بالهندسة ولم افكر يوما في دراسة العلوم رغم ان والدي جراح كبير ومعروف بالاسماعيلية ووالدتي ايضا طبيبة "ووتابع "والدي الدكتور محمد فتح الله رئيس الشئون الصحية بمستشفيات هيئة قناة السويس .ووالدتي الدكتورة فاتن قطب مدير المكتب الفني بمديرية الصحة بالاسماعيلية لكنني منذ الصغر عشقت الرياضة وتمنيت دراسة الهندسة مثل شقيقي الاكبر". وعن اسباب تفوقه قال شريف "حصلت على المركز الاول على مستوى المحافظة في الشهادة الاعدادية وطوال سنوات دراستي كنت متفوقا لكن الدراسة لم تشغلني يوما عن ممارسة هوايتي المفضلة كرة القدم او عن اداء الصلاة في وقتها .بالعكس فأنا قضيت هذا العام مثل بقية الاعوام دون توتر وشد عصبي كما يحدث عند الكثيرون ولم اتقيد بساعات يومية في المذاكرة وكنت اتابع مشاهدة التلفزيون والدخول على الانترنت بشكل شبه يومي."وقال "اطالب وزارة التربية والتعليم باعادة النظر في المناهج الدراسية التي يدرسها طلبة المرحلة العربية وخاصة منهج اللغة العربية الذي يمتليء بالحشو ولا تحقق الاهداف المرجوة منها فالمناهج الدراسية تعتمد على الحفظ وليس على التعليم "وتابع "ايضا هناك بعض الاخطاء العلمية داخل كتب الوزارة ورغم علم الوزارة بهذه الاخطاء الفادحة الا ان هناك تصميم على الابقاء عليها وتدريسها .
وقال "اتمنى من الله ان يمن على مصر بالامن والامان واطالب المسئولين بحل ازمة الكهرباء التي كانت السبب في استذكار دروسنا هذا العام على الكشافات الضوئية وكم ارهقنا هذا الامر كثيرا".
دينا محمد عبده ..الاولى على القسم الادبي مع اسرتها
شهد احمد عبد الرحمن ..الاولى على العلمي علوم بالاسماعيلية مع والدها وشقيقتها عهد