قالت بلتون فايننشال إن الإصلاحات الاقتصادية التى أعلنها الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤخرًا توجه فى الأساس لهيكلة الاختلالات المالية وتخفيض عجز الموازنة المرتفع. وأضافت بلتون، فى مذكره بحثية، أن الإصلاحات تضمنت كلاً من جانب الإيرادات والمصروفات فى الموازنة من خلال زيادة قاعدة الإيرادات عن طريق الضرائب، وفى نفس الوقت خفض الإنفاق على دعم الطاقة وتوجيه بعض تلك الأموال نحو الإنفاق الاجتماعى والرأسمالى. وأشارت إلى أن تلك الإصلاحات كانت على طاولة المفاوضات منذ وقت طويل، إلا أن العديد من الحكومات لم تتمكن من اتخاذها خوفًا من تلاشى شعبية القائد، والذى قد يؤدى بدوره إلى حالة من السخط الشعبى. وتتوقع "بلتون" أن يكون لتلك الإصلاحات أثر إيجابى على الاقتصاد فى المدى المتوسط والطويل من خلال إعادة هيكلة النموذج الاقتصادى فى مصر ليكون أكثر كفاءة بقيادة السوق، وفى نفس الوقت توجيه الإنفاق الحكومى إلى القطاعات المنتجة وتحسين جودة الخدمات مثل التعليم والرعاية الصحية والبحث العلمى. وقالت "بلتون" إنه على الرغم من الأثر الإيجابى والسريع المتوقع لتلك الإصلاحات من حيث خفض عجز الموازنة، إلا أن بعض الآثار السلبية قد تظهر على المدى القصير مثل تباطؤ مؤقت للنمو الاقتصادى وارتفاع معدلات التضخم، ولحين ظهور بعض الفوائد متوسطة الأجل لتلك الإصلاحات لتعادل التأثيرات السلبية قصيرة الأجل، فمن المتوقع ظهور بعض السخط الشعبى، كما أن دور الحكومة فى تعويض المتضررين من تلك الإصلاحات بصورة مؤقتة يُعد أساسيًا من أجل احتواء السخط الشعبى المحتمل. نرى بالفعل قيام الحكومة بزيادة دورها الرقابى على الأسواق لتجنب الارتفاعات الكبيرة فى الأسواق، وخاصة أسعار الأغذية والمواصلات. وفيما يتعلق بالقطاع الصناعى، ترى "بلتون" أن قاعدة التكاليف الخاصة بمصنعى الأسمنت والحديد سترتفع بعد خفض الدعم، إلا أنها تتوقع قدرة شركات الأسمنت على تمرير تلك الزيادات إلى السوق. وبالنسبة لقطاع البتروكيماويات والأسمدة ترى بلتون أن الأثر سيكون أقل، نظرًا لاستخدام تلك الشركات لمعادلة سعرية، كما ترى أن خفض الدعم سيعمل كمحفز لصناعة الطاقة، ونسلط الضوء على شركة السويدى كمستفيد رئيسى. وفيما يتعلق بشركات التطوير العقارى، ترى "بلتون" أنها ستتمكن من تمرير تكاليف الإنشاءات، وتواصل الاستفادة من ارتفاع التضخم، إلا أن شرائح الدخل المنخفض ستكون الأكثر تأثرًا نتيجة ارتفاع التكاليف؛ إذ أن الوحدات ستكون مرتفعة القيمة لتلك الشرائح، وإن تم بيعها بسعر التكلفة، إلا فى حالة قامت الحكومة بدعمها. كما ترى أن ارتفاع ضريبة مبيعات السجائر وأسعارها سيكون له أثر إيجابى على المصنع الوحيد فى مصر، وهى الشركة الشرقية للدخان نظرًا لقيام الشركة بمراجعة أسعار السجائر، وقامت بزيادة حصتها من إيرادات العبوة.