عندما يجتمع الفقر والمرض تكون الكارثة، 24 ألف نسمة يعيشون تحت خط الفقر، تتجاهلهم مؤسسات الدولة وتتغاضى عن الاهتمام بهم وحل مشكلاهم، وتركتهم فريسة للوباء والأمراض. يستيقظ أهالى قرى محافظة المنيا على انفجار عيون المياه الجوفية التى تحولت الى كابوس يؤرق عدداً كبيراً من الأسر، وتحولت منازلهم الى برك ومستنقعات وانتشرت الاوبئة المتوطنة والامراض السرطانية بين المواطنين، والأمر لم يتوقف عن ذلك الحد فنتيجة عدم توصيل الصرف الصحى، انهارت بعض من منازل المواطنين والبعض الاخر تحول الى منازل هشة تنتظر الانهيار على رؤوس أهلها وتصبح أنقاضاً بين لحظة وأخرى. ولن يتغير حال أهالى قرية منشأة المغالقة عن القرى البائسة الاخرى فهى إحدى قرى مركز ملوى جنوب محافظة المنيا، والتى يبلغ تعداد سكانها 24 ألف نسمة، والمصنفة ضمن القرى الأكثر فقرا بالمنيا، وبرغم إدراج القرية منذ سنوات عديدة ضمن خطة الدولة لتوصيل مرفق الصرف الصحى، ولكن رياح الإهمال، حالت دون توصيل الصرف والذى كان سببا فى أن تضرب منازلها المياه الجوفية، وتهدد سكان القرية بالهلاك، ويعانى أهلها منذ عدة سنوات من ارتفاع منسوب المياه الجوفية، دون أن يجدوا حلاً لها، ولم تفلح الاستعانة بعربات شفط المياه «الكسح»، والتى لا فائدة لها سوى اكتساح أموال الغلابة والفقراء ومحدودى الدخل من أهالى القرية، هذا بالإضافة الى ما يسببه طفح الخزانات من نشر الأوبئة والأمراض. عدم وجود الصرف الصحى تسبب فى تلوث مياه الشرب، والترع والمصارف والمياه الجوفية المحيطة بالأهالى. يقول ناصر عبدالبديع - أحد ابناء القرية - إن المغالقة مدمرة بسبب المياه الجوفية التى تسكن المنازل وتسببت فى انتشار الأمراض والأوبئة، ومعظم الأهالى لا يمتلكون أجرة عربات الكسح لشفط المياه التى تغرق منازل القرية. وأضافت فايزة محمد - ربة منزل: منازل القرية دمرت وانهارت بسبب المياه الجوفية، واقوم بمسح مياه الصرف من داخل المنزل لأكثر من ساعتين يوميا، لكنها تعود مرة أخرى، ورغم ان كثيراً من منازل القرية قامت بصب طبقة اسمنتية لتسد العيون الجوفية ولكن دون جدوى، ولجأ الكثير من الاهالى الى استئجار عربات شفط المياه «الكسح» التى يتجاوز سعرها 200 جنيه فى اليوم. ويقول أحمد جمال أحد أبناء القرية: تحولت الحياة فى هذه القرى المنكوبة إلى جحيم ودائما ما يتجاهل المسئولون شكوانا وعلى رأسهم المحافظ، فانتشار الحشرات والروائح الكريهة، اصبحت تهدد حياة المواطنين بكثير من الامراض. ويضيف جمال عمر من أهالى القرية: إن تلوث الترع بسبب عدم وجود حل لتصريف القمامة ومياه الصرف الملوثة، فلا يوجد صرف صحى ولا صناديق للقمامة، ولا عمال للنظافة بالشوارع، وهذا يؤدى بأهالى قريتنا للدمار والهلاك. وطالب الاهالى من مسئولى الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحى، بتوفير الاعتمادات المالية للبدء في تنفيذ مشروع الصرف الصحى بالقرية، لتفادى وقوع كارثة بشرية بسبب المياه الجوفية.