صباح الاثنين 30/6/2014 روع المصريون باستشهاد العقيد شرطة أحمد عشماوي وزميله المقدم محمد لطفي وهما من أكفأ ضباط الشرطة المختصين بالتعامل مع القنابل والمفرقعات وانضما الي أطهر وأنبل قافلة من الشهداء.. شهداء الشرطة.. استشهدا مع إصابة العشرات من الأبرياء في حادثة انفجار قنابل زرعت في الجزيرة الوسطي بشارع الأهرام أمام قصر الاتحادية! وهذا تحد واضح شكلا ومضمونا لقد قيل إن كاميرات المراقبة رصدت أفرادا يرتدون زي عمال النظافة هم من قاموا بزرعها!! وبصرف النظر عن الكاميرات التي رصدت عملية الزرع بالموقع والأخري التي لم ترصده بالموقع أيضا، فإن تحديدها يشكل نقطة مهمة ورئيسية في هذا الحدث.. فأي المواقع التي كان يتحتم الرصد من كاميراتها كانت هي الأهم؟! ما حدث يحتاج الي تفسير علمي وفني دقيق.. كيف ولماذا لم تسجل هذه الكاميرات؟! ومن هنا يتجلي السؤال عن اللحظة الفاصلة الأهم عند وقوع التفجير.. هل فُجرت هذه القنابل أم تفجرت؟! هل فُجرت بعد وصول خبراء المفرقعات الي مكان القنابل عند لحظة قبل بدء التعامل معها أم انفجرت أثناء قيامهم بسحبها أو فكها؟! في كلتا الحالتين كارثتان تختلفان شكلا وموضوعا.. وهذا التساؤل يستدعي أخريات منها، هل ما استبقت به جريدة «المصري اليوم» ببيانها الذي أرسلته الي وزارة الداخلية من أنها تلقته بتوقيع أجناد مصر حول نجاحها في زرع قنابل عند الاتحادية واختراقها للأمن كان اجتهادا منها وبمجهوداتها، أم أنها كانت هدفا مقصودا مخادعا من الجماعة بما ألقته لها لاستدراج أفراد مستهدفين من الشرطة بالتحديد؟! حتي إذا ما وصلوا وعند بدء عملية التعامل مع القنابل فجرت في التو واللحظة وتم الفرار من موقع الجريمة.. فجرت فيهم لا انفجرت عليهم! يعني ببساطة كان الهدف كمينا لضباط المفرقعات تحديدا! خاصة أنه لم يفصح عن وجود مؤقت لتحديد ساعة الانفجار.. ها هو السيناريو الأسوأ لما حدث وكأن الشرطة وهذه العصابات عتيدة الإجرام في مسلسل توم وچيري لعبة القط والفأر!! ثم نأتي بعد ذلك الي البعد الآخر عن كيفية التعامل مع هذه القنابل المزروعة والأخري المعلقة غير المزروعة، هل عومل المكان المتواجدة، كأنه ساحة لحقل ألغام ولهذا أسلوب علمي وفني وتقني يعرفه المختصون تماما في إزالته أو تفجيره، وما أعرفه أن بعض ضباط الشرطة يتلقون دورات بهذا الصدد بمعهد المهندسين العسكريين في هذا المجال. عموما لقد غطت الصحافة باقتدار وأفاضت في أنه ما كان أبدا يجب أن يتوجه ضابطا الشرطة الي التعامل مع هذه القنابل بالملابس العادية. ثم نأتي الي حادثة فرار أحد المجرمين الذين فجروا سيارة أمام مستشفي القوات الجوية.. وكان ينبغي أن يعلن فورا في كل وسائل الإعلام خاصة بالتليفزيون أن من يؤوي هذا الشخص أو يتستر عليه سيتعامل وكأنه أحد المجرمين الفاعلين تماما.. كان التشديد الإعلامي حول هذه النقطة بالغ الأهمية وهو ما لم يحدث.. المؤسف ما تعنيه هذه المقدمة من أن الشهيدين كانا صيدا ثمينا لعتاة المجرمين وأنهم ربما - وهو الأرجح من وجهة نظري - كانوا بين من احتشدوا للرؤية وما كلفهم الأمر سوي الضغط علي زر موبايل مخفي بين ملابسهم ثم لاذوا بالفرار المنظم!! السيناريوهات عديدة نرصد منها بعض مؤشرات الخديعة: (1) إطلاق مقولة نجاحهم في اختراق محيط الاتحادية وزرع عبوات نافسة وقنابل بها.. طيرتها في التو جريدة «المصري اليوم» لوزارة الداخلية. فعلا كانت هناك العبوات وفي المكان المحدد ولكنها كانت شراكا تكتيكيا لما هو مخفي فيما بين خطوات التنفيذ. (2) اعطاء الانطباع بأن حدوث الانفجار سيكون عشوائيا لمن يتصادف وجوده لحظة التفجير بمعني جهاز توقيت تتضمنه القنبلة المزروعة بينما المقصود تحديدا هم من الشرطة ومن المسئولين عن إزالة وتفجير هذه المفرقعات لنمطية الأداء السابق منها! (3) إعطاء الانطباع لرجال شرطة المفرقعات أنفسهم بأن المجرمين بعد إتمام عملية الزرع ونجاحهم فيها لن يكونوا علي مسرح الجريمة استعدادا للتفجير، وإلا ما كانوا أبدا أقدموا علي التوجه الي مكان القنابل قبل التأكد من خلو مسرح الجريمة من المجرمين أنفسهم.. كان ينبغي حصار كل المتواجدين أو مراقبتهم جيدا ورصد كل الاتجاهات في مسارات التفعيل المؤثرة وفي أي اتجاه يمكن أن يختفي خلفه أو وراءه من منازل أو شرفات أو محال هؤلاء المجرمين العتاة!