رغم التهديدات التي شهدتها الفترة الأخيرة حول استهداف قصر الاتحادية، ورغم المخاوف من أعمال عنف في الذكرى الأولى لمظاهرات 30 يونيو التي أطاحت بالرئيس الأسبق محمد مرسي، إلا أن ذلك لم يمنع من اختراق الحصون الأمنية حول الاتحادية، وزرع عبوات ناسفة، أسفرت عن مقتل ضابطين بإدارة المفرقعات بالقاهرة، وإصابة أخرين. يتعامل خبراء المفرقعات بحرص مع البلاغات، ويأخذون احتياطاتهم، من ملابس واقية، وطوقًا أمنيًا يزيد عن 30 مترًا، وغيرها.. إلا أن كل هذا اختفى اليوم، وظهر رجال المفرقعات بملابس مدنية أو ''ميري''، ووقف أخرون بمقربة منهم، فكانوا عُرضة لخطر تلك الانفجارات. الانفجار الأول في الساعة (9:45) صباحًا، كان الموعد مع الانفجار الأول، حينما عُثر على عبوتين ناسفتين في صناديق قمامة بالقرب من الجزيرة الوسطى لشارع الأهرام المجاور لقصر الاتحادية الرئاسي، وحاول خبراء المفرقعات إبطال مفعولها، إلا أنها انفجرت فيهم، وأسفرت عن ''استشهاد'' العقيد أحمد أمين عشماوي، وإصابة النقيب أحمد عبد الوهاب، وأميني الشرطة أحمد عوض الله محمد و أشرف صبري محمد السيد، والرقيب جمعة حسين '' كسور في القدمين وشظايا بالجسم'' وجميعهم من إدارة المفرقعات. الانفجار الثاني هرعت سيارات الاسعاف وقوات الحماية المدنية إلى المنطقة، ونُقل القتيل والمصابين إلى مستشفى الشرطة، بينما عكف زملائهم على تمشيط المنطقة، خشية وجود قنابل أخرى، وهو ما حدث خلال ساعة، حيث عثروا على عبوة ناسفة أخرى، وحاول المقدم محمد لطفي، الضابط بإدارة المفرقعات، إبطال مفعولها، وظهر ''لطفي'' في حالة تركيز عالية وهو يؤدي المهمة، وبعد دقائق، وصل إليه اللواء علاء عبد الظاهر، رئيس قسم المفرقعات بالقاهرة، وبعد ثوان معدودة من وصول اللواء ''عبد الظاهر'' انفجرت القنبلة فيهما، فأسفرت عن ''استشهاد'' المقدم لطفي، وإصابة رئيس قسم المفرقعات. الانفجار الثالث وبعد ما يقرب من ساعتين، كان العثور على عبوتين ناسفتين، وانفجرت إحداهما، بينما تم إبطال مفعول الأخرى، دون وقوع أي إصابات. كاميرات المراقبة ولعبت كاميرات المراقبة دورًا مهمًا في رصد الجُناة، حيث أظهرت 4 أشخاص بعد صلاة الفجر، حتى السادسة صباحًا، يزرعون العبوات الناسفة، إلا أن أجهزة الأمن لم تُعلن عن تحديد هويتهم حتى الآن (وقت كتابة هذه الكلمات) لكنها وجهت حملات مكبرة ضد من وصفتهم ب ''العناصر المتورطة في التفجيرات''. تقصير أمني وفي الوقت الذي علت فيه أصوات الصراخ والانفجارات بمحيط الاتحادية، اختلفت ردود الأفعال عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فما بين أصوات تُطالب بإقالة وزير الداخلية لتقصيره، وأخرى تتهم جماعة الإخوان بالوقوف وراء تلك الانفجارات، وثالثة تعتبرها ''مُخططًا أمنيًا''.