شنت طائرات حربية إسرائيلية، مساء يوم الإثنين، سلسلة غارات استهدفت أراضي فلسطينية خالية جنوبي قطاع غزة، فيما أعلنت إسرائيل عن سقوط حوالي ثمانين صاروخا من غزة على مدن جنوبية. وقال شهود عيان لمراسل وكالة الأناضول إن طائرات حربية إسرائيلية شنت سلسلة غارات على أراض فلسطينية خالية جنوبيغزة، ولا أنباء عن إصابات بشرية. وأضافوا أن الطائرات الإسرائيلية قصفت أيضا أرضا خالية شرقي مدينة رفح جنوبي القطاع، دون وقوع إصابات. كما قصفت أراضي خالية في منطقة السودانية شمالي مدينة غزة، دون وقوع إصابات، وألحقت أضرارا مادية بعدد من المنازل. وأصيب طفل فلسطيني جراء غارة إسرائيلية على شمالي القطاع، الذي يقطنه أكثر من 1.8 مليون فلسطيني، وتحاصره إسرائيل منذ أن فازت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالانتخابات التشريعية الفلسطينية في يناير/ كانون الثاني 2006. وقال المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية الطبيب أشرف القدرة إن "طفلا يبلغ من العمر 4 أعوام أصيب بجروح متوسطة في غارة شنتها الطائرات الإسرائيلية على شرقي بلدة جباليا شمالي غزة". وأوضح القدرة في تصريح لمراسل الأناضول، أن طواقم الإسعاف نقلت الطفل المصاب إلى مستشفى كمال عدوان شمالي القطاع لتلقي العلاج. على الجانب الآخر، قال متحدث عسكري إسرائيلي إن قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية (تابعة للجيش) طلبت من المجالس المحلية في التجمعات السكانية الإسرائيلية الجنوبية إعداد وفتح المخابئ أمام المدنيين. وقال الجيش الإسرائيلي إن فلسطينيين في قطاع غزة أطلقوا 80 صاروخا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية على جنوبي إسرائيل، غالبيتها أطلقتها حركة (حماس). وقال بيتر ليرنر، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، "تم إطلاق 80 صاروخا في الساعات الأربع والعشرين الماضية، غالبيتها أطلقتها حركة حماس". وأضاف في تغريدة على (تويتر) "اعترضت منظومة القبة الحديدية المضادة للصواريخ 11 صاروخا منها". ولم يحدد ليرنر المواقع التي سقطت فيها الصواريخ وما إذا كانت أدت إلى أضرار أو إصابات. وأشار ليرنر إلى أن "قيادة الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي قررت منع المخيمات الصيفية ورياض الأطفال والمدارس في محيط 40 كيلومترا من غزة بسبب خطر الصواريخ". بدوره، قال أفيحاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، "إذا أرادت حماس الهدوء فيجب أن تتوقف عن إطلاق الصواريخ فورًا". وأضاف في تغريدات على (تويتر) "الآن الرسالة هي: إذا استمرت الاعتداءات الصاروخية الفلسطينية المنطلقة من قطاع غزة فإن قوات الجيش ستوسع نطاق عملياتها ضد المعتدين". وكان المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية انعقد يوم الاثنين برئاسة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لبحث الرد الإسرائيلي على تصاعد إطلاق الصواريخ من غزة على جنوبي إسرائيل. ولم يصدر بيان عن الاجتماع الذي استمر 3 ساعات إلا أن الإذاعة الإسرائيلية العامة قالت "قرر المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية تكثيف الرد الإسرائيلي على اعتداءات حماس وسائر التنظيمات في قطاع غزة". وأضافت "وأفادت مصادر إسرائيلية كبيرة أن الوزراء أوعزوا إلى قيادة الجيش باستكمال الاستعدادات لتوسيع رقعة العملية العسكرية في القطاع". وتابعت مستندة إلى المصادر التي لم تحدد هويتها "وقالت المصادر إن الضربات التي ستوجه إلى أهداف حماس ستكون مؤلمة وتتصاعد يوما بعد يوم حتى يتضح لقادة حماس أن مصلحتهم تتمثل في وقف إطلاق النار". ولفتت الإذاعة الإسرائيلية العامة نقلا عن المصادر الإسرائيلية ذاتها أن "الاستخبارات المصرية تقوم بنقل الرسائل بين إسرائيل وحماس في مسعى لتهدئة الأوضاع غير أنه يبدو أن هناك خلافات داخلية بين القيادتين السياسية والميدانية في حماس". وأضافت "تشدد حركة حماس الشروط التي وضعتها لوقف إطلاق النار، حيث إنها تطالب حاليا بالإفراج عن النواب الحمساويين الذين اعتقلتهم إسرائيل خلال الحملة الأمنية الأخيرة في الضفة الغربية، إضافة إلى السجناء الذين أعيد اعتقالهم مؤخرا. كما تطالب الحركة بوقف عمليات الاستهداف الاستباقية (الاغتيالات) والغارات الجوية وتطبيق التفاهمات التي تم التوصل إليها بعد عملية عمود السحاب (في إشارة إلى العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة ضد قطاع غزة عام 2012). ونقلت الإذاعة عن مصدر لم تسمه في حركة (حماس) قوله "لم ترد إسرائيل بعد على هذه المطالب". وأضاف "ستواصل حماس المعركة إذا لم تلب إسرائيل هذه المطالب". وذكرت الإذاعة العامة الإسرائيلية أن قيادة الجبهة الداخلية حظرت مساء اليوم عقد اجتماعات أو إجراء حفلات يشارك فيها أكثر من 500 إسرائيلي في التجمعات السكنية التي تبعد حتى 40 كم عن الحدود مع غزة بما فيها بئر السبع وأسدود وعسقلان (جنوب) على خلفية إطلاق عشرات الصواريخ من القطاع. وأعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة "حماس"، في بيان مساء يوم الاثنين، عن قصف مواقع وبلدات إسرائيلية محاذية لغزة بعشرات الصواريخ. وقالت الكتائب إنها قصفت "مواقع في نتيفوت وأوفكيم وأسدود وعسقلان (جنوبي إسرائيل) بعشرات الصواريخ رداً على العدوان الصهيوني". وفي تصريح لمراسل "الأناضول" للأنباء مساء الاثنين، قال فوزي برهوم المتحدث باسم حركة "حماس" أن "إسرائيل هي من بدأت العدوان على شعبنا وعليها أن تتحمل كل تبعات تفجير الأوضاع مع شعبنا". وتابع "ما تقوم به المقاومة وهو في إطار واجبها الوطني، والعدو الإسرائيلي هو الذي خطط وبدأ العدوان في غزة والضفة والقدس والأراضي المحتلة عام 1948"، موضحا أن "كل الخيارات مفتوحة أمامها للرد على الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني". وأكد برهوم أن الشعب الفلسطيني ومقاومته أطلقوا انتفاضة فلسطينية جديدة ضد الاحتلال "تحت اسم انتفاضة القدس". وشدد على أن "انتفاضة القدس" ستشتعل في كل مكان من أرض فلسطين من أجل الدفاع عن الكرامة والحرية وعن حقوق الشعب الفلسطيني. وقال برهوم إن "حماس وجناحها العسكري كتائب الشهيد عز الدين القسام منخرطة بالكامل في هذه الانتفاضة بكل أدوات المقاومة"، داعيا الشعب الفلسطيني للانخراط في الانتفاضة ضد إسرائيل بكل قوة. وقال المتحدث باسم حركة "حماس"، سامي أبو زهري، لوكالة الأناضول، إن "شعبنا لن يستسلم لجرائم الاحتلال، والمقاومة لن تسمح له بفرض شروطه، وسيدفع الثمن والأيام بيننا".