أدت الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائى بدءا من الحادية عشرة صباحا أمس وحتى فجر اليوم التالى إلى حالة من الغضب الشعبى. تجمع المواطنون أمام هندسات الكهرباء وموزعات التحكم فى الشبكة للمطالبة بالتوزيع العادل لتخفيف الأحمال والتقليل من فترات ومرات الانقطاع, وشهدت منشأت الكهرباء فى مناطق القاهرة الكبرى ومحافظات الدلتا شمال ووسط وجنوب الصعيد مشادات ومشاجرات بين الأهالى وموظفى الكهرباء؛ بسبب طول فترات الانقطاع وتكرار الإطفاء عنهم. تعرض عدد من موزعات تحكم القاهرة لتجمعات المواطنين قاموا بمحاولة تكسير أبواب الموزعات بعد أن أغلقها الفنيون ورشقوا الموزعات بالحجارة لعدم استجابة الفنيين لهم بإعادة التيار. اقتحم المواطنون باب موزع كهرباء المتنزه بشارع شبرا وحاولوا الاعتداء على الفنى المسئول عن قطع التيار فأمره رؤساؤه بإغلاق الموزع والذهاب لتحرير محضر بقسم الشرطة لحمايته, وقام آخرون بمحاولة تكسير موزع الزاوية بشمال القاهرة ولم يتمكن الفنى المختص من الخروج. فيما اضطرت مراكز التحكم على مستوى الجمهورية من بدء تنفيذ جدول تخفيف الأحمال منذ التاسعة صباح أمس السبت، بصورة أكثر شدة وصل العجز فى القاهرة الكبرى إلى 700 ميجاوات, وفى الإسكندرية الى 300 ميجاوات, ووسط الدلتا إلى 800 ميجاوات, وغرب الدلتا إلى 500 ميجاوات, والقناة وسيناء إلى 600 ميجاوات, ووسط وجنوب الصعيد إلى 800 ميجاوات, ليصل إجمالى العجز على مستوى الجمهورية منذ التاسعة صباحا وحتى الثانية بعد الظهر إلى نحو 3700 ميجاوات, ارتفع مع فترة الذروة المسائية إلى 4600 ميجاوات ما أدى لتفاقم وضع الشبكة واستمرار الانقطاعات عن المواطنين حتى وقت تناول أول سحور فى شهر رمضان. وتوقع مصدر بإحدى شركات إنتاج الكهرباء أن يستمر العجز إلى نهاية الصيف ويتراوح بين 2000 إلى 5000 ميجاوات على عكس ما تعلنه الوزارة من أرقام عجز وهمية. وأكد المصدر أن الوزارة ترجع أزمة قطاع الكهرباء والانقطاعات إلى نقص الغاز وعدم كفاية باقى انواع الوقود, وهى بذلك ليست منصفة أن قطع التيار بسبب عجز الوقود أقل من العجز بسبب خروج المحطات من الخدمة لأعطال جسيمة فى إنشائها ما يؤدى لتفاقم الأزمة.