كل عام وأنتم بخير.. فرمضان يجيء هذا العام في شهر يوليو في عز الصيف.. ليؤثر علي الموسم السينمائي الذي يشهد ذروته في العادة في شهر يوليو بعد انتهاء امتحانات الثانوية العامة حيث هرع صناع السينما الي الفيديو قبل سنوات بسبب مجيء شهر رمضان الكريم في عز الموسم الصيفي، ولكن هذا العام وحتي المسلسلات الرمضانية يبدو أنها تأثرت أيضا.. والسبب هو مباريات كأس العالم للكرة والتي تسببت في أن ينخفض إنتاج المسلسلات الي ما يقارب النصف.. فقد اعتدنا أن يكون متوسط إنتاج المسلسلات في رمضان كل عام ما يقارب السبعين مسلسلا، انخفضت هذا العام للنصف تقريبا. بسبب الإعلانات التي ذهب معظمها الي مباريات كأس العالم وبرامج التحليل. وقد اكتفت المحطات الخاصة وحتي العربية بشراء مسلسلين أو ثلاثة للعرض علي شاشاتها مما قلص من عدد المسلسلات الجديدة المعروضة والتي خرج بعضها من السباق الرمضاني ولم تكتمل لأنها لم تجد مشتريا، وأعلن أصحاب تلك المسلسلات أنهم ينوون عرضها بعد الموسم الرمضاني.. وهي حوالي خمسة أو ستة مسلسلات وأعتقد أن هذه الأعمال قد نجت من العرض الرمضاني أو المذبحة الرمضانية.. ليتاح لمشاهديها فرصة رؤيتها علي مهل ودون زحام، بعكس العرض الرمضاني الذي يتكدس بعشرات الأعمال لا يتاح للكثير منها الرؤية الجيدة بسبب تزاحم هذه الأعمال التي تقطع أوصالها الإعلانات التي أصبحت هي سيدة الموقف. ولكن الموسم الرمضاني هذا العام يبدو مختلفا وتبدو أعماله مختلفة أيضا عن كل عام، فهناك مسلسلات لكبار النجوم أمثال يسرا ومحمود عبدالعزيز وعادل إمام ويحيي الفخراني وتامر حسني وليلي علوي وغادة عبدالرازق ونجوم الشباب مثل يوسف الشريف وهند صبري وأحمد عز وغيرها وهي كلها أعمال ضخمة أنفق عليها الكثير وتصدي لكتابتها وإخراجها كبار الكتاب والمخرجين.. في حين احتجب نجوم كبار تعودنا مشاهدتهم في رمضان مثل النجم نور الشريف والنجمة إلهام شاهين وغيرهما من النجوم كذلك يغيب عن شاشة رمضان هذا العام كتاب كبار مثل وحيد حامد ويسري الجندي ومخرجون كبار مثل مجدي أبوعميرة ورباب حسين وإنعام محمد علي ومحمد فاضل. وأعتقد أن قلة العروض من المسلسلات التليفزيونية هذا العام هي في صالح الدراما. فكثرة الأعمال تزاحم بعضها ولا تعطي فرصة جيدة للمشاهدة إضافة الي أن أغلب الشركات الكبري قد اكتفت بعمل أو عملين لضعف التسويق من ناحية.. ولضخامة الإنتاج من ناحية أخري، فمسلسل مثل مسلسل عادل إمام لن تقل تكلفته عن أقل من ثمانين مليون جنيه.. ومسلسل محمود عبدالعزيز لن تقل تكلفته عن خمسين مليون جنيه.. ناهيك عن مسلسل «سرايا عابدين» الذي يقال إنه تكلف عشرين مليون دولار وتنتجه محطة MBC وهو توجه محمود، أن تنتج المحطات الخاصة أعمالها، وأن تنفق عليها بشكل جيد بحيث تنافس هذه الأعمال المسلسلات التركية التي تشتري بعض المحطات حق عرضها حصريا علي شاشاتها بمائة ألف دولار للحلقة الواحدة!! والملاحظ هذا العام أيضا غياب الإنتاج الحكومي فقد أوشك علي الاختفاء لولا مسلسل وحيد لشركة صوت القاهرة هو «الحكر» ومسلسل وحيد لمدينة الإنتاج الإعلامي هو «أهل اسكندرية» في حين اكتفت مدينة الإنتاج الإعلامي بالمشاركة في العديد من الأعمال بمشاركات قليلة وكذلك قطاع الإنتاج. وهو أمر مؤسف أن يتراجع الإنتاج الحكومي الي هذا الحد.. في الوقت الذي تحتاج فيه الشاشة الحكومية المصرية الي أعمال جيدة تنتج خصيصا وتحمل رسائل خاصة لجمهورها، ولكن يبدو أن الدولة لا تزال غائبة عن الإنتاج الإعلامي وحتي عن برامج التوك شو المؤثرة التي تحول مقدموها الي نجوم يتقاضون الملايين، وما أرجوه أن تعود قطاعات الإنتاج الحكومية الي نشاطها في الإنتاج الدرامي وألا تعتبر المسلسلات ترفا ليس هذا وقته.. فهذه المسلسلات تمثل قوة إعلامية ناعمة لا مجال لغيابها خاصة في ظل ظروف سياسية خاصة تمر بها مصر. وعلي العموم دعونا ننتظر الي نهاية رمضان للحديث عن الجيد والسيئ فيما سنشاهده من مسلسلات هذا العام.