هناك بعض الأخطاء التى يقع بها الصائمون فى شهر رمضان، سواء أثناء فترة الصيام أو بعد الإفطار، وأثناء السحور أو أثناء أداء صلاة التراويح، وتعد هذه الأفعال غير مستحبة فى هذا الشهر الكريم، ويمكن اعتبارها من العادات الخاطئة التى يجب أن نغيرها كى نتأكد من السير على سنة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم. ومن أبرز هذه الأخطاء تقديم رمضان بصوم يوم أو يومين، والصحيح ألا يتقدم رمضان بصوم يوم أو يومين إلا لمن اعتاد الصوم فلا بأس به لقول النبي: «لا يتقدمن أحدكم رمضان بصوم يوم أو يومين إلا أن يكون رجل كان يصوم صومه فليصم ذلك اليوم» رواه البخارى. وثانى الأخطاء هو عدم تبييت النية للفرض من الليل أو قبل طلوع الفجر، والصحيح أن يبيت النية لصوم شهر رمضان ليلاً قبل طلوع الفجر، لقول المصطفى: «من لم يبيِّت النية من الليل فلا صيام له» أخرجه أبو داود والترمذى والنسائى وابن ماجة. والتلفظ بنية الصيام وهذا لا أصل له، ولكن لابد أن يعتقد فى القلب ولا يتلفظ به لقول المصطفى: «إنما الأعمال بالنيات»، بالإضافة إلى أن البعض إذا حان موعد الإفطار وأذن المؤذن للمغرب لا يزال يردد بعض الأدعية إلى أن ينتهى المؤذن، ويتأخر عن الفطر، فى حين يجب أن يبادر إلى الفطر مباشرة إذا غربت الشمس لقول المصطفى «لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر» رواه البخارى. ومن أكثر الأخطاء شيوعًا عند الإفطار هو دعاء البعض عند الإفطار بدعاء ورد بسند ضعيف وهو «بسم الله اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت تقبل منى إنك أنت السميع العليم»، ولكن الأصح وووفقًا للسنة فإن على الصائم أن يدعو بالدعاء المأثور «ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله» رواه أبو داود والدارقطنى والبيهقى. كما أن هناك بعض الصائمين يتركون السحور ويكتفون بالعشاء، فى حين قال النبى: «تسحروا، فإن فى السحور بركة» رواه البخارى ومسلم والترمذى، مما يوجب على الصائم أن يتناول وجبة السحور. ومن أبرز الأخطاء التى يقع فيها الكثيرون، هو تقديم السحور قبل الفجر بساعة أو ساعتين، مع أن السنة أن يؤخر السحور إلى ما قبل الأذان، قال الله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُم الخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الخَيْطِ الأَسْوَد}. وأيضًا بعض الصائمين يميلون إلى الاكتفاء بتناول التمر فقط فى السحور، بينما الأفضل والأحسن للصائم أن يتسحر بالتمر مع غيره من الأطعمة لقول النبي: «نعم سحور المؤمن: التمر» رواه أبو داود وابن حبان والبيهقى. وفى السياق ذاته، فإن الكثيرين يميلون إلى الإكثار من الأكل والشرب عند الفطور والسحور، والإسراف فيهما، والذى ينبغى للمسلم أن يتناول بمقدار الكفاية، إذ قال النبى: «ما ملأ آدمى وعاء شرًا من بطنه، بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه .... » رواه ابن حبان. أما بعض الرجال فقد يفقدون أعصابهم أثناء فترة الصيام، سواء لضغوط العمل أو غيرها مما يؤدى إلى عدم حفظ اللسان فى نهار الصيام وليله من اللغو، وربما قول الزور والكذب، ولكن ينبغى للصائم، بل يجب عليه، أن يحفظ لسانه عن فضول الكلام، ويعمر أوقاته بذكر الله لقوله صلى الله عليه وسلم: «من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة فى أن يدع طعامه وشرابه» رواه البخارى. أما البخل بالمال ومنع ذوى الحاجة مع كثرتهم فى رمضان بالرغم من مضاعفة الأجور فهذا لا يجدر بالصائم فعله فى هذا الشهر الكريم، والأفضل له أن يجود بماله فى رمضان، ويتصدق على الفقراء حتى يضاعف الله له الأجر والثواب. يذكر أن بعضًا من الصائمين يستمع إلى آلات اللهو ويضيع وقته فى مشاهدة الأفلام والألغاز والمسلسلات، بينما لابد من استغلال أوقات هذا الشهر الكريم فى أن يعمره بقراءة القرآن والذكر والاستغفار. وعلى جانب آخر فإن الكثير من النساء يخرجن إلى المساجد بلباس الزينة مع التعطر، مع أن الأصح أن تخرج النساء إلى المساجد بحشمة وغير متعطرة، قال النبي: «أيما امرأة أصابت بخورًا فلا تشهد معنا العشاء الآخرة» رواه مسلم وأبو داود والنسائى وأحمد والبيهقى، بل إن صلاة المرأة فى بيتها أفضل.