لم يسدل الستار بعد علي تحالف رجل الاعمال «نجيب ساويرس بلتون» بعد عرض استحواذه علي 20 % من اسهم المجموعة المالية «هيرميس» ،اذ يخطئ من يعتقد ان السيناريوهات انتهت الي هذا الحد ، فالصفقة التي أثارت «ضجة» في مجتمع سوق المال واتخدت اهتماما كبيرا ، لاتزال تحمل الكثير من المفاجآت المثيرة . صحيح ان الشركتين من كبار بنوك الاستثمار في المنطقة إلا أن هذا لايستدعي كل هذه «الزوبعة» فالصفقة لم تكن استحواذا كاملا وإنما عملية شراء قد تحدث لأي شركة أو بنك ، مثلما حدث مع مجموعة ريبلوود الأمريكية التي اشترت 10% من أسهم شركة السادس من أكتوبر للتنمية والاستثمار (سوديك) ثالث أكبر شركة عقارية مقيدة في البورصة ، وكذلك شراء شركة «فيرفاكس» 6.5% من أسهم» التجاري الدولى» بنحو2.1 مليار جنيه، ومر الأمر في هذه الحالات بهدوء وصورة عادية وطبيعية . المراقب لمجريات الصفقة منذ بداياتها يتبن أنها لاتخلو من الضرب تحت الحزام ، من جانب ضد الآخر ، ومن بيانات تحمل استخفافا، بمنطق «في ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب»، لكن السؤال الذي يتردد في مجتمع سوق المال ، ماذا لو قام المستشار المالي الذي تم اختياره بتقييم السهم بسعر أعلي من الذي تقدم به تحالف» ساويرس- بلتون» ، فهل سيفشل العرض علي اعتبار ان المساهمين سيحتفظون بالسهم وفقا للتقييم الجديد ، وبالتالي لن تكتمل نسبة 20% التي اشترطها تحالف «ساويرس» «بلتون» لإتمام عملية الاستحواذ كما قال ماجد شوقي العضو المنتدب لشركة «بلتون» في تصريحات سابقة للوفد. ليس هذا فحسب بل انه وفقا لمصادر خاصة ل «الوفد» فإن هناك مخاوف لدي السوق حول عدم حيادية المستشار المالي الذي سيقوم بعملية تقيييم السهم، ولماذا الإصرار علي هذه الجهة رغم ان العديد من المستشارين الماليين مقيدين بقوائم الرقابة المالية ، خاصة ان المجموعة المالية لن تسمح أو تقبل بفتح كل دفاترها وإسرارها الي المستشار المالي ، لانه قد يستفسر عن العديد من الامور الخاصة بملفات الشركة ، وهو أمر صعب توفيره مع بنك استثماري كبير كل شىء به مدروس، وبالتالي قد يكون التقييم غير مطمئن ، ويثير علامات استفهام ، والسؤال ايضا الذي يشغل مجتمع سوق المال ، حال تقييم السهم بسعر اعلي من سعر صفقة التحالف ، فلماذ قام مجلس ادارة شركة هيرميس قبل ذلك بشراء اسهم خزينة بسعر وصل الي 11 جنيها تقريبا ، وبمواجهة مصادر رقابية بهذه التساؤلات استبعدت تماما ان يضحي المستشار المالي الذي يجري عملية التقييم بسمعته واسمه بحسب وصف المصادر ، حيث ان المستشار يتبع أساليب تقييم حددها القانون ، بالاضافة الي ان قيام مجلس الشركة وقتها بشراء أسهم خزينة بسعر أقل لايدين المجلس بل يعد في صالحه وقت عملية الشراء لأن سعر السهم وقتها في السوق كان اقل من سعر شراء أسهم الخزينة . كما ان سعر التقييم المنتظر الإعلان عنه من المستشار المالي حال ارتفاعه عن سعر عرض شراء التحالف لايمثل أي تهديد علي الصفقة ، إذ ان العديد من المستثمرين سيقومون بالبيع ، فالمستثمر الفرد ليست لديه القدرة علي الانتظار لانه يتعامل بمنطق ، البيع ثم اعادة الشراء حينما يتراجع السهم نتيجة عمليات جني ارباح ، أو لظروف السوق . وبسؤال نفس المصادر الرقابية حول مايتردد أن شركة «نيو ايجيبت» الهولندية المملوكة بالكامل لشركة اخرى مؤسسة بدولة «لوكسيمبرج» ، تعود ملكيتها لشركة محدودة جديدة مؤسسة بجزر الكايمان البريطانية تملكها بالكامل والدة المهندس نجيب ساويرس ، وان مثل هذه الشركات معروف انها تعمل بنظام صناديق الاوفشور الذي أثير حولها جدل عقب ثورة 25 يناير وانها استخدمت في تهريب أموال رجال نظام مبارك ، اجابني قائلا « مثل هذه الصناديق معمول بها في جميع انحاء العالم وتخضع للرقابة البنك المركزي ، وبالتالي لا خوف من مثل هذه الامور، كما ان شركة بلتون لديه خبرة كبيرة تعوض نقص خبرات مثل هذه الشركات». اذن يتبقي سؤال آخر ماذا سيفعل تحالف «ساويرس» «بلتون» حال ارتفاع سعر تقييم السهم ، وعدم الوصول الي النسبة المقررة للاستحواذ نتيجة إحجام المستثمرين عن البيع إذ جاء سعر التقييم أعلي من عرض الشراء، هل سيتم رفع العرض والدخول في الاجراءات من جديد ، ام ستتوقف الصفقة ، وكأن شيئا لم يكن ، ووفقا لمصادر فان الامر لم يقرر بعد من قبل التحالف ، وكافة الخيارات أمامه مطروحة . ربما الصراع الخفي والضرب تحت الحزام بين كبار مساهمي هيرميس وبلتون ، يرجع الي عوامل عديدة، خاصة ان دخول بلتون «سيعيد رسم خريطة «هيرميس» وهو ما لن يقبله الكبار في المجموعة المالية . كانت الهيئة العامة للرقابة المالية قد تلقت مطلع الشهر الجاري مشروع عرض شراء اختيارى على 20 % من أسهم المجموعة المالية هيرمس القابضة المقدم من كل من شركة «نيو إيجيبت إنفسمنت فاند بي في , شركة «بلتون المالية القابضة» و شركة «بلتون كابيتال القابضة للاستثمارات المالية» بسعر نقدي 16 جنيهاً سواء أسهم محلية أو شهادات إيداع دولية، بإجمالى قيمة للصفقة تصل إلى 1.8 مليار جنيه، على أن تكون حصة الشركة فى عرض الشراء ما يمثل نسبة تصل 1.1 % من إجمالى اسهم الشركة المستهدفة. وتبلغ حصة شركة «نيو إيجيبت «لعرض الشراء 17.82 % من أسهم المجموعة المالية هيرميس، كما قامت شركة «بلتون المالية القابضة» بتقديم عرض شراء 1.09 %، وشركة «بلتون كابيتال القابضة للاستثمارات المالية» بتقديم عرض شراء 1.09%. كما قررت الهيئة العامة للرقابة المالية بدء سريان عرض الشراء الاختياري اعتباراً من اليوم ولمدة عشرة أيام عمل تنتهي في 3 يوليو القادم ،وان تنفيذ عرض الشراء خلال الخمسة أيام عمل التالي على الأكثر بعد انتهاء فترة سريان العرض.