"هدفه الوحيد هو خدمة أسبانيا، فقد كان حلمه بأن يكون الخادم الأول للبلاد مسألة راسخة فى وجدانه"... بهذه الكلمات وصفت الملكة صوفيا ابنها الأمير فيليب الذى اعتلى، اليوم الخميس، عرش أسبانيا. يُعتبر الأمير فيليب، الذى اختار لنفسه اسم فيليب السادس، الأبن الوحيد للعاهل الأسبانى خوان كارلوس، 76 عاماً، الذى أعلن، فى مطلع الشهر الحالى، تنازله عن العرش فى خطوة مفاجئه أثارت استغراب الكثيرين بعد أكثر من ثلاثة عقود تحت دعوى "إتاحة الفرصة للدماء الشابة". سيحمل الأمير فيليب السادس ملك أسبانيا على عاتقه مهمة تحسين صورة العائلة الأسبانية المالكة بعد ما عانته أسبانيا تحت قيادة العاهل الاسباني "خوان كارلوس" من فضائح ونكسات وخاصةً فى السنوات الأخيرة وهو ما أثر سلبياً على شعبيته، بينما ظل الأمير "فيليب" محتفظاً بشعبيته فى المجتمع الأسبانى وفقاً لاستطلاع للرأى أظهر أن 66٪ من الاسبان ينظرون ل"فيليب" بشكل إيجابى، مقارنة ب41٪ وهى النسبة التى حصل عليها والده "خوان كارلوس" فى الاستطلاع ذاته. ألمح الأمير "فيليب" مراراً وتكراراً فى أكثر من محفل أن الملكية ستكون مختلفة تحت قيادته. ولد "فيليب خوان بابلو ألفونسو دى تودرس لوسانتوس" فى العاصمة الأسبانية مدريد فى 30 يناير عام 1968، درس الحقوق فى جامعة مدريد المستقله، وحصل على درجة الماجستير فى علوم العلاقات الخارجية من جامعة جورج تاون بالولايات المتحدة. يُجيد الأمير "فيليب السادس"، 46 عاماً، الإنجليزية والفرنسية والكتالانية إجادة تامة ويتحدثهم بطلاقة إلى جانب اللغة الأسبانية، علاوةً على كونه بطلاً أولمبياً سابقاً فى رياضة اليخت حيث شارك مع الفريق الأسبانى فى دورة أولمبياد برشلونة الصيفية التى أُقيمت عام 1992. تزوج الأمير "فيليب" عام 2004 من الصحفية "ليتيزيا أورتيز روكاسولانو" الحائزة على جائزة الصحافة التليفزيونية من شبكة "CNN" لتكون أول أميرة لأسبانيا من عامة الشعب وله ابنتان "ليونور" و"صوفيا". أكد الأمير "فيليب" فى أكثر من محفل على أهمية أن تكون الملكية منفتحة وأن تتمتع بشفافية، بينما تجنب أن يظهر على الرأى العام بصحبة شقيقته "كريستينا" بسبب فضيحة الفساد الضالع فيها زوجها "ايناكي اوردانجارين" المتهم باختلاس ملايين اليوروهات من الأموال العامة عبر مؤسسة "نوس". ومن المقرر أن تجرى مراسم تنصيب "فيليب السادس" اليوم الخميس فى البرلمان الأسبانى.