حذر وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل من حرب أهلية في العراق لا يمكن التكهن بانعكاساتها على المنطقة، مجددًا اتهام الحكومة العراقية ضمنا باتباع «أسلوب طائفي» وممارسة الاقصاء. وقال الأمير سعود في افتتاح اجتماع وزاري لمنظمة التعاون الإسلامي في جدة، ان الوضع الحالي في العراق «يحمل في ثناياه نذر حرب أهلية لا يمكن التكهن باتجاهها وانعكاساتها على المنطقة. واعتبر وزير الخارجية السعودي في كلمته ان افرازات الوضع السوري أوجدت مناخا ساعد على تعميم حالة الاضطراب الداخلي في العراق نتيجة الأسلوب الطائفي والاقصاء، مستعيدا بذلك الموقف القوي الذي أعلنته المملكة حين اتهم مجلس الوزراء السعودي رئيس الوزراء نوري المالكي باعتماد سياسة إقصاء» بحق العرب السنة. وشدد الأمير سعود على أنه نجم عن هذا الوضع «تفكيك اللحمة بين مكونات شعب العراق وفتح الطريق لكل من يضمر السوء لهذا البلد لكي يمضي قدما في مخططات تهدد أمنه واستقراره وتفتت وحدته الوطنية وإزالة انتمائه العربي. وفي الملف السوري، اعتبر الامير سعود الفيصل ان الازمة السورية «اتخذت منعطفا نحو الاسوأ» في اعقاب فشل مؤتمر جنيف الثاني، مما ادى الى «تعاظم اعمال العنف والابادة التي يمارسها النظام السوري ضد شعبه الاعزل» و«انحسار فرص الحل السياسي». وحذر من أن هذا «الوضع مرشح للتدهور أكثر مع كل انعكاساته الإقليمية الخطيرة» إذا لم يتخذ المجتمع الدولي «موقفا حازما يضع حدا لهذه المجازر الإنسانية البشعة». ودعا الفيصل المجتمع الدولي لأن يوفر للشعب السوري «ما يمكنه من الدفاع عن نفسه والعمل على حماية المدن والمؤسسات السورية من الدمار». أكدت المملكة العربية السعودية ان جماعة داعش الإرهابية تشكل تهديدا، وان قواتها مستعدة للمواجهة، وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي ان بلاده تعتبر كل الجماعات ذات الصلة بالإرهاب تمثل تهديداً، بما في ذلك تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش). وتابع «التركي»، في حوار له لشبكة بلومبيرج الأمريكية «لكن قواتنا الأمنية مجهزة تماماً لمواجهة أي تهديد إرهابي»، فيما صرح مسئول أمني سعودي لم تذكر الشبكة الأمريكية اسمه: «بأن الجهات المختصة في المملكة تحقق في قيام مجهولين بتوزيع منشورات في اثنين من أحياء الرياض في مايو الماضي تحض على تأييد «داعش». ولفتت الشبكة إلى أن «داعش» تستخدم مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً تويتر ويوتيوب، لتجنيد شبان سعوديين. يذكر أن الداخلية السعودية ألقت القبض على 62 شخصاً بتهمة التخطيط لهجمات ضد أهداف سعودية وأجنبية في المملكة الشهر الماضى، وقالت إنها تبحث عن 44 مشتبهاً آخر، وأشارت إلى أن بعض أولئك الأشخاص لديهم اتصالات بداعش في سورية، وفرع تنظيم القاعدة في اليمن. ونسبت الشبكة إلى اللواء التركي قوله إن الجهات الأمنية السعودية تراقب الشبان السعوديين الذي يتورطون في حوادث كتابة عبارات تحريضية على الجدران، ونشر صور لأنفسهم على مواقع التواصل الاجتماعي وهم يرفعون رايات الجماعات المتشددة.