ما أشبه الليلة بالبارحة، وما أحوجنا فى هذا المنعطف التاريخى الى الاستفادة من التاريخ، ففى عام 1911 دعا رياض باشا رئيس نظار مصر الى عقد «المؤتمر المصرى الأول»، الذى ضم ممثلين حقيقيين عن مختلف طوائف الشعب، لتقديم بعض الأفكار والأطروحات فى شتى المجالات لتستفيد بها الحكومة وتطبق ما تراه مناسباً. والطريف هنا أن مختلف طوائف الشعب قدمت أفكارها ومشروعاتها، بينما لم تتقدم من تمثل المرأة المصرية، فأسرعت الأديبة «ملك حفنى ناصف» بإرسال عشرة مطالب للمرأة نصف الأمة ركزت فيها على تعليم البنات، وضرورة المحافظة على مصلحة الوطن والاستغناء عن الغريب من الأشياء والناس بقدر الإمكان تقصد الأجانب وهو ما يعنى أيضاً أهمية الاعتماد على الذات. لاشك أن الدعوة التى أطلقتها «ملك حفنى ناصف» عام 1911 أتت بثمارها، حيث تم افتتاح مدرسة للفتيات متخصصة فى تربية الطفل والتفصيل والتطريز حتى لا تحتاج المصريات الى غيرهن من الأجنبيات ما يهمنا هنا أن المؤتمر المصرى الأول الذى عقد عام 1911 كان بداية حقيقية للمشاركة الشعبية أو المجتمعية فى مسيرة الحكومة. واليوم وبعد أن هدأت الأمور الى حد كبير ووجود رئيس منتخب، ترى هل تستطيع الحكومة وحدها مهما ضمت من كفاءات أن تفعل كل شىء، وبشكل آخر هل لديها حلول للمشكلات والأزمات وما أكثرها؟. الإجابة لا ومن ثم فإن الدعوة الى عقد المؤتمر المصرى الثانى 2014 من شأنه فتح الباب على مصراعيه لمناقشة أفكار وأطروحات أصحاب الرأى والخبرة، والتجربة، وليس مطلوباً الاستهانة أو التقليل من شأن أية أفكار بدليل أن كثيراً من مقترحات «ملك حفنى ناصف» فى مؤتمر المصرى الأول 1911 خرجت إلى عالم النور مثل حضور النساء فى المدن والقرى الى المساجد لسماع المواعظ، وتعيين مشرفة اجتماعية بكل مدرسة من قبل وزارة المعارف، وتعيين طبيبة وممرضة بكل قرية من قبل وزارة الصحة، وتخصيص بوليس للآداب. هل يعيد التاريخ نفسه؟ أتمنى ذلك.