احتلال «داعش» لمحافظة نينوى ثانى أكبر محافظاتالعراق ينذر بخطر كبير على المنطقة، حيث ان نينوى تضم بعض المدن الهامة منها الموصل، وتمتاز بقربها من الحدود السورية وأيضا بمنطقة الأكراد، ويقدر تعداد سكانها بحوالى 3.5 مليون عراقى، وتعد نينوى من المحافظات الغنية حيث تجمع أراضيها بين النفط والماء. واحتلال داعش أو تنظيم القاعدة لهذه المساحة سوف يشجعها على التقدم نحو محافظات أخرى، كما سيدفعها إلى الانتقال من العراق إلى الحدود السورية، وهذا قد يشجع بعض التنظيمات على مساندتها والانخراط فى القتال بجانبها. قبل شهور عندما ظهرت داعش على الساحة السياسية بالعراق وسورية، تساءلنا هنا: هل يوجد مصريون بين حركة داعش الإرهابية؟، وهل من علاقة فكرية أو تنظيمية بين داعش والتنظيمات والجماعات الإرهابية في سيناء؟، وماذا لو فكرت داعش فى الزحف إلى مصر لنصرة إخوانهم الكفرة فى سيناء؟، هل الأجهزة الأمنية أعدت سيناريوهات لمواجهة داعش؟، هل الأجهزة الأمنية على علم بالمصريين الذين انضموا إلى داعش فى سوريا أو فى العراق؟، وهل أجهزتنا الأمنية تترقب عودتهم إلى مصر؟، وهل الأجهزة الأمنية تمتلك قاعدة معلومات عن المصريين الذين سافروا إلى سورية فى عهد الرئيس مرسى للمشاركة فى القتال تحت عنوان الجهاد؟. وقد ذكرت فى المقال فترة الرئيس محمد مرسى عندما حذرت أيامها من مشاركة بعض المصريين فى القتال الدائر فى سورية تحت عنوان الجهاد ونصرة المسلمين، وطالبت الأجهزة الأمنية بأن تنتبه للعائدين من القتال فى سورية، وتنتبه كذلك إلى قيام جماعة الإخوان بتشجيع الشباب على السفر تحت عنوان الجهاد إلى سورية للقتال فى صفوف المعارضة، وأيامها أيضا تناولت مفهوم الشهادة فى القرآن والسنة النبوية الذى توسعت الجماعة فى منحه لكل من يسقط قتيلا فى مواجهات مع الشرطة أو الجيش أو على مواقع القتال فى البلدان العربية، وأشرت إلى خطورة تبنى الرئيس مرسى لفكرة الجهاد فى البلدان العربية والإسلامية، وانتقدت بشدة مساندته لتنظيم القاعدة فى جمهورية مالى ومن بعد فى سورية، وقلت: إن الجماعة تتجه إلى تحويل البلاد إلى مزرعة لتفريخ الإرهابيين وتصديرهم إلى البلدان العربية والإسلامية. اليوم وبعد تفاقم الوضع فى العراق وفى سورية، وبعد تعاظم خطورة تنظيم داعش، يجب أن نرفع الراية الحمراء فى مصر، ويجب أن تنتبه الأجهزة الأمنية إلى خطورة اتحاد الجماعات الإرهابية تحت عنوان واحد وهو إقامة دولة الخلافة الإسلامية. هذا التنظيم الوحشي الذي يقدم أسوأ صورة للإسلام السنى، ماذا لو فتح جبهة فى مصر؟، ماذا لو فتح قناة اتصال بالجماعات الإرهابية فى سيناء؟، ماذا لو تسلل بعض أعضائه عبر الحدود والمنافذ فرادى؟، هل الأجهزة الأمنية المصرية تمتلك قاعدة بيانات عن الإرهابيين العرب بشكل عام والمصريين خاصة؟، هل الأجهزة الأمنية تمتلك معلومات عن بعض المصريين الذين يقاتلون فى سورية مع جبهة النصرة ومع داعش؟، وهل الأجهزة المصرية ملمة بخطابهم الدينى وأسلوبهم القتالى؟، ماذا لو استيقظنا صباحا على بيان لجماعة داعش يتبنى عملية إرهابية فى مصر أو إحدي المحافظات؟، ما الذى سنقدمه لإخواننا فى العراق لوقف زحف داعش على المدن العراقية لاحتلالها ورفع راية القاعدة وخطابها الدينى التكفيرى؟.