بالأمس جسد المستشار الجليل الرئيس «عدلى منصور» كل معانى الرقى والرفعة والنبل وصدق المشاعر عندما سلم السلطة للرئيس الجديد «عبدالفتاح السيسى» فأرسى بذلك سابقة لم تحدث من قبل فى مصر. أحد عشر شهرا أدار فيها الرئيس «منصور» شئون مصرفكان نموذجا يحتذى يتعين على أى مسئول أن يحذو حذوه، فلن ينسى أحد لهذه القامة العالية أنها هى التى قادت الدولة بحرفية واقتدار وصدقية وعزم رغم الفترة العصيبة التى كانت تمر بها منذ عزل» مرسى» فى الثالث من يوليو 2013 .ولن ينسى أحد للرئيس» منصور» خطاب الوداع الرائع الذى وجهه للوطن عند مغادرته قصر الاتحادية بعد أن أصبح »السيسى» رئيسا لمصر بصفة رسمية، فلقد كان الخطاب نبراسا ومنهاج عمل مشرف. خطابه كان أشبه مايكون بوثيقة تطهيرية حملت كلماته عبق المشاعر الفياضة لقاض جليل حكم فعدل وتحمل مسئوليات جساماً ولكن أدار الأمور بحنكة المحب لهذا الوطن، فجاءت كلماته قوية نافذة صاغها بلسان عاشق لتراب مصر المحروسة. وبصراحته المعهودة وجه نصائحه للرئيس الحديد فأوصاه بأن يحسن اختيار معاونيه لأنهم سيكونون سندا له محذرا إياه من عودة جماعات المصالح والجشعين من جديد بعد أن رفضها الشعب. كما أوصاه بأن يحفظ استقلال القضاء وأن يعمل على إعادة بناء الاقتصاد بما يمكن مصر من سلوك طريق الازدهار. وتمنى له التوفيق فى مهمته الوطنية والقومية فى قيادة مصر والتغلب على أزماتها. وفى الخطاب تعمد الرئيس» منصور» أن يستدعى مبدأ مهماً يتعين على الحاكم مراعاته ألا وهو الحرص على مبدأ الشورى والديمقراطية فى اتخاذ جميع القرارات مذكرا الجميع بأنه وخلال ولايته لم يقبل تدخلا أو وصاية من أحد سواء من الداخل أو الخارج. ولم ينس الرئيس «منصور» أن يعرج على العلاقة بين مصر وقضايا الأمة العربية ليظل للدولة دورها الرائد تجاه قضايا الأمة وفى طليعتها القضية الفلسطينية وكذلك بناء الثقة فى العلاقات العربية العربية ومع دول الجوار الإسلامى. نصائح ذهبية نسجها حكيم فاضل جليل ذو قامة عالية. يحمد له أنه لم يتكالب على السلطة ولكن عندما أوليت له أدارها بحرفية وصدق وإخلاص. واليوم لايسع المرء إلا أن يبعث له بالتحية والشكر والتقدير على ما أرساه من مبادئ تصلح منهاجا مثاليا لأى حاكم يبغى الاصلاح. وتحية عطرة أيضا لرئيس مصر الجديد» عبدالفتاح السيسى» مع الدعاء له بأن يوفقه فى مهمة إدارة شئون مصر فى هذه الفترة الدقيقةوالحساسة التى تمر بها الدولة. وفقكم الله وسدد خطاكم.....