يمر اليوم 65 عاماً على رحيل أستاذ ومعلم الأجيال فى كل العصور نجيب الريحانى، ولا نجد كلمة ننصف بها هذا الفنان سوى أنه صاحب الأداء السهل الممتنع ممثل يجسد تلقائية فائقة مشاعر صادقة سواء فى الفرح أو الحزن، أعماله مازالت عالقة فى وجدان الملايين أفلامه مازالت عنواناً للكوميديا الراقية وكوميديا الموقف. ولد نجيب الريحانى فى حى باب الشعرية من أب أصله عراقى يعمل بتجارة الخيل وأتقن اللغة الفرنسية بحكم تعليمه فى مدرسة لغتها الرسمية فرنسية وعندما أكمل تعليمه ظهرت عليه الملامح الساخرة، ولكنه التحق بالعمل بشركة السكر لمساعدة أسرته، ولكن ترك الوظيفة حتى يتفرغ للعمل بالفن. وكافح كثيراً فى شبابه للوصول نجومية قدم الريحانى للسينما عشرة أفلام منها 6 أفلام تعيش فى وجدان الملايين، وهى «أبوحلموس وسى عمر وسلامة فى خير وأحمر شفايف ولعبة الست وغزل البنات،» وأفلام لم تعرض وهى «صاحب السعادة كشكش بيه وحواديت كشكش بيه وياقوت أفندى وبسلامته عايز يتجوز»، ومازالت حتى مصطلحات ومفردات أفلامه يرددها الكثيرون ركز فى هذه الأفلام على الإنسان المصرى البسيط المكافح الشديد الطيبة والرومانسية جمع كل الصفات النبيلة للإنسان المصرى فى النصف الأول من القرن الماضى، وفى المسرح قدم الريحانى عشرات المسرحيات ربما لا يعرفها الكثيرون لأنها لم تعرض منها والستات مايعرفوش يكدبوا وإلا خمسة وريا وسكينة وحكم قراقوش والمحفظة يا مدام كشكش بيه وشيخ الفقر زعرب والفلوس وتعاليلى يا بطة، فى حقبتى الثلاثينيات والأربعينيات كانت المنافسة شديدة بين الريحانى وعلى الكسار فى المسرح، كانت تلك المنافسة فى مصلحة رواد المسرح. نجيب الريحانى كان بحق جامعة تخرج فيها عشرات العمالقة من الفنانين الذين انضموا لفرقة الريحانى واستمرت بعد وفاته وحمل تلاميذه لواء الفن الحقيقى فى السينما والمسرح طوال القرن الماضى. الريحانى سيظل هو الأستاذ والمعلم لكل من يمارس فن التمثيل لا ننسى كلمات الموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب، حينما قال إن الريحانى بكى بشكل طبيعى وهو يشاهد ويستمع لأغنية عاشق الروح ضمن أحداث فيلم غزل البنات. رحل الريحانى يوم 8 يونية 1949 وبقى فنه خالداً.