الأصوات الباطلة، في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، أثارت قلق الكثيرين، علي كل المستويات، وأتصور أن الفائز الرئاسي المحتمل، عبدالفتاح السيسي، لن يترك هذا الأمر يمر مرور الكرام، وعليه أن يصل الي الحقيقة ويخبر الشعب، بخلاصة الأبحاث والدراسات عن السبب الرئيسي لارتفاع نسبة الأصوات الباطلة في الانتخابات، والتي ربما تجاوزت نسبة 4% من اجمالي عدد المصوتين، وهذا معدل قياسي وغير مسبوق. المرجح أن نسبة كاسحة من الأصوات الباطلة، جاءت عن عمد، وقصد مع سبق الاصرار, وهذا يدل علي أن رسالة ما جاءت ربما من فئة معينة من المصوتين لتوجه رسالة خطيرة الي الرئيس الجديد، هذه الرسالة التي اعتبرها ذكية، تقول الرئيس انتبه جئنا ولبينا نداء الوطن وادلينا بصوتنا، كواجب وطني، ولكننا نشعر بالضياع ولم نعد نثق بأحد، ومن هنا قلنا رأينا عبر الصندوق وربما تكون هذه رسالة ليست الي الحاكم بل الي الشعب وربما الي العالم كله، تقول انتبهوا الينا، نحن هنا، نعلن عن رأينا بطريقتنا. تعددت التعليقات علي نسبة الاصوات الباطلة، الغالبية ترجح انها جاءت من فئة الشباب، ولكن لا دليل علي ذلك سوي ما يشاهده الجميع من أوجاع ثقيلة يعاني منها ملايين الشباب، وحالة الضياع التي أصابتهم، ووقع فيها أنضج فئة عمرية وأخصب فترة للعطاء، ولم تأخذ حقها في العمل والادارة والحكم، هؤلاء الشباب يرون العواجيز يديرون شئونهم، ويرون الواسطة والمحسوبية تطيح بأحلامهم وتأتي بمن لا يستحق وتتجاهل من يستحق. تعليقات أخري تري أن أصحاب الأصوات الباطلة، هم من أعضاء جماعة الاخوان، ولكن لم يتحمس الكثيرون لذلك، لأنهم قاطعوا، وعرقلوا، ولم ينجحوا، ونجد من يقول: إن الأصوات الباطلة، ترجع الي عدم الوعي، وكثرة الأمية، وفند هذا الرأي قياسات رأي تؤكد زيادة وعي المصريين بعد ثورتي 25 يناير، و30 يونية، وبرهنوا ذلك بقلة الأصوات الباطلة في الانتخابات التي جرت بعد 25 يناير، وعددها ستة انتخابات ما بين استفتاءات وبرلمان ورئاسة. إذن الأضواء كلها تتجه نحو فئة الشباب المهمشة والضائعة. وإذا صح أن الشباب، وراء إبطال ما يقرب من مليون صوت، فهذه رسالة، شديدة الخطورة، تكشف للرئيس المنتخب، سوء الوضع، وتردي الحالة، وتضعه أمام وضع يقتضي اتخاذ اجراءات عبقرية، لإنقاذ الشباب العاطل، واعادتهم الي الحياة الطبيعية، والثقة بهم، ووضعهم ليقودوا البلاد فيما بعد. يا رئيس البلد أمامك الكثير من المناصب والمواقع تحتاج الي الشباب، بدءاً من رئيس الحكومة والوزراء ومساعديك وهيئتك الاستشارية، أيها الرئيس أمامك أن ترفع الظلم الفادح الذي تعرض له الشباب طوال عشرات السنين الماضية، أمامك الكثير من القرارات لنسف دولة العواجيز، وشلل المصالح، والإتيان بأشخاص جدد، ولا أريد أن أسمع من يقول إن العواجيز عندهم خبرة، وأقول له، إن الشباب لديه الحماس والخبرة معا، بدليل أنهم يملأون الدنيا في معظم دول العالم، في أحسن المواقع، يهربون من ديارهم بسبب الفساد والإهمال والروتين، وبسبب قسوة وجمود العواجيز عليهم، وتتلقفهم الدول الفاهمة الواعية، وتمتص علمهم وخبرتهم، وتمنحهم الجنسية، وتحقق لهم طموحاتهم. يا رئيس مصر، عندي كلام كتير، وممكن يكون دمه تقيل، ولكنك أكيد فاهم وكبير، ومفيش شباب يكره العمل ويكون شريراً أوعي تصدق إن الشباب سكير، من يقول كده يكون شخص حقير، ممكن يكون الشاب ضعيف، ولكنه غير خفيف، ممكن يقول كلام مهم، دون فهلوة بل علم، وأقول إن شطارة الحاكم أن يبعد عن الحاشية، ويخرج بره الدايرة، ويأخذ قرارات متعايرة، نريد حاكم عبقري، وليس عنتري، حاكم كالطبيب الماهر عارف الأوجاع، كالقاضي العادل يحكم علي الأنطاع، كالعالم الماهر يطبق الفكرة قبل ما تتباع، ياريس الشباب بيصرخ ويمد يده، لا تحبطه كفاية اللي راح، أرجوك خلي الشباب حته منك، ولا تسمع لغيره، حتي يكون ضميرك مرتاح. لنتفاءل جميعا.