في بداية مرحلة جديدة من مستقبل مصرنا العزيزة العظيمة تعتبر العودة الى أفريقيا واعادة النظر في العلاقات الأفريقية في دول حوض النيل من أهم الأولويات للسياسة المصرية. ففي غفلة من الزمن والزمان امتدت الى 30 عاماً في أيدي قيادة مغيبة بل في غيبوبة تارة وجهل تارة أخرى واهمال كان هناك اتفاق ضمني على تشتيت العلاقات المصرية الافريقية وكذلك السعي الى تقسيم الدول العربية وحدث ذلك بالفعل في هذه الغفلة من الزمن والزمان للأسف الشديد وبدأت المنازعات الحدودية بين مصر والسودان التي كانت في يوم من الأيام مملكة مصر والسودان ثم برزت مشكلة حلايب وشلاتين ومحاولات السودان ضم الإقليمين إليها. وتكمن أهمية حلايب وشلاتين لمصر في أنها تجعل حدود مصر الجنوبية من ناحية البحر الأحمر مكشوفة للأعداء وتعرض أمن مصر القومي للخطر، أما بالنسبة للسودان فهى منفذ تجاري وبحري هام، ولقد ظهر في الآونة الأخيرة ثروات نفطية ومعدنية كبيرة وفي عام 1993 قامت السودان بارسال مذكرة للأمم المتحدة ومجلس الأمن ومنظمة الوحدة الأفريقية وجامعة الدول العربية تشكو تدخل الحكومة المصرية في شئونها وسعيها مع بعض الدول المعادية الى تقسيم السودان الى شمالي وجنوبي وقامت منظمة الوحدة الأفريقية بدعوة مبارك للمثول أمامها فرفض. وبالرغم من أن ثعبان الصهيونية يصول ويجول في افريقيا بما فيها من ثروات وخيرات وسحب البساط من تحت أقدام مصر فقد آن الأوان لعودة مصر الى دورها الريادي في أفريقيا، ففي المذكرة التي كتبها على البحراوي في شئون المياه والري بعد مؤتمر 20 يوماً في أثيوبيا «الحبشة» أن الشعب الاثيوبي والدوائر الدبلوماسية الأثيوبية وكذلك الجامعات والوزارات تواقة لعودة مصر اليها ولعودتها الى مصر وكذلك الإخوة في السودان يتمنون لو أن لم يكن قد تم الانفصال بين مصر والسودان، وإذا كان حقيقياً إننا نريد العمل والرجوع الى مكانتنا الدولية وتبوؤ مركزنا الطبيعي والحفاظ على مياه النيل وهو شريان الحياة لمصر فإن أي تخاذل في ذلك يشكل تهديداً خطيراً للأمن القومي المصري، وبالنسبة لحلايب وشلاتين فرغم أن قد يكون هناك اختلاف أيديولوجي بين طبيعة الحكومتين فإنه يمكن انشاء مشروعات مشتركة ووضع استثمارات لاستغلال الثروات النفطية والمعدنية مناصفة «أي تكامل اقتصادي» وماذا لو تعود شركة النصر للاستيراد والتصدير والتي تأسست 1963 وتنشط التعاون التجاري من جديد وبقوة بكافة الأنشطة وكذلك تبادل البعثات الدراسية والاعلامية والثقافية والجامعية والدراسية إلي آخره تحت زعامة مصر العربية الافريقية والدفاع عن مصالحنا المشتركة والوقوف صفاً واحداً أمام عدونا المشترك الذي يسعى الآن الى تقسيم الدول العربية وخاصة دول الجوار وكذلك الافريقية بهدف محاصرة مصر وتضييق الخناق عليها حيث يستخدم بعض العملاء الضالين في تمويل سد النهضة فلاشك أن العدو هذه المرة يريد نحرنا جوعاً وعطشاً قبل الرصاص. هشام عماد الدين ثابت ماجستير إدارة الأعمال من السوربونالرجوع إلى أفريقيا