تتجه أنظار العالم اليوم السبت الى مدينة جوبا، عاصمة الدولة الجديدة التي يعلن عن قيامها بعد وقت قليل بجنوب السودان، انفصالا عن الوطن الام في الشمال، تحت اسم "جمهورية جنوب السودان" لتصبح الدولة الأحدث في أفريقيا والعالم . وذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط في تقرير لها ان هذا اليوم (التاسع من يوليو) سيظل يتذكره السودانيون شمالا وجنوبا، فما من يوم في تاريخ السودان مر عليهم مثله، حيث يشهد ميلاد جمهوريتين في آن معا .. ففي الوقت الذي يعلن فيه عن قيام الدولة الجديدة في الجنوب، يبدأ ميلاد ما أصبح يعرف في الشمال ب "الجمهورية الثانية" . يبدأ الاحتفال الرسمى التاريخي في الحادية عشرة والنصف تقريبا قبل ظهر اليوم السبت "بتوقيت السودان .. الثامنة والنصف صباحا بتوقيت جرينتش" وهو أيضا الوقت نفسه الذي ينتهي فيه العمل ب " اتفاقية السلام الشامل 2005" بين شريكي السلام . ويحضر احتفالات اليوم في جوبا الرئيس عمر البشير وشريكه في السلام سلفاكير ميارديت (رئيس الدولة الجديدة) بجانب أمين عام الاممالمتحدة بان كي مون وممثلو عدد كبير من دول العالم ومن المنظمات الدولية والاقليمية والشخصيات المهمة من داخل السودان وخارجه. تقام ساحة الاحتفال الرئيسية بالقرب من ضريح جون جارانج مؤسس الحركة الشعبية بميدان التحرير، وتسودها أجواء مستقرة، وأكدتها مشاركة المكونات السياسية من الشمال في الاحتفال بقيام دولة الجنوب، والتي جاءت برغبة أغلبية الجنوبيين في استفتاء يناير الماضي الذي شكل أولى خطوات قيامها ..في موقع الحدث التاريخي بجوبا، اكتظت ساحة ميدان التحرير والشوارع القريبة منذ صباح اليوم بالآلاف من الحضور، حيث ستقدم العروض العسكرية، ويرفع علم جمهورية جنوب السودان ويتم توقيع أول رئيس للبلاد على الدستور الانتقالي للدولة الجديدة . وتبدو مشاعر الفرح على الشعب الجنوبي الذي انتظر هذا اليوم منذ 55 عاما لقيام دولته الجديدة، وعلى الحضور أيضا الذين شارك بعضهم في انجاز "اتفاق السلام 2005 " الذي تحقق به الوصول الى هذه المرحلة الفاصلة في تاريخ الجمهوريتين (السودان، وجنوب السودان) . وفيما استبقت سلطات الامن في جوبا الحدث باتخاذ تدابير مشددة لتأمين مقر الاحتفال والمشاركين فيه، فيما استبعدت الاجهزة المسئولة في الشمال حدوث مشكلات أمنية بعد الإعلان عن قيام جمهورية جنوب السودان حيث تنفذ محلية الخرطوم أكبر خطة تأمينية بمشاركة أكثر من 600 فرد من ضباط وضباط صف وجنود القوات المسلحة والشرطة والأمن الوطني . والواقع أن الاحتفالات بقيام الدولة الجديدة، بدأت منذ ظهر أمس عندما أعلنت رئاسة "جمهورية السودان" اعترافها ب "جمهورية جنوب السودان" لتصبح دولة ذات سيادة اعتبارا من اليوم التاسع من يوليو، وفقا للحدود القائمة بين شمال وجنوب السودان بتاريخ الأول من يناير 1956 ، وكما كانت عليه عند توقيع اتفاقية السلام الشامل في التاسع من يناير 2005 بدأت هذه الاحتفالات في الجنوب عندما تلا أمس الفريق أول بكري حسن صالح وزير رئاسة الجمهورية في لحظة تاريخية فارقة، بيان الاعتراف بدولة الجنوب بالقصر الجمهوري بالخرطوم ، بحضور وزراء العدل والخارجية والإعلام ووزير الدولة بمجلس الوزراء ورؤساء تحرير الصحف . أكد البيان بوضوح حرص جمهورية السودان على قيام دولة مستقرة آمنة ومزدهرة، تتطلع إلى علاقة متميزة ذات خصوصية مع جمهورية جنوب السودان، استنادا إلى الروابط التاريخية بين شعبي البلدين، وتأكيدا لمبادئ التعاون الدولي والاحترام المتبادل وحسن الجوار . وجدد البيان الالتزام بتسوية جميع القضايا المتبقية من اتفاقية السلام الشامل، وشئون ما بعد الانفصال في إطار التفاوض والحوار وروح التعاون، استشرافا لمستقبل ينعم فيه شعبا البلدين بالسلام والتنمية والاستقرار، ودعت جمهورية السودان، جمهورية جنوب السودان، إلى استمرار الاعتراف بالاتفاقيات والمعاهدات التي عقدتها (الأولى) ثنائيا وإقليميا ودوليا .