عندما تشير عقارب الساعة إلى العاشرة إلا الربع بتوقيت القاهرة تتوجه أنظار عشاق و محبى كرة القدم حول العالم صوب مدينة لشبونة البرتغالية و تحديدا لملعب النور لمتابعة النهائى القوى و المثير بين ريال مدريد وأتلتيكو مدريد فى نهائى دورى أبطال أوروبا. و يدير المباراة الهولندى بيورن كويبرز الذى يرتبط بذكريات سيئة للغاية مع الكرة الإسبانية بشكل عام وأيضًا جمهور الريال واتلتيكو مدريد رغم أنه من الحكام الأفضل فى العالم وسيشارك فى بطولة كأس العالم القادمة التى تنطلق فى شهر يونية المقبل. وللمرة الأولى فى تاريخ البطولة يصطدم فريقين من مدينة واحدة فى المباراة النهائية وقد لا يكون عامل التاريخ حاسما فى المواجهة لكنه يبقى إحدى الخلفيات التى توضع دائما فى الحسبان قبل المباريات وإن كان التفوق التاريخى بحكم المواجهات التى جمعتهما يصب فى مصلحة الريال إلا أن أتلتيكو يسعى لصناعة تاريخ جديد بالفوز فى المباراة و التتويج بالكأس، وشهد دورى الأبطال طوال تاريخ ثلاث مواجهات بين الريال وأتلتيكو كان اللقاء الأول فى 23 إبريل 1959 ضمن ذهاب الدور قبل النهائى للبطولة وفاز النادى الملكى 2-1، وفى مباراة العودة التى اقيمت فى مايو 1959 فاز أتلتيكو بهدف نظيف ليتم اللجوء لمباراة فاصلة (قبل تعديل اللوائح) اقيمت بينهما فى مايو من نفس العام حقق فيها ريال مدريد الفوز بهدفين لهدف. والتقى الفريقان الموسم الجارى فى أربع مرات حقق أتلتيكو الفوز مرة فى جولة الذهاب بالدورى على ملعب «سانتياجو برنابيو» بهدف وحيد لدييجو كوستا، بينما حسم الريال مواجهتى الذهاب والإياب بالدور قبل النهائى لكأس الملك بالفوز ذهابا فى البرنابيو بثلاثية نظيفة عن طريق بيبى وخيسى و دى ماريا وفاز فى الإياب بثنائية رونالدو فى فيسنتى كالديرون وتعادلا فى مباراة العودة بالدورى بهدفين لكل منهما فى 2 مارس الماضى و سجل للريال بنزيمة ورونالدو، بينما أهداف الأتلتيك كانت عن طريق كوكى وجابي. و اختلف طريق ريال مدريد للوصول للمباراة للنهائى بشكل كبير عن مشوار أتلتيكو مدريد فكل منهما تعرض لعقبات كادت أن تقصيه من مضمار السباق نحو الكأس الأغلى فى أوروبا واضطر كل من انشيلوتى وسيميونى لتغيير التكتيك أكثر من مرة لتصحيح المسار والانطلاق نحو ملعب الدالوش. ونجح الريال فى تحطيم أساطير البوندسليجا فى طريقه إلى المباراة النهائية بينما وضع اتلتيكو مدريد عدة فرق فى حرج مع التاريخ بتخطيه لها مثل برشلونة والميلان وتشيلسي. ويخوض الريال المباراة بطموحات ليس لها حدود تحت قيادة الإيطالى كارلو أنشيلوتيو وكانت الكثير من التكهنات قد أُثيرت مؤخرًا حول قدرة كريستيانو رونالدو على اللحاق بنهائى البطولة لكن المؤشرات تؤكد استعدادية البرتغالى لخوض النهائى الحلم لإعادة اللقب الغائب منذ 12 سنة. و يشعر أنشيلوتى بالطمأنينة تجاه خط هجومه، حيث بات من شبه المؤكد مشاركة الثلاثى الهجومى كريستيانو رونالدو وكريم بنزيمة وجاريث بيل ومن المتوقع أن يلعب انشيلوتى المباراة بتشكيل يضم ايكرس كاسياس فى حراسة المرمى وامامه دانى كارباخال وبيبى وسيرجيو راموس ومارسيلو واسير يارامندى ولوكا مودريتش و انخيل دى ماريا وجاريث بيل و كريم بنزيمة و كريستيانو رونالدو. فى المقابل يأمل اتلتيكو فى حصد أول ألقابه فى دورى أبطال أوروبا ليصبح الجيل الحالى من اللاعبين الأنجح فى تاريخ النادى وسيتجاوز نجاحه ما تحقق لفريق 1996 الذى نال ثنائية الدورى وكأس الملك فى إسبانيا. و يحلم دييجو سيميونى المدير الفنى الحالى للفريق و الذى كان لاعبا فى صفوف أتلتيكو قبل 18 عاما تحت قيادة المدرب الصربى رادومير انتيتش فى تحقيق الفوز للتربع على العرش الاوروبى، ومن المنتظر ان يلعب أتلتيكو بتشكيل يضم تيبو كورتوا فى حراسة المرمى وخوانفران وميراندا و دييجو جودين وفيليبى لويس وكوكى وجابى وتياجو واردا توران ودييجو كوستا وديفيد فيا.