اليوم تبدأ مصر فترة الصمت الانتخابي الذي يسبق إجراء الانتخابات الرئاسية بين المرشحين المشير عبدالفتاح السيسي والسيد حمدين صباحي.. الباقي ساعات قليلة في حساب الزمن، وتبدأ جماهير مصر العريضة في النزول إلي صناديق الاقتراع لاختيار رئيس جديد للبلاد في الدولة الديمقراطية الحديثة التي ينشدها أبناء ثورة 30 يونيه، الذين خرجوا بالملايين في الشوارع والميادين يطالبون بعزل الجماعة الإرهابية وتحقيق العيش بكرامة وإنسانية وإشاعة روح الديمقراطية بالبلاد. الآن جاء دور المصريين مرة أخري ليثبتوا للعالم أنهم شعب عبقري متحضر يحدد مستقبله بيده لا بيد أحد في الداخل أو الخارج.. فالمصريون الذين خرجوا - كما قلت بالملايين - سيزحفون إلي صناديق الاقتراع ليدلوا بأصواتهم ويختاروا رئيسهم بإرادتهم الحرة القوية النزيهة دون رشوة انتخابية كما كانت تفعل جماعات التطرف والإرهاب.. فبعد غدٍ ستشهد مصر أكبر حدث في تاريخها القديم والحديث علي السواء، فالرئيس القادم - ليس أي رئيس - حكم البلاد، فهو قادم بإرادة وطنية شعبية بعد فترة حكم إرهابي عندما تولي محمد مرسي مقاليد الحكم وجماعته الذين كانوا يعتزمون بيع الوطن والمواطن للمخططات الجهنمية الغربية والأمريكية لصالح إسرائيل.. الرئيس القادم - ليس أيضاً كأي رئيس - فهو قادم ليعيد الموازين المختلفة لمصر، ويعيد إليها دورها الريادي في المنطقة والعالم.. أمامه تحديات كبري لا يقدر عليها أي رجل سوي من يتمتع بالوطنية الخالصة الصادقة المحبة للشعب والوطن، ولا جدال أن الرئيس القادم لن يتخاذل أبداً عن الناس ولن يهمش دورهم أو يتجاهل رئيسهم فهم العون له وهم السند معه في خوض الأزمات التي تواجهها البلاد.. فلا الرئيس بمفرده يقوي علي حل جبال المشاكل المتراكمة أمامه ولا الشعب سيرضي أبداً أن يتخاذل عنه في تقديم كل العون والسند له.. مصر قادمة علي مرحلة جديدة من تاريخها ولا مجال بعد يومي الاثنين والثلاثاء القادمين عندما يتم اختيار الرئيس، للكسل والتراخي والظواهر السلبية.. فالكل عقد الأمل علي مرحلة جديدة من الجد والعمل، أيام قليلة وتخوض مصر معركة أشد من معركة الإرهاب وهي إعادة البناء.. بناء الدولة المفككة.. وبناء العقول بالعمل والاجتهاد.. فالتحديات كثيرة وإرادة المصريين أقوي من أي تحدٍ.. وهل هناك شيء يعادل خلع الإخوان من الحكم فكل تحد يصغر تماماً أمام ما فعله المصريون في 30 يونيه، وليس هناك شيء مستحيل في القاموس المصري.. مصر قادمة علي خطوات جديدة مختلفة لكنها في بناء الدولة العصرية الديمقراطية الحديثة التي تمناها هذا الشعب العظيم.. الكل نازل لصندوق الاقتراع.. والكل لن يتخاذل عن الإدلاء برأيه وصوته ليختار الرئيس الذي اكتشفوا بطولته النادرة..