خمس سنوات فقط ما بين خروج محمد فودة سكرتير فاروق حسني وزير الثقافة الأسبق من السجن بتهمة الرشوة في قضية هزت مصر كلها وبين عودته الي الأضواء مرة أخرى عقب ثورة 25 يناير في نيولوك جديد تحت مسمى «الاعلامي الكبير» المدة ليست كبيرة ولكن التحول من متهم أدين في قضية رشوة كبرى الى نجم مجتمع يظهر مع كبار المسئولين والإعلاميين وتنقل أخباره بعض المواقع والفضائيات التي تتمتع بسمعة طيبة، لدرجة أن إحدى الفضائيات نقلت له مؤتمراً جماهيرياً بصحبة شريف اسماعيل وزير البترول الحالي خلال افتتاح مشروع توصيل الغاز الطبيعي لمدينة زفتى مسقط رأس فودة. ولمن لا يعرف تاريخ محمد فودة نذكرهم بسطور من هذا التاريخ. في منتصف التسعينيات ظهر محمد فودة الحاصل على «دبلوم صنايع» فجأة كسكرتير في مكتب وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني،لكن فجأة أفاقت مصر كلها في عام 1997 بخبر القبض على فودة ومحافظ الجيزة الأسبق ماهر الجندي وعدد من رجال الأعمال بتهم تسهيل بيع أراض خاضعة مصلحة الآثار التابعة لوزارة الثقافة لرجال أعمال مقابل رشاوى مالية كبيرة، ونشرت جميع الصحف في وقتها تفاصيل التحقيقات والمكالمات التي جرت وتسجيلات بالرشاوى التي دفعت وحصل عليها المسئولون، وبعد عدة جلسات من المحاكمة أصدرت محكمة جنايات الجيزة حكمها في قضية محمد فودة والمتهم بالكسب غير المشروع مستغلاً وظيفته في إنهاء مصالح رجال الأعمال مقابل حصوله منهم علي مبالغ مالية دون وجه حق، أصدرت بمعاقبته بالسجن 5 سنوات وتغريمه 3 ملايين و167 ألف جنيه وإلزامه وزوجته رانيا طلعت السيد برد مبلغ مماثل الى خزينة الدولة، قالت المحكمة إنه استقر في يقينها ثبوت تهمة الكسب غير المشروع في حق المتهم وتحقيقه ثروة طائلة لا تتناسب مع دخله. هل يكفي هذا أم نزيد من التفاصيل لعل بعض أدعياء المبادئ من الإعلاميين ورجال الأعمال والمسئولين الذين يساندونه ليستعيد نشاطه يتوقفون عن غيهم وضلالهم.